شهدت الأعمال الدرامية السعودية في الأعوام الأخيرة بروز عدد كبير من الوجوه الشابة التي نالت فرصة المشاركة وتجسيد أدوار مختلفة فيها إلى جانب نجوم الصف الأول في الساحة الفنية السعودية، وقد تمكَّنوا بفضل مواهبهم وإمكاناتهم الكبيرة من لفت أنظار المشاهدين، والحصول على إشادات النقاد وصنَّاع الفن.
"سيدتي" التقت كوكبةً من الوجوه الشابة المشاركة في الدراما السعودية برمضان 2019 للحديث عن بداياتهم الفنية، وأبرز الأعمال التي شاركوا فيها، والصعوبات التي واجهتهم إضافة إلى آراء المنتجين والمخرجين والفنانين بهم:
تجربة موفَّقة
ضمَّت الأعمال الرمضانية هذا العام تجربة مختلفة للإعلامية سمية عبدالله التي خاضت عملـها التلـفزيـوني الأول، وهو مسلسل «قلبي معي»، قبل عامين، ولعبت فيه دور «ريم» أمام النجمين محمود بوشهري وميساء مغربي. بعدها، شاركت في بطولة أعمال عدة، من أهمها مسلسل «هارون الرشيد». وهذا العام، تشارك سمية في مسلسل سعودي ـ جورجي باسم «أسود جورجيا» من إخراج يعقوب مهنا، المخرج الكويتي، وقد صُوِّر في جورجيا. وعن العمل، قالت سمية: «أجسِّد في أسود جورجيا دور فتاة جورجية من أصول عربية، تدعى حنين، تتعرَّف أثناء عملها موظفة استقبالٍ في فندق سياحي على مجموعة من العرب، وتعيش معهم مغامرات كثيرة. وجدت التجربة ممتعةً ومفيدةً على الأصعدة كافة، وبما أننا في عهد الانتشار السريع للفنان، لذا لا يزال التلفزيون محافظاً على مكانته، والأعمال الرمضانية خصوصاً لها رونق مميز وجمهور وفي. أنا ممثلة مسرحية في الأساس، وقد وجدت صعوبة في الوقوف أمام عدسة الكاميرا في البداية بسبب اختلاف تقنية الإلقاء، ونبرة الصوت، ودرجة الإحساس، لكنني أتقنت الأداء بشكل جيد، وأرى أن اختلاف الأدوار يمنحني مساحةً للتعبير عما في نفسي، وانفعالاتي، وهناك صعوبات أخرى، ترتبط بظروف التصوير، فمثلاً أثناء تصوير مسلسل «هارون الرشيد»، في العام الفائت اضطُررنا إلى التصوير في درجة حرارة تصل إلى 40 درجة، كما صوَّرنا بعض مشاهده في الأيام الأولى من رمضان، وعلى النقيض تماماً، خلال تصويري المسلسل السعودي «أسود جورجيا»، كانت درجة الحرارة تسع درجات تحت الصفر. أنا أحب عملي كثيراً، وأضحي بهدف تقديم ما يليق بجمهورنا الكريم».
صعوبة اللهجة
الممثل يزن الأسمر تطرق إلى المصاعب التي واجهته خلال العمل في مجال التمثيل، كاشفاً أن عمله الأول، كان مسلسل «بنات الملاكمة» الذي عُرِضَ على قناة «إم بي سي» قبل أشهر، مثنياً على هذه التجربة وواصفاً إياها بالجميلة جداً، إذ لم يواجه خلال أداء دوره أي مصاعب، لأن الدور كان قريباً منه، على حد وصفه، ما جعله يكسب ثقة المخرج سمير عارف الذي رشحه لأعمال رمضانية أخرى، منها مسلسل «العاصوف» الذي قال عنه: «خضت تجربة رائعة في العمل، لكنني وجدت صعوبة في إتقان اللهجة النجدية، نظراً إلى قوة المسلسل والنص. بعض الأدوار تحتاج إلى جهد كبير، لكنني في النهاية قدمت الدور بشكل مقبول جداً، وأنهيت تصوير مشاهدي بنجاح، وحققت أحد أهم أهدافي بالعمل مع ناصر القصبي، كما شاركت في حلقة من مسلسل «على جنب» بعنوان «لعب عيال»، وكانت تدور حول تأثير الألعاب الإلكترونية في الجيل الجديد، إذ ظهرت مدمناً على الألعاب الإلكترونية، وفعلت أمراً غير متوقع بسببها. العمل في هذه المسلسلات جزءٌ من أحلامي، والحمد لله، بدأت تتحقق».
