«جزء من النص مفقود…. »
عبارة كنا نستاء منها سابقاً عندما كان التواصل عبر الجوالات مقتصراً على الرسائل النصية، فكنا نفضل اللقاء الشخصي عوضاً عن إرسال «النص المفقود»، أما الآن أصبح إيصال النص كاملاً مهما كان حجمه، يتم بسهولة، وفي نفس اللحظة دون أن يفقد أي جزء منه مهما كانت المسافة بيننا، وأصبح الاستياء من تكلفة اللقاء أصعب من الرسائل! حتى أن تكوين الصداقات من خلال السوشيال ميديا بات أسهل وأسرع، ولكن ما مدى حقيقة وواقعية هذه الصداقات؟
«سيّدتي» التقت بمجموعة من الشباب والفتيات لمعرفة رأيهم حول حقيقة الصداقات عبر السوشيال ميديا، وكانت إجاباتهم على النحو التالي:
صداقة عن طريق الألعاب الإلكترونية
م. ناصر المطيري ٢٦ عامًا:
«لديّ صديق إماراتي الجنسية، تعرفت عليه من أحد الألعاب الإلكترونية المباشرة وأقضي وقتًا في محادثته ومكالمته في السوشيال ميديا ولكني لم أره حتى الآن، وبالطبع لن يصبح صديقي المقرب إلا بعد رؤيته والتعرف عليه أكثر عن قرب».
صداقة السوشيال ميديا آمنة
يارا الشهري طالبة جامعية ٢٤ عامًا فتقول:
«لدي أصدقاء وصديقات عبر السوشيال ميديا مقربون مني جداً، ونأتمن بعضنا على مشاكلنا وأحداثنا اليومية، سبب ثقتي بهم أنهم لم يعرفوني عن قرب لم يعرفوا هويتي الحقيقة، لذا لن يتبعني منهم أذى، ولا أفضل التعرف عليهم عن قرب وفي أرض الواقع، فنحن سعيدون هكذا».
أصدقاء حقيقيون في العالم الافتراضي
ياسمين ٢٥ عامًا:
«لدي صديقة عبر السوشيال روحها جميلة، أجدها في أي وقت أحتاجها، وتجدني عندما تحتاجني، أتمنى أن تسمح لي الفرصة بلقائها».
صداقة السوشيال ميديا أفضل من الواقع
محمد خان مصور ٢٢ عامًا:
«لدي صداقات متعددة عبر السوشيال ميديا قوية جداً ومستمرة، في حين أن صداقتي ببعض الأشخاص على أرض الواقع لم تدم وانتهت، والآن صداقاتي مقتصرة فقط على السوشيال ميديا، وأفضلها لأنها جعلتني شخصاً اجتماعياً».
الصداقات عبر السوشيال ميديا خلقت جواً من الكسل
يرى الأختصاصي النفسي حازم العيدان أن الصداقات عبر السوشيال ميديا خلقت جواً من الخمول والكسل لدى الأشخاص، معتبراً أن بداية هذه الحالة كانت مع جوالات «البلاك بيري».
وقال «قبل سنوات مع نهاية جيل النوكيا وبداية «البلاك بيري»، أصبحت هناك مجموعات وإضافات مختلفة وجديدة كُلياً عما كانت عليه جوالات النوكيا، من هنا بدأ الأشخاص يبعدون شيئاً فشيئاً عن الواقع، وأصبحت طرق التواصل بالجوال أسهل من الخروج للقاء، حتى خلقت الكسل والخمول، في كل الأوقات والمناسبات كالمعايدات فأصبحت التبريكات والتهاني عبارة عن "برودكاست"».
وأضاف: «كما أصبح البعض يلجأ للصداقات عبر السوشيال ميديا للبعد عن الواقع واللقاءات والعزائم والمجاملات، وهناك فعلياً أشخاص يبنون صداقات حقيقة عبر السوشيال ميديا، وتقوى عند اللقاء، وهناك علاقات تنتهي بسبب اختلاف شخصيات السوشيال ميديا عن حقيقتها في الواقع».