مع انتهاء عرض المسلسلات الرمضانية وامتداد قسم منها لأكثر من ثلاثين حلقة، اختلفت الآراء النقدية حول المسلسلات وبالتحديد حول نهايتها وطريقة ختام الأحداث. "سيدتي نت" التقى عدداً من النقاد حول آرائهم في التقرير التالي:
ويرى الناقد ماهر منصور أنّ الحكم على نهاية مسلسل سواء كانت معقولة أو مخيبة للآمال، تخضع للعديد من الأمور ومنها العاطفة تجاه أبطال العمل وأحداثه، سواء كانت إيجابية أو سلبية، تلعب دورًا كبيرًا في الحكم على نهاية العمل، "وبالنسبة لي أنظر إلى النهايات من منطلق أسلوب الكتابة وامتداد الأحداث" .
"مسافة أمان" بنهاية منطقية
وعلى صعيد الأعمال السورية يعدّ مسلسل "مسافة أمان" للكاتبة إيمان السعيد والمخرج الليث حجو، وإنتاج شركة "إيمار الشام"، من أكثر الأعمال التي تمت متابعتها ونالت إشادات نقدية وجماهيرية.
- وعن هذا العمل يقول الناقد ماهر منصور إنّ مسلسل "مسافة أمان"، هو نمط من أنماط الدراما التي تتناول اليوميات بذروة حكايات بسيطة، وبالتالي من الطبيعي أن تكون النهايات بحلول لهذه الذروات البسيطة، أو تستمر الحالة وتستمر الحياة معها، لأنها بالأساس لم تقم على نوع الصراع المتصاعد الذي لا بد أن يصل نهاياته .
-بينما يرى الصحافي عامر فؤاد عامر، أنّ نهاية هذا المسلسل كان من الممكن أن تحمل عنصر مفاجأة، ليزيد من حضور العمل في الذاكرة أكثر، فالنهايات المرتبطة بأحداث وشخصيات العمل جاءت متوقعة ومن منطق مألوف لكن يميل إلى البرود.
محمد عبده في الصدارة ونجوى كرم أول فنانة عربية تغني على مسرح طلال مداح في أبها
-وتجد الصحافية آمنة ملحم، أنّ المسلسل اعتمد على تقديم نماذج إنسانية وتسليط الضوء عليها بتفاصيل حياتية لامست الواقع بشدة، فكانت نهايته كذلك أقرب للواقعية بعيدة عن المغالاة أو الخروج عن المألوف، فهي نهاية منطقية لامست خطوط الحياة بشدة وانتصرت للإنسانية.
-ويعتقد الصحافي أنس فرج، أنّ نهاية مسلسل "مسافة أمان" منطقية بالقياس إلى سير أحداث العمل، على الرغم من أنها بدت أنها ذاهبة باتجاه النهايات المقفلة، ولكن تبين أنّ هناك رغبة بالنحو لفتح شباك الأمل، فبدت النهايات وردية ولكنها مبررة دراميًّا، فانتهى المسلسل من دون نهايات صادمة، في ما عدا قضية الانتحار التي بدت غريبة بعض الشيء .
"عندما تشيخ الذئاب" اختلاف في الآراء حول مصائر الشخصيات
بينما اختلفت الآراء حول نهاية مسلسل "عندما تشيخ الذئاب" للكاتب حازم سليمان والمخرج عامر فهد، وإنتاج شركة " isee media ".
-ويرى الناقد ماهر منصور أنّ من الطبيعي أن نرى هذه التحولات في الشخصيات، لأنّ كل المؤشرات كانت تدل على ذلك، بما فيها أن يتحول "عزمي" إلى التطرف، وأن يمضي "عبد الجليل" إلى مصلحته، وحتى شخصية "جبران" ذهبت إلى مكان خارج قناعاتها وعاشت حالة صراع، ولكنّ الطبيعي أنّ الشخص الذي يعيش الصراع بين مبادئه وبين ما آل إليه وضعه، أن ينتصر لمنطق شخصيته الأساسي، وبالتالي هذه النهاية إذا ما قورنت بمنطق الكتابة الدرامية والصراع الممتد عبر الحلقات، فيمكن القول إنها نهايات مقنعة .
