أن تكون بطــلاً، لا يعني أن تكون خـارقـاً، ولديك قدرات لا يمتلكها البشر. ولا يعني أن تحمل الأرض على كتفيك وتبعدها عن نيزك مشتعل كما في أفلام الفانتازيا والخيال العلمي. أن تكون بطلاً، يعني أن تمتلك قلباً شجاعاً وطيباً، يظهر في اللحظات المصيرية الحاسمة، وأن تكون قادراً على بثّ السكينة والطمأنينة في نفوس من حولك. تماماً كما فعل طيّار بارع أنقذ أرواح أكثر من 80 شخصاً عندما هبط بطائرته من غير عجلات في ميانمار.
ونقلاً عن صحيفة الـ«ديلي ميل» البريطانية، تنشر لكم «سيدتي» تفاصيل عملية الإنقاذ المذهلة، التي قام بها أحد الطيّارين في ميانمار، عندما استطاع بقلبه الشجاع وخبرته الكبيرة في مجال عمله، أن يهزم ظرفاً قاتلاً لحظة هبوط طائرته، وذلك عقب تعطل أجهزة الهبوط فيها صباح الأحد 12 أيار/مايو 2019. حيث تمكن حينها من إنجاح عملية الهبوط الاضطراري، بدون العجلات الأمامية، حيث لامست مقدمة الطائرة الأرض.
هبوط اضراري ولحظات عصيبة
ونقلت الصحيفة البريطانية عن المسؤولين في الخطوط الجوية لميانمار، أن الرحلة التي تحمل ترميز «يو بي-103 UB-103»، والتي كانت على متن طائرة من طراز «إمبراير-190» Embraer-190، كانت تحاول الهبوط صباح يوم الأحد الماضي، في مدينة «ماندالاي»، الواقعة شمال «يانغون» على الضفة الشرقية من نهر «إيراوادي» في بورما. وكان على متنها في تلك اللحظة 89 مسافراً، بالإضافة إلى 7 آخرين هم طاقم الرحلة.
وتابعت الـ«ديلي ميل»، أنه قبل لحظة الهبوط على مدرج المطار لوقت قصير، أصاب عطل أجهزة الهبوط في الطائرة، الأمر الذي منع إنزال العجلات الأمامية لتهبط بشكل آمن. ورغم محاولة الطيار الشجاع القيام بعملية طوارئ احتياطية حتى يسحب العجلات إلى أسفل، إلا أن محاولته باءت بالفشل. حينها كان عليه أن يتصرف بسرعة وذكاء، فقام بمحاولتي طيران حول برج السيطرة حتى يتأكد من مشكلة العجلات. ومن ثم عمل على تقليل وزن الطائرة من خلال التخلص من الوقود. وبحرفية عالية نفذ هبوطاً سلسلاً رغم أنه كان اضطرارياً، كانت الطائرة حينها تستند على مقدمتها التي تلامس الأرض، وتعتمد على عجلاتها الخلفية بدلاً من العجلات الأمامية المعطلة.
الطيار أنقذ 89 راكباً من الكارثة
«طيّار بارع أنقذ أرواح أكثر من 80 شخصاً عندما هبط بطائرته من غير عجلات»، كان هذا العنوان الرئيسي لمختلف وسائل الإعلام في البلاد، بعد عملية الإنقاذ البطولية التي قام بها هذا الطيار، والتي كان من شأنها أن وصل رُكّاب الرحلة الـ 89 إلى جانب طاقم الطائرة الـ7، سالمين إلى بيوتهم دون أي إصابات. فقد كان يكفي أن يمتلك الطيّار قلباً شجاعاً، وخبرة عالية في مجال عمله، ليكون بطلاً حقيقياً وينقذ كل هذه الأرواح.
من داخل الطائرة لحظة الهبوط الاضطراري:
شركة الطيران توضح الأسباب
وفي تصريح لـ«يي هتوت أونغ»، نائب المدير العام لمديرية الطيران المدني في ميانمار، أوضح بعد أن انتهت عملية الهبوط الاضطراري، أن الطيّار كان قد حاول عدة مرات إنزال العجلات الأمامية، وذلك بشكل يدوي وعبر نظام الكمبيوتر الخاص بالطائرة، إلا أن عطلاً فنياً منع حدوث ذلك. وتابع «أونغ» قائلاً: «لقد توجب عليه الهبوط مستنداً على العجلات الخلفية ومقدمة الطائرة فقط. حيث بإمكان الطيار البارع أن يهبط بها بمهارة».
الحادثة الثانية خلال أيام
وذكرت الصحيفة البريطانية، أن وسائل الإعلام المحلية في ميانمار، أكدت أن هذه الحادثة ليست الأولى، وأنها جاءت بعد أيام قليلة فقط من تحطم إحدى طائرات خطوط «بيمان بنغلادش»، عقب انزلاقها على المدرج لحظة الهبوط في مطار «يانغون»، خلال العاصفة الماطرة التي ضربت البلاد يوم الأربعاء، وهو الأمر الذي أسفر عن جرح 11 مسافراً.