المعروف تربوياً أن دار الحضانة ليست مخزناً لتكديس الأطفال، وليست مدرسة بالمعنى المفهوم للمدرسة، وليست مسؤوليتها تعليم الكتابة والقراءة، إنما هي مكان ليحظى طفلك -3 إلى 6سنوات- بقدر من الرعاية والتربية والترفيه لبعض الوقت وسط جو من الصحبة الصحي. عن أهمية الحضانة ووظيفتها، وصفات الطفل التي تؤهله لدخول الحضانة. يحدثنا الدكتور محمد الطيب أستاذ طب نفس الطفل بجامعة طنطا.
- أبرز صفات الطفل في هذا العمر ميله للتفرد، التمركز حول نفسه، الاعتماد على الكبار والالتصاق بهم لحاجته إلى الأمن النفسي والحماية.
- على الطفل المؤهل للذهاب للحضانة أن يكون على درجة ملحوظة من ضبط النفس، الشعور بالذات والتحكم في عملية الإخراج، وغير ذلك من العادات الشخصية اليومية.
- ويكون قد سيطر على الكلام والجري والحركة، وبدأ يميل إلى الاجتماع والتفاعل مع غيره من الرفاق؛ لينطلق نسبياً في لعبه، ويستطيع الاندماج مع مجموعات أكبر.
- أن يكون ميالاً إلى الاستقلال وممارسة الحرية والاعتماد على النفس في نشاطه اليومي المعتاد، وعلى الابتكار والفهم والتفكير أيضاً.
دور الحضانة في تنمية مقدرات الطفل
- أنها تعود الطفل على العادات الشخصية الصالحة في تناول الطعام، الإخراج، الاغتسال، النوم واللعب؛ مما يساعد على تنشئة اجتماعية صحيحة.
- تتيح الفرصة لاكتساب الخبرات والمهارات والمعلومات لتكون أساساً طيباً ومتيناً يبني عليه الطفل المزيد في المراحل التالية لنموه وتعليمه.
- توفر للطفل مكاناً آخر عدا المنزل، وأفراد غير الأسرة يدخلون على نفسه السعادة؛ مجتمع آخر لابد أن يتعرف عليه الطفل ويخالطه كلون من ألوان الحياة ومواجهة المجتمع.
- تظهر أهمية الحضانة في إثارة ذهن الطفل وتحفيزه على التفكير؛ لرحابة المكان، الفناء، الأثاث البسيط، وهي فرصة للطفل لاكتشاف عوالم أخرى فسيحة ومتغيرة.
- في الحضانة سيتغلب الطفل على إحساسه بفرديته ويطرد الملل، ويستطيع الاعتماد على نفسه والثقة فيها، ويحس بأن كل ما يطلب ليس شرطاً أن يُستجاب، عكس ما يحدث بالمنزل.
- داخل الحضانة ووسط أطفال من عمره يتعلم الطفل أن الحرية تقف عند حاجة حرية زميله، كما يتعلم الملكية الفردية واحترام ملكية الغير -هذا له وهذا ليس له-
- يدرب الطفل في الحضانة على الإحساس بالزمن، يشعر بأن لكل شيء وقته؛ فوقت للموسيقى، ووقت للحديقة، ووقت للعب، عكس المنزل؛ ليس للزمن حدود بداخله.
- وسط الأصدقاء تزداد الحصيلة اللغوية للطفل؛ حيث يستطيع تداول الكلمات التي يعرفها ويلفظها أثناء احتكاكه بالرفاق، كما يضيف لرصيده كلمات جديدة أيضاً.
- الحضانة تعلم الطفل العادات الصحية السليمة؛ من ممارسة لنشاط يهدف لتقوية وتسهيل استعمال العضلات الكبيرة والصغيرة، وتحقيق تناسقها.
- كما أنها تتيح الفرصة للطفل لكي يستمتع بخبرة التعامل مع الآخرين من هم في سنه، أو أصغر منه أو أكبر منه.. لمشاركتهم والتعاون معهم.
- تدريب الطفل على التفكير المنطقي وتحمل المسؤولية واحترام الحرية الفردية، إضافة إلى أنها تعتني بتنمية شخصية الطفل، وتوجيه ميوله واتجاهاته التي ستعينه ليصبح فرداً سعيداً آمناً منتجاً في المجتمع الذي هو عضو فيه.