قد يبدو أمراً غير منطقي على الإطلاق، حين يحاول عدد من الأطفال الاحتفال معك بمناسبة معينة، ومن جهتك تقوم بإلقاء "قنبلة" عليهم وتهدد حياتهم بالخطر. وعلى الرغم من "لا منطقية" الأمر، إلا أنه حدث بالفعل في محافظة البصرة جنوب العراق. حيث أعلنت الشرطة العراقية يوم الثلاثاء الماضي 21 أيار/مايو، أنها اعتقلت رجلاً قام بإلقاء "قنبلة دخانية" على عدد من الأطفال الذين يطرقون الأبواب لجمع الحلويات والهدايا، احتفالاً بـ"ليلة القرقيعان" التي يحتفل بها العراق وعدد من دول الخليج العربي في ليلة منتصف شهر رمضان الفضيل.
ونقلاً عن عدد من وسائل الإعلام المحلية في العراق، فقد صرحت الشرطة أنها اعقلت رجلاً بعقده الثالث من العمر، كان قد ألقى "قنبلة دخانية" يدوية، تُستخدم عادة في قتال الشوارع بالمدن والأماكن الضيقة بالحروب، على الأطفال المحتفليلن بـ"ليلة قرقيعان" في منطقة "الأبلة" وسط البصرة. وتابعت الشرطة أن الرجل الذي من المتوقع أن يتم توجيه تُهم "الشروع بالقتل" و"حيازة أسلحة محظورة" له. كان قد فعل ذلك حتى يقوم بتفريق الأطفال الذين وصل عددهم لقرابة الـ 20 طفلاً، وإبعادهم عن باب بيته.
وحسب وسائل الإعلام العراقية، فأن الرجل الذي استخدم سلاحاً محظوراً وممنوعاً في البلاد لفعل ذلك، كان قد برر فعلته هذه بأنه كان "يُـــمـــازح الأطفال". وكان العديد من الناشطين العراقيين، قد تداولوا مقطع فيديو مصور للحادثة، التي تظهر الأطفال المحتفلين بـ"ليلة قرقيعان" قبل لحظات من إلقاء القنبلة الدخانية. كما يظهر بالفيديو هروبهم وعلامات الخوف والفزع بادية عليهم بعد إلقاء القنبلة.
وأضاف الناشطون العراقيون أيضاً، أن الشرطة في مدينة البصرة، كانت قد أنقذت الرجل الثلاثيني من غضب عائلات الأطفال، التي كانت عازمة على إيذائه بعد ما فعله بأبنائهم. ولولا اعتقاله وأخذه إلى المركز الأمني بسرعة كبيرة، لكانت المشكلة تصاعدت أكثر.