الإهمال، عدم الإحساس بالمسؤولية تجاه المجتمع والناس، اللامبالاة، كل هذه الأمور عرضت الطفلة البريطانية «ماتيلدا دالي» لخطر الإصابة بعدوى خطيرة قد تهدد حياتها، وذلك خلال سفرها من منطقة إلى أخرى في مقاطعة «لينكولنشاير» شرق إنجلترا برفقة شقيقاتها الثلاث عندما وخزتها حقنة «مستخدمة» مخبأة بين مقاعد إحدى الحافلات، ما عرض حياتها للخطر واحتمال إصابتها بعدوى خطيرة في الكبد.
شهور من الانتظار والقلق
ونقلاً عن صحيفة الـ«ديلي ميل» البريطانية، لم يستطع الأطباء معرفة مدى الخطر الذي يهدد حياتها، وأن على «ماتيلدا» وعائلتها أن ينتظروا طوال 9 أشهر كاملة حتى تظهر نتائج الفحوصات المخبرية التي أجريت لها والتي سوف تكشف إن كانت الطفلة البريطانية مصابة بأي نوع من الأمراض أو العدوى بعد ما حدث.
الرحلة التي تحولت إلى كابوس
وتابعت الصحيفة، أن «ماتيلدا دالي»، الطفلة البالغة من العمر 6 أعوام فقط والتي تعيش في منطقة «إيمنغهام» في مقاطعة «لينكولنشاير» شرق إنجلترا، كانت مسافرة يوم السبت 1 يونيو (حزيران) 2019 على متن إحدى الحافلات من منطقة «غريمزبي» إلى «كليثوربز» وكانت برفقة شقيقاتها الثلاث، «كورتني» 17 عاماً، «إيمي» 15 عاماً، و«كيرا» البالغة من العمر 9 أعوام.
خلال الرحلة، أحست «ماتيلدا» بألم شديد وحادّ في يدها دفعها إلى البكاء، الأمر الذي لفت انتباه شقيقاتها، وعندما حاولن معرفة ما حدث، تفاجأن بوجود حقنة «مستخدمة» مخبأة بين مقاعد الحافلة، وعلى الفور قمن بانتزاع الحقنة من يد «ماتيلدا». وكانت الشقيقة الكبرى «كورتني» قد قالت لوسائل إعلام بريطانية بأنها عندما أخذت الحقنة إلى سائق الحافلة، قال لها «شكراً»، وأنه حتى لم يفكر بسؤالها إن كان أي واحدة منهن قد تعرضت للأذى.
احتمال الإصابة بالتهاب في الكبد
بعد ساعة من الحادثة، وصلت الفتيات الأربع إلى المنزل وأخبرن والدتهن «نيكي دالي» بما حدث، وبدورها سارعت إلى نقل «ماتيلدا» إلى مستشفى «الأميرة ديانا» في منطقة «غريمزبي». هناك أدركت «نيكي» أن «كورتني وإيمي» تعرضتا أيضاً لوخز الحقنة عندما حاولتا انتزاعها من يد شقيقتهما الصغيرة. وفي المستشفى، أعطى الأطباء كإجراء احترازي علاجاً ضد التهاب «الكبد B» للفتيات الثلاث، وأوضحوا للأم أن الالتهاب قد يظل على رأس الحقنة لـ4 أيام متواصلة قبل أن يختفي.
وتابعت الـ«ديلي ميل»، أنه بعد إعطاء العلاج الاحترازي للفتيات، تم إخضاعهن لفحوصات دمّ للتأكد إن كنّ قد أصبن بالعدوى أم لا. وأوضحوا للعائلة بأن هذه الفحوصات تستغرق 9 أشهر كاملة حتى تنتهي وتظهر نتائجها. وإلى جانب الفحوصات والعلاجات الاحترازية، فإن على الفتيات الثلاث أن يخضعن لعدة فحوصات أخرى خلال الأسابيع القادمة.
من جهته، عبر الناطق باسم شركة الحافلات التي وقعت فيها هذه الحادثة، عن مدى أسفه وحزنه لما حدث للطفلة الصغيرة «ماتيلدا»، ووصف من فعل ذلك بأنه شخص غير مسؤول وخطير. كما أكد بأن جميع حافلات الشركة مزودة بكاميرات مراقبة مركزية، وهناك احتمال لمعرفة من ترك تلك الحقنة بين المقاعد، مؤكداً أنه في حال عثر على الفاعل، فسيتم استخدام شريط الفيديو كدليل إدانة لمقاضاته.