تعالت الأصوات التي تلوم هذه الفتاة الفلسطينية؛ لأنها كما يقولون «فضحت نفسها»؛ فقد تم تصويرها في فيديو ونُشر على اليوتيوب بعد تغطية وجهها، ولكنها بجرأة الفتاة التي تثق في نفسها -كما تقول- أفصحت عن هويتها؛ من خلال حسابها الخاص على «الفيس بوك»؛ لتصبح «شهد أبو سلامة» حديث الساعة ما بين مؤيد ومعارض لموقفها.
والحكاية كما تقول «شهد» إنها توجهت لمعبر رفح، الذي يربط بين مصر وفلسطين؛ بهدف السفر عبره إلى مصر؛ لإكمال دراسة الماجستير، وهناك على المعبر كان الزحام شديداً؛ بسبب إغلاقه في وجه المسافرين العالقين منذ مدة طويلة، وجرت مظاهرة شبابية؛ احتجاجاً على إغلاق المعبر، وقررت أن تشارك فيها، وأثناء سيرها في المظاهرة السلمية لاحظت شاباً يسير خلفها ويتحرش بها، وكما تقول شهد إنها تجاهلته، ولكنه كرر فعلته، فما كان منها إلا أن استدارت وصفعته، ثم طلبت من الشرطي القريب التدخل، وهكذا انهال عليه الجمع الغفير ضرباً، بما فيهم شرطي الأمن.
وقد قام مصورون بتصوير الواقعة منذ بدايتها، دون أن تلحظ «شهد» ذلك؛ لأن المصورين كانوا يتابعون المظاهرة كحدث سياسي، وبالمصادفة جذب انتباههم منظر المتحرِّش الذي كرر فعلته.
تقول «شهد»: «لم أتردد في أن أفصح عن هويتي، فأنا واثقة في نفسي، وأريد أن ينال الفاعل جزاءه، ويكون عبرة لمن يعتبر، ولو كل فتاة أو امرأة سكتت على التحرش الذي تتعرض له، فإن الظاهرة ستزيد، وسنجد ضحايا لها يفقدن حياتهن ومستقبلهن؛ بسبب الصمت».
ما جرى مع شهد أصبح حديث الساعة -كما ذكرنا- ولم يخلُ موقع التواصل الاجتماعي «الفيس بوك» من التعليقات على موقفها، ما بين مؤيد ومعارض، ولم يخلُ الأمر من الفكاهة والسخرية طبعاً، ولكن مؤسسات نسوية كثيرة أيّدت موقفها وأشادت به، مشيرة إلى أن ما حدث مع شهد كقضية تحرش على منفذ غزة الوحيد للعالم، ربما كان صرخة نسائية لكل ضمير حر؛ لفتح المعبر وإنقاذ غزة المحاصرة.
التحرش بطبيعته ينتهك خصوصية الآخر ويجرح انسانيته لذا على كل فرد في المجتمع التصدي له ومحاربة انتشاره، هل تعرفين فتاة تعرضت للتحرش؟ هل سبق وأن سمعت عن قصة تحرش، الآن لديك الفرصة لمشاركتنا هذه القصص كي ننشرها ونعمل على القضاء على ظاهرة التحرش في عالمنا.
للتعرف على حجم تفشي هذه الظاهرة تابعي أخبار الحملة البيضاء التي نظمتها سيدتي بالتعاون مع جمعية الأمان الأسري ضد التحرش بالأطفال.