جميعنا نلنا عقابًا صارمًا، وأحيانًا عنيفًا من آبائنا في فترات الطفولة والمراهقة، كنا نضحك تارة ونبكي تارة أخرى حينها، ويبقى هذا العقاب ذكرى نخبر بها أولادنا وأحفادنا في المستقبل. ولكن بعض أنواع «العقاب الأبوي» هذا، قد يأخذ أبعادًا أخرى مختلفة، قد تكون أبعادًا تُجبر السلطات على التدخل بنفسها لإيقاف ما، الأمر الذي تحول إلى «عنف جسدي ضد الأطفال». ومؤخرًا، أثار ياباني استخدم «مسدسًا صاعقًا» لتأديب أبنائه الثلاثة، جدلًا كبيرًا وغضبًا على نطاق واسع في البلاد.
ووفقًا لما نقله موقع «سكاي نيوز»، عن وكالة «رويترز» العالمية الإخبارية، فقد أعلنت الشرطة اليابانية، يوم الأربعاء 29 أيار/مايو، عن إلقاء القبض على رجل استخدم مسدسًا صاعقًا خلال محاولته تأديب أبنائه الثلاثة. وأضافت الشرطة أن هذه القضية التي أثارت الغضب بمختلف أنحاء البلاد، وعلى جميع المستويات هناك، تعتبر آخر قضايا «إيذاء الأطفال»، والتي كانت السبب الرئيسي الذي دفع البرلمان النيابي إلى بدء محاولاته لحظر «العقاب الجسدي» ضد الأطفال في المنازل. حيث وافق أعضاء مجلس النواب بالإجماع، على خطة جديدة لحظر العقاب الجسدي بحق الأطفال على يد آبائهم.
خالفوا القواعد فصعقهم
وصرّح أحد المسؤولين، في مدينة «كيتاكيوشو»، الواقعة في جنوب اليابان لوكالة «رويترز»، أن الرجل البالغ من العمر 45 عامًا، كان قد قام بإبلاغ الشرطة بنفسه بأنه استخدم «مسدسًا صاعقًا» لتأديب أبنائه الثلاثة، وهم: فتاتان بعمر الـ17 والـ13 عامًا، وصبي بعمر الـ11 عامًا. وعند سؤاله عن السبب الذي دفعه إلى صعق أطفاله بالكهرباء، أجاب بأنه «كان يربيهم»، وأنهم «خالفوا قواعده» التي وضعها لهم. وأضاف المسؤول الياباني أن الصبي كان قد أصيب بحروق طفيفة في ذراعه جراء صعقه بالمسدس، بينما لا توجد إصابات ظاهرة على الفتاتين.
مخاوف كبيرة على أطفال اليابان
الجدير بالذكر أن هذه القضية ليست الأولى أو الوحيدة من نوعها في مجال إساءة معاملة الأطفال وتعنيفهم جسديًا في اليابان؛ إذ إنه خلال السنوات القليلة الماضية، حدثت العديد من الوقائع المشابهة التي تركت أثرًا كبيرًا في نفوس اليابانيين، كان أشدها وفاة الطفلة الصغيرة «يوا فوناتو»، التي لم تتجاوز الـ5 أعوام من عمرها فقط، خلال العام الماضي 2018، والتي كانت قد لقيت مصرعها جراء قيام والدها بضربها ومنعها من تناول الطعام بحجة أنه «يؤدبها».