تحلُّ ليلة القدر في العشر الأواخر من شهر رمضان الكريم، وبالتحديد في ليالي الوتر منه، وتتميز بأن لها علامات يمكن الاستدلال بها عليها، فهناك علامات أثناء ليلة القدر وعلامات أخرى تظهر بعد انقضائها،
يحدِّثنا الدكتور محمود محمد الكبش، عضو هيئة التدريس بكلية الشريعة، جامعة أم القرى في مكة المكرمة، عن علامات ليلة القدر، وكيفية معرفتها، فيقول: بيَّنها النّبيّ صلى الله عليه وسلم في أحاديثَ صحيحةٍ، منها حديث أُبيّ بن كعب رضي الله عنه عندما سُئِل: بأي شيءٍ تُعْرَف ليلة القدر؟ فقال: بالعلامة، أو بالآية التي أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أنها تطلع يومئذٍ لا شعاع لها» رواه مسلم.
علامات ليلة القدر:
قوة الإضاءة والنور
فقد روى عبادة بن الصامت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إن أمارة ليلة القدر أنها صافية بلجة كأن فيها قمرًا ساطعاً، ساكنة ساجية، لا برد فيها ولا حر، ولا يحل لكوكب أن يرمى به فيها حتى تصبح". ومنها ما أخرجه الإمام مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "تذاكرنا ليلة القدر عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "أيُّكم يذكر حين طلع القمر وهو مثل شق جفنة".
ليلة القدر لا حارة ولا باردة
ومنها حديث جابر رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «هي ليلة طلقة بلجةٌ [أي: مشرقة]، لا حارة ولا باردة، كأن فيها قمرًا يفضح كواكبَها لا يخرج شيطانها حتى يضيء فجرها»، رواه ابن خزيمة.
ليلة انشراح النفس في ليلة القدر
ومن العلامات الأخرى كذلك، وطمأنينة القلب، وانشراح النفس الذي يشعر بها المؤمن، والرياح فيها تكون ساكنة، لا عواصفَ فيها.
الشمس صبيحة ليلة القدر
من علامات ها طلوع الشمس صبيحتها لا شعاع لها، وكان أبي بن كعب يقسم على أنها ليلة سبع وعشرين ويستدل بهذه العلامة، والراجح أنها متنقلة في ليالي العشر كلها، وأوتارها أحرى، وليلة سبع وعشرين آكد الأوتار في ذلك.
رؤية ليلة القدر بالعين
قد ترى ليلة القدر بالعين لمن وفقه الله سبحانه، وذلك برؤية أماراتها، وكان الصحابة يستدلون عليها بعلامات، ولكن عدم رؤيتها لا يمنع حصول فضلها لمن قامها إيماناً واحتساباً، فالمسلم ينبغي له أن يجتهد في تحريها في العشر الأواخر من رمضان، كما أمر النبي طلبا للأجر والثواب، فإذا صادف قيام هذه الليلة نال أجرها وإن لم يعلمها قال صلى الله عليه وسلم: من قام ليلة القدر إيماناُ واحتساباُ غفر له ما تقدم من ذنبه وفي رواية أخرى: من قامها ابتغاءها ثم وقعت له غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر.