هناك تعبير شعبي ملتصق بشهر رمضان في تونس، وهو "حشيشة رمضان"، والمقصود به النرفزة التي تظهر على الصائم، خاصة منهم المدخنين والذين ينقطعون في شهر الصيام عن السجائر.
والحقيقة أن الخصام والتراشق بالكلام الذي قد يصل حد السباب والشتيمة يكثر في تونس خاصة في الأماكن التي يتواجد بها الناس كالأسواق مثلاً.
ومن العادات السيئة لدى بعض التونسيين في شهر رمضان الميل إلى الخصام لأتفه الأسباب، ويطلقون على ذلك "حشيشة رمضان"، وكلمة "الحشيشة" مرتبطة بالسجائر والتدخين؛ إذ كان الناس في زمن مضى يلفون بأنفسهم السجائر ويضعون التبغ //الحشيشة// في الورق المعد للسجائر.
وأشد ما يفتقده بعض التونسيين في رمضان هو التدخين، علماً بأنه قد تمّ وضع خطّة وطنيّة لمكافحة التّدخين، ترمي إلى تقليص عدد المدخنين، وحثّهم على الإقلاع عنه وتحصين غير المدخّنين. ولكنها خطة لم تحقق النتائج المرجوة منها.
وقد ذكرت وزارة الصحة أن عدداً متزايداً من التونسيين يموتون كلّ عام بسبب إصابتهم بأمراض نتيجة التّدخين فيصابون بسرطان الرّئة، أو سرطان القصبات الرّئويّة أو أمراض القلب.
لذلك فإن تونس أقرت قانوناً لمنع التدخين في المقاهي، ولكنه لم يطبق، ولذلك فإن المقاهي التونسية بعد الإفطار تكاد لا تستنشق فيها الهواء بسبب كثرة المدخنين، فما لا يدخنونه نهاراً يعوضونه ليلاً، وهذا أحد أسوأ طباع وعادات بعض التونسيين في رمضان.
يقول عبد الرزاق، وهو بائع خضار، زبائنه يكثرون من الخصام معه لأتفه الأسباب؛ معترفاً : "أنا نفسي فان"حشيشة رمضان"تؤثر فيّ إذ أفتقد شيئين اثنين: السجائر والقهوة مما يعكر مزاجي.
أما حليمة وهي ربة بيت، فتقول إنها على امتداد شهر رمضان، تعاني من تبدل طباع زوجها بسبب "حشيشة رمضان".