الهدف نفسه
«يوجد كثيرٌ من الوجوه الجديدة في الساحة، ويحاول كلٌّ منهم إبراز إمكاناته الفنية للوصول إلى النجومية، والاستفادة في ذلك من مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام المختلفة، بخاصة المسرح والتلفزيون»، هذا ما أكدته الممثلة ندى الشهري التي استعرضت كذلك أهم ما واجهته في مسيرتها الفنية بالقول: «أعدُّ نفسي في البدايات. دخلت المجال بالعمل مع الفنان عبدالله السدحان في مسلسل «بدون فلتر»، وخضت معه الجزء الثاني من المسلسل، كذلك شاركت في «شباب البومب»، وتلقيت دعماً كبيراً من المخرج عبدالرحمن عايل بعد تجربة أداء، إذ شجَّعني على التمثيل، كما وجدت دعماً من عائلتي. اليوم، أحاول انتقاء الأعمال والأدوار التي تبرز موهبتي الفنية، وأجد سهولة وتعاملاً جميلاً من جانب كل الممثلين الذين أعمل معهم، إذ نحمل جميعاً في داخلنا الشغف نفسه ولدينا الهدف نفسه. من المبتدئات يروق لي أداء عجيبة الدوسري وأضواء الفهد وفرح ويارا الشهري».
المشهورون لا يتقبَّلوننا
عن تجربته في العمل في الجزء الأول من مسلسل «العاصوف»، أوضح الممثل متعب المالكي أن تجربة العمل في مثل هذه المسلسلات جميلة جداً، خصوصاً بالنسبة إلى الفنان الذي يحب هذا المجال من كل قلبه، وكشف «حب العمل في مجال التمثيل، يجعلنا نواجه جميع الصعوبات عندما نقف أمام الكاميرا، لكننا خلفها، نجد صعوبة كبيرة في الحصول على أدوارٍ لرغبة غالبية المنتجين في الاعتماد على الأسماء المعروفة فنياً. ومن جهة أخرى، يخشى هؤلاء الممثلون من وجودنا في الساحة الفنية، لأنهم يعتقدون أننا سنؤثر فيهم. بعد تجربتي في «العاصوف»، صُنِّفتُ من الفنانين الشاملين، وهذا ما يؤكده ذوو الخبرة في المجال. ومن جهتي، أثق كثيراً في إمكاناتي على الرغم من أن فناناً سبق له أن استبعد اسمي من عمل رمضاني بدون أي سبب، وعادةً ما يفعل بعض الفنانين المشهورين ذلك باستخدام علاقاتهم الواسعة، وفي ما يخص الانتقادات التي وُجِّهت للعمل، لم أتأثر فيها كثيراً على الرغم من أنني في بداياتي».
التأقلم بسرعة
أثنى حمد العمير، الشهير بـ «حموش» في مواقع التواصل الاجتماعي، على تجربته في مسلسل «شباب البومب»، وذكر أنه شعر بسعادة عارمة بالعمل في المسلسل الذي حقق نجاحاً كبيراً، واصفاً ذلك بـ«التجربة الرائعة»، وموضحاً أنه تأقلم بسرعة مع أجواء العمل والممثلين المشاركين. وأكد «حموش» أن «شباب البومب» سيحقق هذا العام مشاهدات كبيرة جداً على الرغم من الانتقادات التي تلقاها «فكل ناجحٍ مُحارَب بالتأكيد».
تجربة ثرية
الكاتب سلطان حكمي الذي خاض تجربة التمثيل التلفزيوني، قال إن «التمثيل في المسلسلات تجربة ثرية، وعلَّمتني الكثير، واستفدت منها بحكم أنها مختلفة تماماً عن التمثيل في يوتيوب، خصوصاً من ناحية الأفكار، وطريقة التصوير والإخراج، وحتى جمهور التلفزيون مختلف عن جمهور يوتيوب».
