ترتمي الروح ساجدة لبارئها في أطهر بقاع الأرض لتقر الأعين بدموعها على حبها لله، واشتياقها لرضاه، ورغبتها الصَّادقة في نيل مغفرته عما بدر منها من تقصير... مشاعر شتى تغمر القلب والروح مع أوّل خطوة نخطوها من باب الحرم.
"سيِّدتي نت" يصطحبكم في تقرير شيِّق حول الحرم المكيّ الشَّريف، وعدد أبوابه وأسمائها ...
المسجد الحرام أطهر البقاع
المسجد الحرام هو أعظم مسجد في الإسلام، ويقع في قلب مدينة مكة غرب المملكة العربيَّة السعوديَّة، تتوسَّطه الكعبة المشرَّفة التي هي أوَّل بناء وضع على وجه الأرض، وهذه هي أعظم وأقدس بقعة على وجه الأرض عند المسلمين، والمسجد الحرام هو قبلة المسلمين في صلاتهم، وقد سمي بالمسجد الحرام لحرمة القتال فيه منذ دخول النبي المصطفى إلى مكة المكرمة منتصراً، حيث قال الله تعالى: "إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالمَِينَ" آل عمران: الآية "96"، والمسجد الحرام هو أوَّل المساجد الثلاثة التي تشدّ إليها الرحال، فقد قال نبي الإسلام محمد: "لا تُشَدُّ الرِّحَال إلاَّ إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى".
يحتوي المسجد الحرام على: الكعبة المشرفة، وحجر إسماعيل، وبئر زمزم، ومقام إبراهيم، والصفا والمروة، والمطاف والمسعى، والحجر الأسود.
بوابات الحرم قديماً
من الثابت أنَّ حدّ المسجد الحرام قبل الإسلام هو نفس دائرة المطاف, ولم يكن له سور ولا جدار، وإنَّما كانت بيوت قريش تحيط به على دائرة المطاف، وقد جعلوا بين كل بيتين أو ثلاثة ممراً ومنفذاً يدخل الناس منه إلى المسجد, وكان عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أوَّل من زاد في المسجد، وأوَّل من أحاطه بالجدار، وكلَّما زيدت مساحة الحرم وتمَّت توسعته زيد عدد أبوابه، والمسجد الحرام أكبر مساجد الدنيا، لذا له أبواب كثيرة تعددت أسماؤها وأماكنها.
أبواب الحرم المكيّ
كان أوَّل باب للمسجد الحرام هو باب بني شيبة، وهو منسوب إلى شيبة بن عثمان الحجبي سادن الكعبة المشرفة؛ لأنَّه كان بجوار بيته، ويقال لهذا الباب: "باب السلام"، وكان النبي محمد يدخل من هذا الباب؛ لأنَّه مواجه للكعبة أمام مقام إبراهيم، ويبلغ عدد أبواب المسجد الحرام حالياً 79 باباً، منها أربعة أبواب رئيسيَّة، وهي: باب الملك عبد العزيز، وباب الملك فهد، وباب الفتح، وباب العمرة، وأبواب فرعيَّة منها: باب أجياد، وبلال، وحنين، وإسماعيل، والصفا، وبني هاشم، وعلي، والعباس، وباب النبي، والسلام، وبني شيبة، والحجون، والمعلاة، والمدعى، والمروة، والمحصب، وعرفة، ومنى، والقرارة، والفتح، وباب عمر، والندوة، والشامية، والقدس، والمدينة، والحديبية.
بوابات وسلالم لخدمة الزوَّار
لاشكَّ أنَّ العمل على توسعة الحرم المكيّ وزيادة عدد بواباته بشكل مستمر، يأتي كخطوة مباركة من القائمين على شؤون الحرم المكيّ لمساعدة الحجيج والزوَّار على مدار العام والتيسير عليهم، حيث تشرف الرئاسة العامَّة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبويّ على الخدمات المقدَّمة داخل المسجد الحرام، ومن تلك الخدمات الإشراف على جميع أبواب المسجد الحرام من خلال إدارة مختصة مسؤولة عن ذلك تقوم بتنظيم دخول وخروج المصلِّين من والى المسجد الحرام.
ويصل عدد الأبواب إلى مائة وثمانية وثلاثين باباً تؤدِّي إلى المسجد الحرام وسطحه وقبوه، والتي يتم فتحها جميعاً خلال شهر رمضان المبارك، وزوّدت أبواب المسجد الحرام بلوحات إرشاديَّة تضيء باللون الأخضر في حالة وجود إمكانيَّة لدخول المصلِّين، وتضيء باللون الأحمر في حالة اكتمال الطَّاقة الاستيعابيَّة للمسجد الحرام.
ويصل عدد السلالم إلى ستة سلالم كهربائيَّة لها اثنا عشر مدخلاً تؤدِّي إلى المسجد الحرام، وتعمل على انسيابيَّة الدخول والخروج، بالإضافة إلى سلَّمين داخليين، هما: سلم باب 74، وسلم باب 84، كما تمَّ وضع ثلاثة عشر مدخلاً مخصصاً لذوي الاحتياجات الخاصَّة.