لا يمل القارئ من روايات الحب المستحيلة وأشهرها: «روميو وجولييت» اللذان حرما من الزواج، فانتهى حبهما بالموت، في مأساة تراجيدية جراء العداء والثأر المستحكم بين عائلتيهما.
ومن وحي هذه الرواية الإنكليزية الشهيرة، التي كتبها وليام شكسبير، وتحولت إلى أهم الأفلام والمسلسلات الدرامية، استلهمت في أعمال فنية كثيرة تركية وعربية، كان محورها الرئيسي: صراع الحب والثأر، بعضها انتصر فيها الحب، والبعض الآخر ظل حبًا مستحيلًا.
وحقق المسلسل التركي الرومانسي الشهير «زهرة الثالوث» نجاحًا جماهيريًا ساحقًا، تخطى حدود تركيا إلى أكثر من 50 دولة حول العالم، وحقق نسبة مشاهدة غير مسبوقة لدى الجمهور العربي في الشرق الأوسط، فأصبح ظاهرة مثالية للنجاح الدرامي بصورة لم يتوقعها أحد من بطليه الشابين الصاعدين لقمة الشهرة من أولى بطولاتهما... بفضل حبكته الدرامية والرومانسية الذكية والمشوقة بأحداث متسارعة الوتيرة، وبأجواء شديدة الإثارة والرومانسية، وهو أول بطولة مطلقة للممثل الشاب أكين أكينوزو بشخصية «ميران»، والممثلة الرقيقة إبرو شاهين بدور «ريان»، وكلاهما ينتميان لعائلتين عريقتين في تركيا، ويتربى ميران اليتيم في حضن جدته الحقودة والمسيطرة على ثروة وقرارات العائلة، وتبث الحقد في قلبه، حتى كبر وعرف أن جد الفتاة الرقيقة ريان قتل والديه، فيقرر الانتقام من العائلة عبر إيقاع ابنتها المحبوبة «ريان» في حبه، ثم هجرها لتموت حسرةً، ويوقعها فعلًا في حبه، ولا يعلمها أنه متزوج من امرأة أخرى، هي الحفيدة الثانية لجدته، لكنه يدرك بعد هجره وخداعه لها، أنه وقع بفخ حبها قسرًا عنه، فيحاول مصارحتها بحقيقة حبه لها، فور علمه بمشروع زواجها من أحد أفراد عائلتها.
ميران يواجه «ريان» بحبه الحقيقي لها
يحاول ميران في بداية أحداث الحلقة التاسعة استعادة حب وقلب ريان إليه، بعد صدمتها الكبيرة؛ بمعرفة أنه رجل متزوج من «جونول» الغيورة، التي تتهمها زورًا بأنها طعنتها للتخلص منها، فيخرج من قصر عائلته خلسة عن جدته وزوجته إلى منزل جد ريان الآخر، حيث لجأت إليه لنيل راحة نفسية هي بأمس الحاجة إليها بعد صدمتها بميران، وعدم قدرتها على الزواج من غيره، فرغم كل ما فعله معها، مازالت بداخلها تحبه، وترفض ريان استقباله أو محادثته، فيلحق بها للحديقة، ويصعق حين يلدغها عقرب سام في ساقها، ويجن جنونه، لكن جدها يعالجها، ويرفض محاولة ميران إسعافها للمستشفى، فيبقى ميران إلى جانبها طوال الليل، يقبّل شعرها، ويبوح بحبه لها، ويلبسها خاتمه؛ حتى لا تلبس خاتم رجل آخر سواه، وأنها ستظل له دون أي رجل آخر في حياتها اليوم أو في المستقبل.
ويسعد بسماعها خلال غيبوبتها تناديه باسمه، وتطلب منه عدم تركها والبقاء بجانبها. ويعدها ميران بينه وبين نفسه وهو معها، أنها لن ترى سوى الخير منه مستقبلًا، وسيحاول أن يستعيد ثقتها فيه من جديد.
بينما في القصر تحاول زوجته جونول محادثته هاتفيًا، ومعرفة مكانه دون جدوى، وتخبر جدتهما بأنه سيعود ومعه ريان ثانية للقصر.
صراع عاطفي بين آغا أزاد وميران على ريان
وقبل استيقاظ ريان، يصل خطيبها ورفيق طفولتها آغا آزاد إلى منزل جدها أيضًا، ويصر على الحديث معها، بالرغم من معارضة ميران، ويتقاتلان بضراوة من أجل الفوز بقلب ريان، ويفصلهما جدها وجدتها عن بعضهما البعض، وينتظران معًا للصباح، حتى صحت ريان من نومها، وطلبت من «آغا أزاد» حفيد نصوح باشا، الذي تركته وعجزت عن الزواج به، مزيدًا من الوقت، وطلبت منهما الابتعاد عن طريقها.
