رغم أننا نعيش في الألفية الثالثة، إلا أن منظمة الأمم المتحدة للطفولة الـ«يونيسيف»، أعلنت مؤخرًا عن إحصائيات وأرقام صادمة للغاية فيما يخص «زواج الأطفال»، تفيد بأن هذه الظاهرة تزيد بالانتشار في مختلف دول العالم. إذ أشارت الـ«يونيسيف» إلى أن هنالك ما يقارب الـ115 مليون فتى ورجل بمختلف دول وأرجاء العالم، كانوا قد تزوجوا عندما كانوا «أطفالاً»، وأن 23 مليونًا منهم، كانوا قد تزوجوا فعلاً قبل أن يبلغوا الـ15 عامًا من أعمارهم.
ونشر موقع «سكاي نيوز»، نقلاً عن الموقع الإلكتروني الرسمي لمنظمة الأمم المتحدة، أنه وفقًا لأول تحليل على الإطلاق حول رعاية الأطفال «الذكور»، الذي أطلقته الـ«يونيسيف» مؤخرًا، والذي استند على بيانات من 82 دولة ساهمت في إجراء دراسة متعمقة في هذا الموضوع، كشفت أن العدد الإجمالي التقديري لحالات «زواج الأطفال» وصل إلى 765 مليون حالة زواج.
انتشار زواج الأطفال في القارة الأفريقية
الدراسة الجديدة للـ«يونيسيف»، كشفت بأن أكثر الأماكن حول العالم التي ينتشر فيها «زواج الذكور»، كانت القارة الأفريقية وتحديدًا جنوب الصحراء، إلى جانب عدد من دول أميركا اللاتينية ومنطقة الكاريبي، بالإضافة إلى جنوب شرقي آسيا والمحيط الهادئ. وتابعت الدراسة أنه وفقًا للبيانات، فإن جمهورية «أفريقيا الوسطى»، تحتل المركز الأول في زواج الأطفال الذكور بنسبة 19 في المائة. بينما احتلت «نيكاراغوا» المرتبة الثانية في التصنيف، وتبعتها «مدغشقر» في الثالثة بنسبة وصلت حتى 13 في المائة.
وتابع موقع المنظمة الأممية، أنه رغم الإحصائيات الجديدة التي اعتمدت عليها الدراسة، إلا أن الفتيات يتأثرن بشكل غير متناسب بهذه الظاهرة. حيث أشارت النتائج الأخيرة بأن فتاة واحدة من بين 5 فتيات تتراوح أعمارهن ما بين الـ20 والـ24 عامًا، تتزوج قبل أن تبلغ من العمر عامها الـ18. مقارنة بشاب واحد من كل 30 شابًا.
وفي هذا السياق ذكرت «هنريتا فور»، المديرة التنفيذية للمنظمة: «بينما نحتفل بالذكرى السنوية الـ30 لاعتماد اتفاقية حقوق الطفل، علينا أن نتذكر أن تزويج الفتيان والفتيات الأطفال يتعارض مع الحقوق المنصوص عليها في الاتفاقية». وأكدت «فور» أنه من خلال إجراء مزيد من البحوث والاستثمار والتمكين، يمكن للعالم إنهاء هذا الانتهاك.
وأضافت المديرة التنفيذية للمنظمة قائلة: «الزواج يسرق الطفولة. حيث يضطر العروسان الطفلان إلى أن يتحملا مسؤوليات كبيرة للغاية قد لا يكون الكبار مستعدين لتحملها حتى». أوضحت أن الزواج المبكر يؤدي إلى الأبوة المبكرة، وتأتي معه ضغوط إضافية لتوفير احتياجات الأسرة، مما يقلل فرص التعليم والعمل.