طفلك والتغيير
يؤكد الأطباء عموماً أن التغيير أمر صعب على الكبار والأطفال معاً فما بالك بهؤلاء الذين لم يبلغوا بعد سن السادسة، وهو مزعج أكثر للأطفال الذين ولدوا بطباع لا ترضَى إلا بالروتين. عن طرق علاج هذه المشكلة الحيوية التي تؤثر على نمو الطفل حالياً، ولها أهميتها مستقبلاً تحدثنا الدكتورة فؤادة هدية أستاذة طب نفس الطفل بمعهد الطفولة بعين شمس.
- لا تذعري عندما تشاهدين زوجك يحاول أن يعطي طفله حماماً فيصيحي مذعورة: "لا..لا.. أمي تفعل ذلك" بهذا طفلك لن يختبر التكيف مع التغيير.
- الأطفال قبل خمس سنوات يشعرون بالأمان في الرتابة الخالية من أي تغيير
- والتي قد تصل أحياناً إلى حد التصلب في الآراء، ودورك هنا مساعدته إذا كان متردداً على تعلم كيفية السير مع التيار واكتساب مناعة ومرونة ضروريتين.
- حاولي تأمين جو من التسامح له؛ بمعنى أن تجعليه يفهم أن ارتكاب هفوة ليس كارثة، وساعديه على معرفة أن: ما من إنسان كامل..وأن الكل معرض للخطأ.
- علميه كيفية اتخاذ القرارات؛ طفلك يريد أن يشعر بأنه سيد مصيره، دعيه يتخذ بعض القرارات البسيطة؛ كالاختيار بين نوعين من الكورن فليكس -مثلاً-، أو بين زوجين من الجوارب، أو لعبتين؛ ما يعطيه إحساساً بالتحكم في عالمه الصغير.
- احترمي فرادته، وتعلمي أن لكل طفل طبعاً خاصاً حتى ضمن العائلة الواحدة؛ لذا تجنبي قول: "لا تتصرف بهذا الشكل" عندما يرفض طفلك تغييراً ما، وبدلاً من ذلك قولي له: "اعلم أنه من الصعب عليك قبول المدرسة الجديدة، لكنك تستطيع تحمل التغيير، كل شيء سيكون أفضل".
- ذكريه أنه ينتمي إلى عائلة وأنه عضو له قيمة كبيرة وسطها، وشجعيه على المشاركة في حياة العائلة عبر طلب مساعدته في المنزل، ولا تنسي -مثلاً- أن تشكريه إذا جمع ألعابه ووضعها جانباً: "أنتَ بعملك هذا تساعدُ على إبقاء منزلنا مرتباً وجميلاً".
- علمي طفلك المرونة؛ فينظر إلى التغيير كتحدٍّ عليه أن يجتازه، فيصبح أكثر استعداداً له، وتتحول مشاعر الخوف وفقدان السيطرة على محيطه إلى شعور بالحماس، قولي له: "هذا القميص الجديد جميل وعدم ارتداء قميصك الأزرق القديم ليس مشكلة..ستشعر بالفرح وأنت تلبس الجديد".
- حددي أهدافاً لقبول التغيير، قولي له: "ستذهب إلى حديقة الحيوانات غداً مع رفاقك لتستمتع بوقتك، وتلهو وتمرح في الحديقة" ودعيه يكرر هذا الكلام، اسأليه وكرري وراءه الإجابة التي ينطقها.
- امنحيه خيارات محددة تساعده على رؤية ما أمامه من إمكانيات؛ قولي له -مثلاً-: أعلم أنك لا تريد الانتقال للنوم على السرير الكبير الجديد، ما رأيك في أن تأخذ معك دبك "تيدي" إلى سريرك وهو سيسليك هناك".
- تجنبي مقاومته بالغضب ولا تبالغي في رد فعلك أمام أخطائه، ولا تعطي الهفوات أكثر مما تستحق من أهمية؛ حيث إنه يحتاج إلى الكثير من الدعم والتفهم للتخفيف من قلقه، أما غضبه الزائد فهو ناتج عن تشبثه بموقفه مما يؤدي لزيادة شعوره بالعجز.
- ركزي في تعليمه على كيف يصلح سلوكه بتحويل الهفوات إلى أوقات للتعلم لا للرعب، واطلبي منه إحضار المحارم الورقية، وساعديه في تنظيف المكان سوياً.