وعن الصعوبات التي واجهها في مجال التمثيل، كشف أنه لم يواجه صعوبات كبيرة، لأنه معتاد على هذه الأجواء ويعرفها جيداً، موضحاً أن هذا الأمر يحفزه على التعلم أكثر، وتطوير نفسه، والاجتهاد للاستفادة من الأدوار التي يؤديها.
وحول بداياته الفنية، قال: «أول عمل لي، كان مسلسل «حالتنا حالة» على قناة sbc، إذ شاركت في كتابته، وفي تأليف الشارة الغنائية له، والتمثيل فيه إلى جانب نخبة من نجوم الدراما والفن والمسرح. والحمد لله، حقق العمل نجاحاً كبيراً بدليل أن كثيرين ما زالوا يشاهدونه، ويتناقلون مقاطع منه في «السوشيال ميديا»، لذا سعينا إلى أن يسير الموسم الثاني على خطاه مع تطويره نوعاً ما، لنكسب ثقة المشاهد».
كما تحدث سلطان حكمي عن أدواره في هذا الموسم من «حالتنا حالة»، كاشفاً أنه جسَّد ثماني شخصيات مختلفة، للمرة الأولى، بحكم أن المسلسل يقدم قصصاً مختلفة تماماً في كل حلقة. ومن هذه الأدوار، قدّم شخصية محامي العائلة الحريص جداً، ووكيل أعمال لاعب مشهور، ومالك عمارة سيئ مع المستأجرين، ودكتور مخترع يثير كثيراً من المشكلات بسبب ابتكاراته، وقال عن هذه الشخصية: «هذا الدور كان الأصعب بالنسبة إلي، لأنني واجهت مشكلة كبيرة في التصوير الذي تمَّ في صحراء خالية، ووسط درجة حرارة مرتفعة، وصلت إلى 39 درجة. والحمد لله، أديت دوري بشكل جيد، وأتمنى أن ننال إعجاب الجمهور».
توالي الأدوار
استعرض الممثل نواف الدريهم مشاركته في مسلسل «شباب البومب» و«بدون فلتر»، ذاكراً أن أول عمل شارك فيه، كان «شباب البومب 5»، ثم أكمل المسيرة بالمشاركة في الجزأين السابع والثامن. وعن هذه التجربة الغنية، أوضح الدريهم «هناك اختبار للممثلين كل عام، يجريه العاملون في «شباب البومب»، وتحديداً قبل بداية تصوير حلقات الموسم الجديد، وقد وفَّقني الله بالمشاركة في العمل، والتمثيل إلى جانب فنانين كبار بعد تغلُّبي على رهبة الكاميرا، وإظهار جرأة كبيرة، وما ساعدني في ذلك، العمل بالنصائح التي قدموها لي. في هذا الجزء، تمكَّنت من أداء أدواري بشكل جيد، بخاصة دور اللص مع الفنان عوض عبدالله، ودور الاعتداء على شاب بسبب «البلوت» مع الفنان علي المدفع والفنان محمد المنصور، وأيضاً شاركت في حلقتين من مسلسل «بدون فلتر 2»، وقد استفدت من هذه التجربة الجميلة، كوني مثَّلت مع الفنان القدير عبدالله السدحان الذي قدَّم لي دافعاً معنوياً كبيراً. وظهرت في إحدى الحلقات بشخصية لصٍّ، وفي أخرى بشخصية معتدٍ، وقد يرى بعضهم تشابهاً في أدواري في العملين، لكنَّ اختيار الدور يعود إلى المنتج أو مدير الإنتاج أو المخرج، فيرون بحكم خبرتهم الكبيرة أن هذا الممثل يجيد أدواراً محدّدة أكثر من أي ممثل آخر. وفي العام الماضي، شاركت في برنامج «الصدمة 3»، وجسَّدت دور شاب يعامل شخصاً أصمَّ بعنف، وكانت تجربة جميلة جداً بالنسبة إلي، وأثارت الحلقة ضجة كبيرة في «السوشيال ميديا»، وحققت مشاهدات فاقت المليون، ما يدل على أن الخير ما زال موجوداً بين الناس. وختاماً، أشكر مدير الإنتاج سليمان الرفاعية والمخرج سمير عارف والفنان فيصل العيسى على دعمهم لي».