-ويلفت الصحافي أنس فرج إلى أنّ نهاية المسلسل بدت متسرعة وخضعت لعمليات مونتاج سريعة، أدت إلى قطع في سياق الأحداث، أو أنّ النهاية هي بمثابة استنتاج من مسار الشخصيات، ما أدى إلى تغيّر الإيقاع وبقيت الكثير من الأسئلة التي لم تتم الإجابة عليها، وبالتالي يمكن القول إنّ النهاية لم تكن قريبة لقالب الرواية المأخوذ عنها المسلسل، ولكنها متناسقة إلى حد ما مع الأحداث، وبالوقت نفسه هي أقل من العنوان العريض الذي حمله المسلسل وحملته كلمات الشارة.
-بينما يجد الصحافي عامر فؤاد عامر، أنّ نهاية مسلسل "عندما تشيخ الذئاب" جاءت مبنية على الاعترافات وكشف الوجوه وكشف المخططات والاتفاقات، سواء على الصعيد الشخصي أو على صعيد الأجهزة الحكومية والشخصيات الدينية المتحكمة، النهايات مهمة محفورة بقوة تحاكي النص الروائي الذي ضبطها أصلًا.
بالصور: دينا الشربيني ترد على شائعات خلافاتها مع شيرين رضا "طليقة" عمرو دياب
"دقيقة صمت" نهاية مناسبة ومفاجئة
-وحول مسلسل "دقيقة صمت" للكاتب سامر رضوان والمخرج شوقي الماجري، وإنتاج شركتي "الصبّاح" و"إيبلا"، فيرى عامر فؤاد عامر أنّ نهاية العمل من حيث البناء الدرامي مناسبة جدًّا، لسير الأحداث التي اعتمدت منذ البداية على ثنائية (ملاحقة وفرار)، لكنّ هذه النهاية كانت مفاجئة للكثير من المتابعين الذين توقعوا أن تذهب النهايات باتجاه آخر.
-فيما ترى آمنة ملحم أنّ العمل حمل نهاية مفتوحة مشوقة كما العمل ككل ، حيث شرعت الأبواب للمتلقي ليقتحم عالم المسلسل ويتوقع مصائر للشخصيات وفق رؤيته ، وهذا النوع من النهايات يُعتبر ذكيًّا حيث يكون المتلقي أكثر تفاعلًا معها، كما أنها تُعتبر نهاية منطقية في حال الاتجاه لإنجاز أجزاء جديدة للعمل.
-بينما يجد أنس فرج أنّ أكثر النهايات غرابة هي نهاية مسلسل "دقيقة صمت"، حيث بدت الحلقة الأخيرة بطيئة في ثلثيها الأول والثاني، فيما حمل الثلث الأخير تصعيدًا كبيرًا للوصول إلى نهاية مرضية بخلق حالة توازن بين بطلي المسلسل، ومقنعة للخيار الذي ذهب إليه الكاتب منذ البداية .
بين أنس طيارة وهيا مرعشلي... الوجوه الشابة أخذت فرصتها في الدراما السورية
"هوا أصفر" .. اختلاف بالآراء
-أما نهاية مسلسل "هوا أصفر" للكاتبين علي وجيه ويامن الحجلي، وإخراج أحمد إبراهيم أحمد، فبدت نهاية منطقية من وجهة نظر الصحافية أمنة ملحم، حيث قالت : "هوا أصفر عمل جريء قدّم مقترحًا حكائيًّا غير نمطي، فجاءت نهايته كذلك منطقية مدروسة، إذ حاول صنّاعه رغم كل ما حمله العمل من شر في خطوط بعض الشخصيات، غرس الأمل في نفس المتلقي، عبر التأكيد على انتصار الخير ونيل القصاص للجميع ولو بعد حين.
-ويرى أنس فرج أنّ الحلول الدرامية كانت سيئة والنهايات وحشية، وكان من الممكن أن يتم تقديمها بطريقة أفضل كالموازنة بين السلبي والإيجابي مثلًا.