في العصر الحديث المتسارع الإيقاع بشكل مثير للقلق على صحة الأطفال والشباب العقلية من تأثيراته وضغوطه العادية وغير العادية، برز خطر جديد على أبنائنا، يحيطهم من كل جانب في عالم افتراضي مفترض به أن يكون حراً، ومطلق الأيدي، يفعل ويعبر كما يشاء، الخطر الجديد هو: «وسائل التواصل الاجتماعي» التي أضحت من بين الأسباب الرئيسة في تشجيع الانتحار الذي أصبح السبب الرئيسي للوفاة عند الفئة العمرية بين 10 و19 سنة في أميركا.
معدل انتحار الفتيات أعلى من انتحار الفتيان في الولايات المتحدة
وأظهرت دراسة جديدة أن معدل الانتحار بين الفتيات المراهقات في الولايات المتحدة الأميركية يتزايد بوتيرة أسرع منه بالنسبة للفتيان من العمر نفسه.
وفحص الباحثون معطيات عددية لعدد المنتحرين في الفترة الممتدة ما بين 1975 و2016، فوجدوا أن هناك ارتفاعًا متزايدًا لعدد الفتيات المنتحرات مقارنة بالشباب. وقالت الباحثة في مستشفى الأطفال في كولومبوس دونا روش: «إن هناك تحولاً كبيرًا حدث بداية من سنة 2007، وهو تزايد أعداد المنتحرات بين المراهقات». إذ تظهر النتائج المحصلة بعد 2007 أن الزيادة في نسبة انتحار الفتيات اللاتي تتراوح أعمارهن بين 10 و14 عامًا، تضاعفت بشكل ملحوظ.
وتلفت روش إلى أن الانتحار أصبح السبب الرئيسي للوفاة عند الفئة العمرية بين 10 و19 سنة في أميركا، حسب موقع «العرب».
وسائل التواصل الاجتماعي تشجع على الانتحار
وقالت المسؤولة في المؤسسة الأميركية لمنع الانتحار، كريستين موتير للإذاعة الوطنية العامة في الولايات المتحدة «إن. بي. آر»: إن وسائل التواصل الاجتماعي أضحت من بين الأسباب الرئيسة في تشجيع الانتحار، وبالتالي في زيادة معدلاته في البلاد. وترى أن مرد ذلك هو أن الغالبية من المراهقين يقضون الكثير من الوقت مع أجهزتهم.
وتتابع موتير: «في حين أن وسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن تجعل الشباب يشعرون بأنهم أكثر ارتباطًا بالأشخاص في حياتهم، فإن الدراسات الحديثة تُظهر أنها يمكن أن تضر بصحتهم العقلية».