هذه أهمية الوجوه الجديدة في أعمالنا الرمضانية
تشتهر الدراما التلفزيونية السعودية بملامستها واقع البيئة المحلية خصوصاً، والخليجية بشكل عام، واستخدام كوادر وطنية، تجيد تجسيد هذه الأدوار، لكنَّ السؤال الذي يطرح نفسه: هل هناك دعم حقيقي للمواهب السعودية الجديدة كي تشارك في هذه الأعمال، أم أن الظهور في الأدوار المهمة فيها يقتصر فقط على الوجوه المعروفة والنجوم، بخاصة أن الأعمال التلفزيونية السعودية تُعرف كذلك بتطورها الدائم وحرصها الكبير على تقديم الأفضل؟
استضفنا في «سيدتي» عدداً من الفنانين والفنانات والمنتجين السعوديين للحديث عن دور الوجوه الجديدة في الدراما التي يقدمونها، تحديداً في شهر رمضان المبارك، وكيفية تطوير مواهبهم ودفعهم إلى الأمام.
تشرَّف بمشاركتهم
«أتشرَّف بمشاركة المواهب الشابة في جميع الأعمال التي أقدمها، وأشعر بالفخر عندما يتألقون وينجحون». بهذه الكلمات، بدأ الفنان حمد المزيني حديثه عن المواهب والوجوه الجديدة في الدراما السعودية، مؤكداً أنه يُسعد كثيراً حين يُقدم للساحة الفنية نجماً جديداً وموهبة لامعة، ويساهم في نجاح أي فنان، خصوصاً أن الممثلين القدامى يعتبرون المواهب الشابة مثل أبنائهم، لذا يدعمونهم بالتوجيه والإرشاد. وكشف أن كثيرين من الشباب الموهوبين والشابات الموهوبات، كان لهم دور كبير في مسيرته الفنية الناجحة، وأن غالبيتهم أكملوا المشوار في هذا المجال، وأصبحوا نجوماً، منهم الشاب عبدالملك المزيعل الذي شارك معه في عديد من المسلسلات والمسرحيات، وأصبح اليوم من أهم عناصر المسرح السعودي، ممثلاً ومخرجاً.
الاستجابة تحفزنا
المنتج والمخرج طارق ملفي الرويلي، مدير شركة «فايف كلرز»، تحدث من جهته عن نظرة المنتجين إلى الوجوه الجديدة في الدراما، مؤكداً أنه يحب كثيراً رؤية الوجوه الجديدة في الأعمال التي يقدمها، وموضحاً أن العمل الحقيقي، يكشف على أرض الواقع مدى موهبة هذا الفنان، لكنه استغرب في الوقت نفسه من بعض الوجوه التي دخلت عالم الفن، إذ إنها لا تملك أدنى مقومات الفنان. وكشف أن هناك مشاهير لم يسبق لهم خوض الأعمال التلفزيونية، وعلى الرغم من ذلك، نرى منتجين يستقطبونهم للتأكد من إمكاناتهم ومواهبهم.
وأوضح طارق الرويلي أنه يهتم بالنص والقصة أكثر من اهتمامه بالشخصيات التي ستؤدي الأدوار، وأنه يعتمد أسلوب التجربة لكشف المواهب الجديدة بإعطاء دور بسيط للفنان الصاعد، وعند إتقانه له، يعطيه دوراً أهم، قائلاً: «يهمني كثيراً تجاوب الوجوه الجديدة مع توجيهاتي، والقدرة على تغيير النبرة التمثيلية وفق متطلبات الدور، فمن خلال ذلك أعرف كيفية صقل موهبتهم. وكانت لي تجربة مع شخص اسمه بندر لم يقف أمام الكاميرا يوماً، لكنه أجاد الدور الذي منحته له حرفياً، لذا دائماً ما أضرب به المثل، إذ إن أداءه كان واقعياً في مشهد قتلٍ طلبت منه تمثيله، وأرى أن الممثلين الجدد يتجاوبون مع المخرج بصورة أفضل من أصحاب الخبرة الذين لا يتقبلون توجيهاتي ويشعرون بعدم حاجتهم إليها. كما أنني أرى أن توظيف الوجوه الجديدة فرصةٌ للوصول بهم إلى النجومية، ويجب ألَّا نستهين بذلك وأن نقدم لهم الدعم اللازم. وأتمنى أن أتخذ نمطاً خاصاً بي في استقطاب الوجوه الجديدة، وحالياً أخطط لصناعة فيلم، أُسند أدواره كلها إلى الوجوه الجديدة المؤهلة فقط مع الاهتمام بقوة القصة».
