استطاع الشباب والفتيات في السعودية خلال السنوات الأخيرة أن يثبتوا كفاءتهم ويغيِّروا نظرة البعض تجاه العمل المهني، ليتخلصوا من ثقافة ومفهوم «العيب في العمل»، ضاربين بها عرض الحائط، لنجدهم يقبلون على العمل الحرِّ من خلال المشاريع الصغيرة كالعمل في الطبخ من دون خجل أو التفات لأحد.
«سيدتي» استعرضت بعضاً من هذه النماذج، التي عملت في مجال الطهي.
أول أكاديمية لتعليم فنون الطهي
بداية تقول الشيف لولوة العزة، خريجة بكالوريوس إنجليزي، أحببت الطهي ودخول المطبخ منذ الصغر، حيث كنت أساعد والدتي في إعداد الوجبات الخاصة عندما وجود ضيوف بالمنزل، لتبدأ بعد ذلك مسيرتي منذ ما يزيد عن العشر سنوات لتعليم الفتيات السعوديات أو من تريد تعلم الطهي وفنون إعداد الوجبات بمختلف المطابخ العالميَّة، لأنشئ أكاديميتي وأكون بذلك صاحبة أول أكاديميَّة لتعليم فن الطهي بمختلف أنواعه في جدَّة. مشيرة إلى أنَّه في الخمس سنوات الأخيرة ظهرت مشاريع الطهي بكثرة والذي ساعد على ذلك التسويق عبر الـ«سوشيال ميديا».
إعداد الوجبات المنزلية
وتقول أميرة شهاب، خريجة إعلام تعمل في مجال إعداد الوجبات: منذ عام تقريباً بدأت العمل بمجال إعداد الوجبات من المنزل، كهاوية وأصبح مشروعي الخاص، خاصة أنَّني لم أجد وظيفة بمجالي فقرَّرت أن استغل موهبتي ووقت فراغي بعد إلحاح من الصديقات، وبالفعل ـولله الحمدـ وجدت إقبالا كبيراً على وجباتي وبخاصة أنَّها صحيَّة. لا أنكر أنَّ هذا العمل مربح وهو ما دفعني للاستمرار ودفع غيري من الشابات والشباب في الخوض فيه، خاصة أنَّ معظم السيدات عاملات ولا يجد متسعاً من الوقت لتحضير الطعام فالبعض منهنَّ يستسهل شراء تلك الوجبات.
توب شيف
خلود باسهيل، خريجة دبلوم تقنية، أحبت الطهي منذ صغرها تقول: كنت أحبُّ دخول المطبخ ومساعدة والدتي في إعداد الطعام وابتكار بعض الأطعمة وهو ما جعل شهرتي تتجاوز عائلتي وبدعم والدي استطعت أن أدخل مجال الطبخ، وعملت في شركة كنت رئيسة قسم الوجبات فيها، ورغم الصعوبات التي واجهتني إلا أنَّني استطعت أن أتغلب عليها واكسب ثقة رؤسائي في العمل. وأضافت: لقد حالفني الحظ وشاركت ببرنامج (توب شيف) للموسم الثاني على الرغم من عدم استمراري في البرنامج، لكن كوني استطعت اجتياز جميع المراحل فهو أمر جيِّد، وأصبحت شيف لي اسمي الان.
وسائل التواصل الاجتماعي ساعدت الشباب
من جهة أخرى يقول الشيف التنفيذي لفنادق كمبنسكي بالرياض فهد بخاري، وأحد نجوم برامج الطبخ: تخرجت من قسم المحاسبة، وعملت في مجال تخصصي سنوات عديدة، لكن بالصدفة وأثناء عملي في مجمع ترفيهي صادف وأن تغيَّب مساعد الشيف فذهبت لأرى ما إذا كان الشيف يحتاج لمساعدة وعاونته في إعداد بعض الوجبات المحليَّة وبالفعل نجحت المساعدة وقتها ونصحني أن أدخل هذا المجال وبالفعل دعمت موهبتي بدورات في إعداد فنون الطهي وأصبحت «شيف» لأشهر الفنادق بجدَّة وقد ساعدتني دراستي في حسابات أو وجبات ونفقات المطاعم، حيث أصبحت أيضاً مستشاراً لعدد من المطاعم. وعن اتجاه الشباب في الاستثمار في مجال الطهي يقول: أنَّ هذا أمر جيِّد إذ استطعنا التخلص من سيطرة العامل الأجنبي على المطاعم، وأصبحنا نرى شبابنا وهم يقومون بالطهي بأنفسهم متخليين عن ثقافة العيب التي ظلت تلازم بعضهم، كما أنَّ وسائل التواصل الاجتماعي ساهمت بشكل كبير في نشر وجبات الشباب.
في حين يقول الشيف ياسر جاد، رئيس جمعيَّة الطهاة السعوديين: إنَّ الشاب السعودي أصبح مدركاً بقيمة العمل أياً كان من دون انتظار الوظيفة، وهذا ما جعلنا نرى انتشار عدد كبير من مشاريع الطعام وعلى الرغم من تشابه تلك المشاريع إلا أنَّ روح التنافس تجعل مكاناً للأفضل. ويضيف: جميل أن أرى ابن بلدي يعمل في مجال الطبخ، سواء بنتاً أو شاباً رغم أنَّ الفتيات لديهنَّ قدرة على الابتكار وعمل ديكورات للأطعمة، لكن الشاب يتميَّز بالصبر.
وعن دور الجمعيَّة ذكر أنَّها تقوم بتأهيل الطاهي السعودي في المسابقات الدوليَّة وتدعمه لكي يخرج للعالميَّة عن طريق المسابقات الخارجيَّة.