«أحلم بأنّ أكون ثريًا»، جملة تتكرر كثيرًا ويُرددها غالبية الأشخاص من حولنا، إلا أنّ الكثيرين يحلمون بذلك ولا يملكون المقومات التي تُساعدهم لتحقيق هذا الحلم أو يملكون بعض القناعات التي تعوق دون ذلك، عبر السطور الآتية يُعرفنا مدرب التنمية البشرية أحمد الرفاعي، على عقلية الثراء والأثرياء، وكيف للفرد أنّ يمتلك تلك العقلية التي تُمكنّه من تحقيق ما يُريد.
بين الرفاعي أن الطفل الصغير يولد وهو خالٍ من الطموح، والداه وبيئته المحيطة هم من يزرعون في داخله حب الطموح أو التطلع والرغبات المستقبلية، لذا يجد الطفل الذي وُلد في بيئة غنية أو ثرية بعض المحددات التي لا يجدها طفل آخر نشأ في بيئة محصورة بآفاق وإمكانيات ضيقة، من هنا قد نُعرّف عقلية الثراء أو الوفرة بأنّها «العقلية التي تملك بعض القناعات والسلوكيات التي تؤهلها لتحقيق أهدافها».
الفرق بين عقلية الثراء وعقلية الندرة
ذكر الرفاعي بعضًا من تلك القناعات التي تُميّز بين عقليتي الوفرة أو الثراء وعقلية الندرة في النقاط الآتية:
- من يملك عقلية الوفرة يعتقد بأن الفرص كثيرة ويرى الفرص متوفرة حتى في أحلك الأوقات، في حين أنّ من يعيشون بعقلية الندرة فهم دائمو الشكوى ويرون بأنّ الفرص محدودة في الحياة، سواءً على المستوى المهني أو في مجال العلاقات البشرية، ولعلّ ذلك ما يُفسر بعض الدراسات التي وجدت أنّ من يحصلون على جوائز «اليانصيب» بمبالغ كبيرة، يعودون كما كانوا بعد مرور أقل من 3 سنوات، في حين أنّ أبرز المستثمرين في العالم استطاعوا تكوين ذواتهم بعد تعرضهم لأزمات مالية متكررة.
- من يملك عقلية الثراء هم أشخاص يتحملون المسؤولية تجاه تصرفاتهم وخطواتهم التي يسيرون بها، في حين أنّ عقلية الندرة صاحبها يُلقي باللوم على الآخرين وعلى المجتمع.
- من يملك عقلية الثراء هم أشخاص ناجحون ويرون أنّ النجاح حقٌ للجميع، في حين أنّ عقلية الندرة أشخاصها يعيشون في قلق دائم من نجاح الآخرين أو مشاركة نجاحاتهم.
- من يملك عقلية الثراء هم من يُنفذون ما يعيشون مرتين، أولهما على مستوى الميدان الفعلي وثانيهما في الخيال، حيث إنهم يستفيدون من قوة جذب الخيال لأحلامهم ومخططاتهم، في حين أنّ من يملكون عقلية الندرة قد يقومون بتنفيذ ما يُريدون إلا أنّهم لا يتخيلون النجاح وإن حدث لهم يخافون من مشاركته على الجميع.
كيفية اكتساب عقلية الثراء؟
يستطيع الفرد الذي نشأ في بيئة غير ثرية، امتلاك مقومات عقلية الثراء والوفرة وذلك من خلال تغيير قناعاته بالتدريج، ومن ثمّ اكتساب بعض المهارات، سواءً على المستوى الشخصي كمهارات حل المشكلات أو على المستوى المهني في مجاله الخاص، وقد تختلف المدة التي يحتاجها الفرد حتى يُتقن مهارة واحدة، وتفاوتت الدراسات حول ذلك، فبعض الخبراء وجدوا أنّ الشخص يحتاج إلى 21 يومًا حتى يُتقن إحدى المهارات، وآخرين رأوا أنّ الأمر يتطلب 260 يومًا، ويقول «من وجهة نظري الشخصية فإنّ اكتساب المهارات يأتي من الممارسة حتى يرى الفرد نفسه متقنًا، ومن ثم ينبغي على الفرد أنّ يُحيط ذاته بمجموعة من الأصدقاء أو المقربين الذين يمتلكون عقلية الوفرة، حيث خلصت الدراسات لأنّك ستُصبح أحد الأشخاص العشرة الذين تعرفهم، ومن المعروف أنّ الصداقات هي أحد الأسباب المؤثرة في شخصية الفرد وحياته».
كتب تُنمي عقلية الثراء
وأخيرًا ينصح الرفاعي، ببعض الكُتب التي تُساعد على إحداث هذا التغيير والنقلة وهي:
- «فكّر حتى تُصبح غنيًا» للمؤلف الأميركي «نابليون هيل»، حيث يتطرق من خلاله إلى بعض الأفكار والقواعد الذهبية حول الثراء.
- «أسرار عقل المليونير» للمؤلف الكندي «هارف ايكر»، وتحدث خلاله عن بعض العادات والمبادئ التي يُفكر بها الشخص الغني.
- «الأب الغني والأب الفقير» «لروبرت كيوسايكي»، يذكر من خلاله أهمية الاستقلال المالي وكيفية بناء ثروة.
- «أغنى رجل في بابل» لرجل الأعمال الأميركي «جورج كلاسون»، كتاب شهير يلخص القوانين المالية.