حكاية لا تُصدق، قد تكون أقرب إلى الخيال منها إلى الحقيقة، لكنها على الرغم من ذلك حقيقة خالصة، حدثت لامرأة أسترالية تدعى «جيني هاينز»، لا تزال على قيد الحياة، كشفت حكايتها عدد من وسائل الإعلام العالمية. والمثير بأمرها كيف تمكنت من التأقلم مع ماضٍ مؤلم عاشته منذ أن كانت طفلة بسنوات حياتها الأولى؛ إذ قامت باختلاق 2500 شخصية مختلفة لتتعامل مع حالتها.
ووفقاً لما ذكره موقع «روسيا اليوم»، فقد كانت «هاينز» ضحية لاعتداءات وحشية متكررة من والدها منذ أن كانت بعمر الرابعة فقط، وكانت قد وجدت باختلاق 2500 شخصية مختلفة حلاً مثالياً لتتخلص من الحالة النفسية المؤلمة التي تركتها تلك الاعتداءات من أقرب الناس لها.
وما أعاد حكاية «جيني هاينز» البالغة من العمر 49 عاماً، هو تمكنها خلال الفترات القليلة الماضية، من تحصيل حقها القضائي كاملاً من والدها المعتدي. وظهورها على وسائل الإعلام لتخبر ما حدث معها. لتعود قصتها إلى الواجهة الإعلامية من جديد. ولكن قبل هذه اللحظة الحاسمة من عمرها، كانت قد صنعت كل هذه الشخصيات على مدى 40 عاماً؛ لتتخلص من أثر اعتداء والدها الجسدي والعاطفي عليها، في سلوك دفاعي للنجاة من محنتها.
وبحسب ما أوضحه «جورد بلير ويست»، الطبيب النفسي الأسترالي، فإن «اضطراب تعدد الشخصيات»، هو تقنية معقدة يقوم الأطفال المتعرضون لأنواع الاعتداءات المختلفة، بتطويرها بشكل تلقائي قبل أن يبلغوا الثمانية من عمرهم، وذلك كنوع من الرد على تعرضهم لهذه الاعتداءات الجسدية أو العاطفية. وأضاف «ويست»، أنه في حالة «جيني هاينز» فإن الأمر مماثل تقريباً، إذ إنها لا تعاني من أي مرض عقلي.
وتابع الطبيب النفسي، أن السيدة الأسترالية كانت قد وجدت طريقة ذكية ومعقدة للتأقلم مع الأحداث العنيفة التي مرت بها خلال طفولتها. وهي أحداث من الصعب جداً فهمها أو التعامل معها. على الرغم من أن «هاينز» كانت قد أوضحت أن اعتداءات والدها المتكررة سببت لها «معاناة لا يمكن تحملها».
ووفقاً لما نقله موقع «روسيا اليوم»، عن موقع «نيوز هوب «Newshub، فقد قامت السلطات المختصة في بريطانيا، بتسليم «ريتشارد هاينز»، والد السيدة «جيني» إلى نظيرتها الأسترالية خلال شهر شباط/فبراير الماضي 2019، حيث تم اتهامه بشكل رسمي بـ«الضرب والتنكيل والاعتداء غير اللائق». ومن جهته، اعترف «ريتشارد» خلال الأيام القليلة الماضية، بجميع التهم التي كانت قد وجهت له، خلال محاكمته التي حضرت ابنته «جيني» جلساتها. والتي أفادت الأخيرة بأنها عاشت معاناة طويلة من سلوك والدها الذي وصفته بـ«الرهيب». وأنها قررت التوجه للإعلام لتفضح سلوكياته لجميع الناس.