لا أحد منا يريد أن يصبح بديناً بإرادته، وكلنا نأكل ما نشتهي ونحب، ولا نجبر على أكل كميات أكبر من طاقتنا وحجم معدتنا ونحن بالغون، فكيف استطاع طفل صيني صغير عمره 11 عاماً فقط، يدعى «لو زيكوان»، أن يمتلك إرادة كبيرة حتى يستطيع تناول 5 وجبات غذائية كبيرة في اليوم لزيادة وزنه الصغير إلى 45 كيلوغرام؟ ولماذا؟ تعرفوا على دافعه النبيل، لندرك بطولته الخاصة.
التلميذ «لو زيكوان»، حسب تقرير «ذا ستار» The dtar وموقع «عربي بوست»، في الصف الرابع الأساسي من مدينة شينشيانغ بمقاطعة خنان يأكل خمس وجبات على الأقل يومياً ويستهلك في معظمها اللحوم الدسمة مع الأرز.
اكتسب 10 كيلو غرام ويزن الآن 43 كيلوغراماً
بدأ الطفل هذا النظام الغذائي الاضطراري الجديد منذ ثلاثة أشهر، وقد اكتسب أكثر من 10 كغم ويزن الآن 43 كغم، لكن هذا لا يكفي، إذْ لا يزال عليه إضافة عدة كيلوغرامات أخرى. قال: « قريباً جداً، سأصل إلى 50 كغم وسأكون قادراً على إنقاذ أبي».
والد الطفل الصغير البطل والقوي الإرادة لو زيكوان يعاني منذ 7 سنوات من مرض سرطان الدم «اللوكيميا» وأصبح الآن بحالة صحية سيئة جداً، وهو بحاجة لعملية زراعة نخاع عظم، وطفله زيكوان الذي يلائم جسمه جسم والده المريض هو المرشّح الوحيد في الأسرة للخضوع لهذه العمليّة على أن يكون وزنه فوق 45 كيلوغراماً بعد أن أطلع الأطباء الأسرة بأن عملية زرع نخاع العظم هي الخيار الوحيد والأخير للرجل، وفقاً لصحيفة «داهي ديلي»، وهي صحيفة صينية مقرها خنان.
منذ مارس، كان الطفل لو زيكوان يلتهم الطعام كلما استطاع. وحتماً هذا يضيف عبئاً مالياً على العائلة، فوالدته لي جينجي لا تجني الكثير من المال، فقط ألفي يوان في الشهر من وظيفة في متجر للبقالة، تؤمّن من خلالها تكلفة طعام طفلها زيكوان الكثير ولحوماً مخفضة الثمن من المتجر الذي تعمل فيه، كما يتعين على جينجي لي والدة لو زيكوان رعاية توأميها أيضاً والبالغين من العمر ثماني سنوات مع والدها الذي يعاني من ارتفاع ضغط الدم ومشاكل في القلب.
من جهته، مدرس لو زيكوان وصفه بالصبي الذكي، وأضاف: «بعد أن زاد وزنه، بدأ بعض الطلاب يسمونه بالصبي السمين، لكنهم توقفوا عن السخرية منه بعد معرفة قصته المؤثرة».
مدرسة زيكوان تطلق حملة جمع تبرعات لعائلته
ووفقاً لموقع «ذا ستار»، قامت مدرسة زيكوان بإطلاق حملة لجمع تبرعات من أجل مساعدته ومساعدة عائلته ريثما يتم إجراء عملية «زرع نخاع عظم زيكوان» لوالده وإنقاذ حياته، وتلقى زيكوان الكثير من رسائل الحب والإعجاب والتقدير عبر مواقع التواصل الاجتماعي تثني على نبله، وقوة إرادته وبتحمله بالرغم من سنه الصغير مسؤولية كبيرة وعظيمة، فوصفه البعض بـ «ببطل العائلة الصغير»، «المدهش» و«الملاك» عارضين تقديم مساعدات مادية له ومتمنين لوالد زيكوان الشفاء العاجل، واعدين إياه بالدعاء والصلاة لله من أجله.