الوجوه الجديدة في السينما
لفت الممثل خالد الداحم لضرورة دعم المواهب فنياً وتقديم النصائح لها، قائلاً: «نفتقد الوجوه الجديدة في الدراما الرمضانية، وقليلاً ما نجدهم في أعمالنا، بالمقارنة مع الأعمال الكويتية التي تستقطب تقريباً ستة وجوه في كل عملٍ، لأن وجود المواهب الجديدة مع الأسماء الكبيرة في عمل واحد، يمنحها الخبرة اللازمة، لكنَّ الحال يختلف في السينما السعودية، إذ نشاهد كثيراً من الوجوه الشابة فيها التي تتميز بـ «كاريزما» خاصة، والإمكانات الكبيرة». وأوضح خالد الداحم «بدأت الظهور حين كان عمري 11 عاماً، وتحديداً عبر قناة «مواهب وأفكار»، ولا أخفيكم، البداية كانت صعبة للغاية، لذا أنصح أي شخص يرغب في دخول المجال بأن يلتحق بالمعاهد المتخصصة، سواءً داخل السعودية أو خارجها، لصقل موهبته. وفي رأيي، يمكن حالياً الاستفادة من يوتيوب في ذلك، والمشاركة في الأعمال المسرحية. وفي النهاية، لن يصل إلى القمة إلا الطموح».
لم أجد فرصتي
الممثل فهد الخميسي شدَّد على أن الوقت حان لنرى وجوهاً جديدة، تقدم شيئاً مختلفاً عما عرفناه وشاهدناه خلال السنوات الماضية، ورأى أنه من الجميل أن يكون هناك امتزاج بين ذوي الخبرة والوجوه الجديدة لإنتاج أعمال فريدة، وأكد «هناك مواهب قدمت نفسها من خلال مواقع التواصل الاجتماعي، وبعض البرامج بشكل مميز، ولاقت إعجاب المتابعين من مختلف الأعمار».
وتطرق إلى بداياته الفنية، كاشفاً أنها كانت عبر مسلسل «لعبة الشيطان»، ثم شارك في «سكتم بكتم» و«خميس بن جمعة» و«وجوه محرمة»، لكنه أكد أنه لم يحصل إلى الآن على الفرصة الكاملة، وأنه عندما يحصل عليها، سيقدم شيئاً جديداً، يضيف إلى اسمه وإلى مسيرته الفنية.
نهتم بالجميع
كشف الفنان عبدالعزيز الفريحي عن اهتمام فريق «شباب البومب» باستقطاب الوجوه الجديدة من جميع الأعمار، مشدداً على أن ذلك مطلبٌ في كل موسم من العمل حتى تحوَّل «شباب البومب» إلى مصنع لإنتاج النجوم، وتقديم الوجوه الجديدة. وقال: «في هذا الموسم، أجرينا كعادتنا كل عام تجارب أداء للممثلين الجدد من جميع الأعمار، فخصصنا لهم يومين للتعرف على مواهبهم، وبدأنا الاختبار بعد تعبئة المتقدمين الاستمارات، ووفق البرنامج الذي رُسم لهم».
وعن المواهب غير السعودية، أكد أن الفن لا يقف عند جنسية معينة، مشدداً على أنهم يركزون كثيراً على تقديم المواهب الوطنية، لكنهم إذا وجدوا موهبة غير سعودية، يمكنها إضافة الكثير للعمل، سيستقطبونها فوراً.
متعة كبيرة
مقدمة البرامج رانا الشافعي التي شاركت في أعمال رمضانية هذا الموسم، كشفت أنها بدأت التمثيل عبر مسلسل «شباب البومب»، وتحديداً في حلقة «نهاد»، إذ أدَّت دور زوجة خالد سامي «أسرة لبنانية»، وحققت الحلقة مشاهدات عالية جداً، وصلت إلى 25 مليوناً، كما شاركت في مسلسل «شير شات» مع فايز المالكي وحسن عسيري وراشد الشمراني. وفي هذا العام، شاركت في مسلسل «شباب البومب» في حلقة «الزين»، فجسَّدت دور الزين، أم عامر، كما شاركت في حلقتين من مسلسل «بدون فلتر 2» مع الفنان عبدالله السدحان، لعبت في إحداهما دور زوجته الثانية، كذلك سجلت حضورها في مسلسل «سوق الدماء» من بطولة الفنان تركي اليوسف، وأدّت دور مساعدته.