ويصارح آغا أزاد ميران بأنه لا أمل له في سماح ريان له، بينما هو أكثر حظًا منه؛ لأنه يحبها وينتظرها منذ سنوات طويلة، ولن يتخلى عنها أبدًا، حتى لو مات وهو ينتظر موافقتها على الزواج منه، وحبها له.
تعود ريان إلى قصر عائلتها مع ابن عمها آغا أزاد، وتطلب من والدها مغادرة العائلة والابتعاد عن المكان، لكن والدها هازار شاد أوغلو يصرّ على البقاء في قصر عائلته، رغمًا عن والده الذي يطرد حفيدته ريان، ويلقي عليها مسؤولية ما حصل مع عائلته جراء حبها لميران.
ميران يحاسب زوجته جونول
ويعاقب ميران زوجته جونول بعنف لطعنها نفسها بتهور، واتهام ريان بمحاولة قتلها كذبًا لإبعاده عنها، وتوريطها جنائيًا، وتتدخل والدتها، وتنقذها من يديه أمام جدتهما، وتكشف سرًا في لحظة غضب حين تقول: «لن أدع ابنتي تعيش ما عاشته والدتك، ولن أسمح لك بأن تفعل بابنتي ما فعله والدك بأمك»، ولمحت بكلامها بأن والده عذب والدته كثيرًا.
وعندما سأل جدته حول حقيقة كلام حماته، تهربت واتهمتها بالهذيان، وبأنها لا تدرك ما تقوله.
وتثير الكنة غضب حماتها «جدة جونول وميران» بإفشائها أحد أسرار والديه الغامضة له، فيخرج غاضبًا، ومتألمًا من أكاذيب أفراد عائلته.
سرّ رهيب تخفيه الجدة
في الوقت الذي يتحدث فيه ميران بحب ودفء مع ريان لاسترداد حبها، ويقول لها إنها ستظل له إلى الأبد، ويطلب منها أن تسترد خاتمه الذي رمته في الشارع، تبكي جدته في غرفتها الخاصة بحرقة؛ حزنًا على تعاسة حفيدتها جونول، ابنة نجلها المتوفى أحمد بسببها؛ لأنها زوجتها من ميران، ضمن خطتها للانتقام والثأر من عائلة شاد أوغلو، الذي قتلت ابنها بيد ابنهم المخبأ عنها: «ميران»، فالسرّ الرهيب هو أن ميران من عائلة شاد أوغلو، لكنها أخفت السر، وأخذته وربته ليكون آلة انتقامها، وليقضي على العائلة: ابنها الخفي دون أن يدري هو، أو يعرفوا هم بالحقيقة المخفية. وتطلب السماح من روح ابنها؛ لأنها زوجت ابنته من ابن أعدائهم.
الجدة تأمر محاميها بالحجز على أملاك عائلة شاد أوغلو
مكر الجدة وسيدة عائلة أصلان بيك لا يقف عند حد، فحتى تقطع الطريق على عودة علاقة ميران بريان العاطفية، تأمر محاميها بأن يحجز على أملاك عائلة شاد أوغلو المديونة، حتى يزيد الكره والعداء بين عائلة شاد أوغلو وميران.
وبالفعل يصدم جد ريان، ويقع من فوره على المقعد؛ عند معرفته من محاميه بأن محامي ورجال عائلة أصلان بيك قد حجزت قانونيًا على ممتلكات الشركة، ويتأكد باتصال هاتفي من ابنه هازار والد ريان، فيزبد الجد ويتوعد ريان بالقتل، ويناديها غاضبًا، وعندما تعود ريان إلى القصر، تفاجأ باستقبال جدها القاسي لها بالضرب المبرح الشديد على وجهها، ويجرها من شعرها على الأرض، ويتهمها بأنها سبب كل الكوارث التي لحقت عائلتها؛ بسبب علاقتها العاطفية بميران، وبأن عائلتها وأملاكها لم تعد آمنة بسببها، وبأن موتها وحده سيجلب الأمن والسلام لأفراد عائلتها، وبأعجوبة تنجو من يديه، عندما تسحب مسدسه من وسطه، وتهددهم، وتخرج من القصر، وتذهب لمقابلة ميران في مكتب شركته، وحين يراها مضروبة يسألها عن الفاعل، فتجيبه: أنت، أنت من فعل بي هذا؛ بسبب أفعالك وتطلعك للثأر والانتقام من عائلتي، وتطلب منه إيقاف انتقامه من عائلتها، فلقد حقق ما يريد بفضحها وعائلتها، وبخداعها، وبتلويث شرف عائلتها، وبتصغيرها أمام جدها، وبالحجز على ممتلكاتهم، ألم يبرد قلبه بعد؟ وتمنت لو ماتت على الجسر أو برصاصة في رأسها بعد هجره لها في الصباح فجأة.