وأوضحت الشافعي أن «سوق الدماء» يتحدث عن قضية مهمة تشغل المجتمع السعودي، وهي «دية القتيل»، كاشفةً أنها تصور حالياً مسلسل «على جنب» مع فايز المالكي وحسن عسيري وراشد الشمراني، وأيضاً مسلسل «بيوتي سنتر»، مؤكدةً أنها تجد متعةً كبيرة في العمل في مجال التمثيل، وأن هناك فرقاً هائلاً بين التمثيل والتقديم التلفزيوني، إذ يركز التمثيل على الملامح والنظرات لإيصال الإحساس بأفضل شكل إلى المشاهد، بينما في التقديم، يقتصر الأمر على النظر إلى مفتاح الكاميرا، هذا إضافة إلى الفرق بين مدة التصوير. وقالت: «كان غريباً بالنسبة إلي أن أجيد شخصيات عدة بتفاصيلها الدقيقة، وألَّا أكون رانا الشافعي».
مصانع الممثلين
من جهتها، رأت الممثلة شيماء الفضل التي تطرقت إلى بداياتها وتجاربها، أنه من المهم جداً اكتشاف المواهب، وتقديمها في جميع الأعمال، كاشفةً أن شركات الإنتاج، مع الأسف، لا تركز كثيراً على المواهب الجديدة، بل تعتمد على ممثلين بعينهم طوال الموسم، أو العام، وغالباً لا تطبِّق وعودها بدعم الفنانين الصاعدين، وعندما تلجأ إليهم، توظِّف إمكاناتهم بشكل غير صحيح، أو تختار ممثلاً، أو اثنين ممَّن قُبلوا في اختبارات الممثلين «النادرة».
وأوضحت شيماء «عانيت في بدايتي من عدم معرفة المكان الذي يجب أن أتوجَّه إليه لصقل موهبتي الفنية في السعودية، وخلال دراستي في مصر، ورحلات السفر، خصوصاً إلى إمارة دبي، كنت أجد جهات مختصة في ذلك من معاهد وغيرها، توفر ورش عمل متخصصة بمبالغ مالية، وتخرِّج مواهب متمكِّنة فنياً، مثل المصانع، بما يضمن لها تلقي الفرص المناسبة، ومع الأسف، نفتقد لذلك في السعودية! وفي تلك الفترة، وفّرت لي شركة «الصدف» الدعم اللازم حين تقدمت لإعلان نشرته في موقعها. وإلى الآن، لا تزال تستقطب المواهب الصغيرة، وتوظِّفها في أدوار البطولة، وتمنحهم الثقة، كما أنها الشركة الوحيدة التي تضع في تتر المسلسل طريقة تواصل المواهب الشابة معها». وكشفت الفنانة السعودية «أن نسبة استقطاب المسرح للمواهب الشابة تبلغ تقريباً 20 % عبر نشر إعلانات مستمرة، وهذه بداية مبشرة، لكننا لا نستطيع القول إن المواهب الشابة في بلادنا تجد الدعم الكامل».
وحول استقطاب وجوه جديدة من الخارج، أكدت الفضل ألَّا عيب في ذلك طالما أنهم يمتلكون الموهبة «فنحن نعمل في مصر، ومع نجوم مصريين كبار، ونصور مسلسلاتنا في الإمارات والبحرين». واختتمت حديثها بتقديم نصائح إلى المبتدئين من واقع تجربتها بالقول: «أنا لست بعيدةً عن المبتدئين، فما زلت أبحث مثلهم عن النصائح، لكنني استفدت كثيراً من عملي مع الفنانين الكبار، مثل يوسف الجراح وعبد المحسن النمر في «حارة الشيخ»، فكان عبد المحسن النمر يعلِّمني السيطرة والتحكم في حركة يدي نتيجة التوتر الذي يجتاحني أمام الكاميرا. وفي رأيي، الموهوب الذكي، هو الذي يستفيد من هذه القامات، وقد شاهدت كثيرات من الفتيات اللاتي بدأن العمل معي، ولم يستفدن من نصائح الفنانين الكبار».