وتصرخ به قائلة: خذ المسدس، واقتلني، لينتهي كل شيء بموتي، لكنه يفاجئها بعناقه الدافئ لها، لعلّ عناقه يطفئ نار غضبها ويأسها.
ويعترف لها بحبه، وبأنه غير موجود في الحياة بدونها، وبأن ميران لا وجود له في الحياة بدون ريان.
ويدخل عليهما والدها هازار «سيرهات توتوملور» ويبعدها عنه، ويلكمه في وجهه، طالبًا منه الابتعاد عن روحه «ابنته ريان» التي تطلب منه أن يدعها تموت على يديه؛ لكي ينتهي كل شيء، ويرد عليها والده بأنه مستعد للموت فداءً لها، ويوجه مسدسه إلى قلب ميران ليقتله، لكن ريان تقف درعًا أمام ميران لتحميه من والدها، وتقول له: لا يمكنك أن تقتل شخصًا غير موجود.
في إشارة منها إلى أنها حذفت ميران من حياتها، ولم يعد موجودًا فيها بعد اليوم.
ويعيدها والدها إلى القصر، ويهدد والده وعائلته بأنه لن يسمح لأحد بعد اليوم بإيذاء وضرب ابنته ريان، في هذا الأثناء يدخل ميران عليهم فجأة، فماذا يريد أن يقول ويفعل مع عائلة شاد أوغلو وريان بعد كل ما حدث؟
طلب منهم «ريان» فقط، لا يريد من عائلة شاد أوغلو «الانتقام»، يريد «ريان» فقط.
وإن حصل على ريان، فكل شيء بينه وبين عائلة شاد أوغلو سينتهي، فهل ستحقق عائلة شاد أوغلو مطلبه أم يقتلونه؟
سرّ نجاح «زهرة الثالوث»
وسرّ نجاح وشعبية مسلسل «زهرة الثالوث»، ليس النص الرومانسي الغني بجرعات الرومانسية والتشويق العالية أو بإخراجه المحكم، وإنتاجه الذكي فحسب، بل أيضًا بواقعية الديكور والأجواء الكلاسيكية للعائلات العريقة، وأداء بطله الطبيعي الممثل أكين أكينوزو، في أولى بطولاته الدرامية على الإطلاق، ويعود الفضل في إسناد هذه البطولة إليه، تألقه المميز بدوره الثانوي في الموسم الأول من المسلسل التاريخي «عاصمة السلطان عبد الحميد» مع بطله الأول بولنت آينال، حيث أدى دور شاب وطني يثق فيه السلطان عبد الحميد لمطاردة الإرهابيين، وحبيب إيزجي أيوب أوغلو، التي صدمتها عربة السلطان، وفقدت ذاكرتها، ثم تبين أنها كانت عدوة السلطان، ظنًا منها بأنه قاتل أخيها ضمن مؤامرة، وعندما تعرف الحقيقة تغيرها معاملة السلطان الحسنة لها، فتصبح حليفة له، ولحبيبها الشاب أكين. كما تألق أيضًا في مسلسل «السلطانة قسم».
وتألقت الممثلة الشابة إبرو شاهين بدور ريان، في أولى بطولاتها الدرامية أيضًا، بعد تألقها المميز في «عروس إسطنبول» مع أوزجان دنيز، وحققت ثنائية رومانسية ملهمة مع أكين أكينوزو، رفعتهما إلى قمة المنافسة مع أهم الثنائيات الحالية في تركيا، وتفوقا بجدارة على ثنائية كيفانش تاتليتوغ وألتشين سانغو في مسلسلهما «الاصطدام»، وسينتهي الموسم الأول مساء 31 مايو، بالحلقة الـ12، وسيعود بموسمه الثاني مساء 20 سبتمبر القادم بالحلقة الـ13. وسيتواصل التصوير في منطقة «مديات»، بمدينة ماردين الساحرة، ذات القصور القديمة، واستخدم قصر أصلان بيك خلال تصوير مسلسل «سيلا» أيضًا الذي تصدى لبطولته: محمد عاكف الأكورت، وجانسو ديري، لهذا شبهه الجمهور به ببعض المشاهد والديكورات.
والثنائي أكين وإبرو «ثمرة» تبني شركات الإنتاج الوجوه الجديدة، ومنحها بطولات مطلقة؛ للفرار من النجوم الأشهر والأعلى أجرًا في بعض أعمالها، لتحقيق أرباح أكثر، بعد انهيار الليرة التركية أمام الدولار، ووصوله إلى «6» ليرات في أسواق العملة.