يبدو أن الأجهزة الحديثة والثورة التكنولوجية التي يشهدها هذا العصر، لم تغير فقط حياتنا من الخارج، بل وأيضاً من داخل أجسادنا. فالأمر لم يقتصر فقط على أن الحياة والتواصل الاجتماعي فيها صارا أكثر سهولة. حيث أكد عدد من العلماء مؤخراً، أن الأشخاص الذين يقضون أوقاتاً طويلة برفقة هواتفهم النقالة وأجهزتهم اللوحية الذكية، تنمو في الجزء الخلفي من رؤوسهم «طفرات» وصفها العلماء بـ«العظيمة».
ووفقاً لما نقله موقع «روسيا اليوم»، عن صحيفة الـ«ديلي ميل» البريطانية، فإن العلماء في جامعة «صن شاين كوست»، في مقاطعة «كوينزلاند» الأسترالية، أشاروا خلال دراسة جديدة أجروها في الفترات الماضية، إلى أن ما يطلق عليه «النتوءات القذالية الخارجية» المتضخمة في قاعدة الجمجمة، تنمو بشكل متزايد لدى هؤلاء الأشخاص الذين يقضون أوقاتاً طويلة مع أجهزتهم الذكية، مشيرين إلى أن متوسط حجم هذه النتوءات يبلغ ما نحوه 2. 6 سنتيمتر.
وتابع علماء الجامعة الأسترالية، أننا في الوقت الحاضر، قد نكون قادرين على الإحساس بهذه الكتل العظمية عبر تلمسها بأصابعنا أو رؤيتها لدى الأشخاص الذين يعانون من الصلع. وأكدوا أن من هم أصغر عمراً، بإمكانهم أن يطوروا هذه «الطفرات» بشكل أسرع ممن هم في عمر أكبر. إذ إن الأبحاث أظهرت أن هذه الطفرات تنتشر بشكل أكبر لدى الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم ما بين الـ 18 إلى 30 عاماً.
وتابعت الـ«ديلي ميل»، أنه بحسب تقرير نشرته شبكة الـ«بي بي سي فيوتشر BBC Future» البريطانية. فقد قام علماء جامعة «صن شاين كوست»، بإجراء العديد من الأبحاث المنفصلة حول هذه الظاهرة، وفحصوا خلال هذه الأبحاث ما يقارب الـ1000 جمحمة لأشخاص تتراوح أعمارهم ما بين الـ18 عاماً والـ 86 عاماً، حتى تمكنوا من الوصول إلى هذه النتائج.
وفي تصريح للدكتور «ديفيد شاهار»، كبير الباحثين في هذه الدراسة الجديدة، قال: «عملت كطبيب منذ ما يزيد عن الـ 20 عاماً، واكتشفت أنه خلال العشرة أعوام الماضية فقط، أن مرضاي لديهم هذا النمو في الجمجمة بشكل متزايد». ويعتقد «شاهار» بأن السبب الرئيسي في ظهور وانتشار هذه «الطفرات» الجديدة –التي وصفها بـ«عظيمة»- في جماجمنا، هو الوقت الطويل الذي يقضيه الأشخاص في النظر إلى الأسفل تجاه هواتهم الذكية، وخاصة من فئة الشباب.
وفي تفسير كيفية ظهور هذه النتوءات، قال الدكتور الأسترالي، إن قضاء ساعات طويلة في تصفح الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية وأجهزة الكمبيوتر المحمولة، يتسبب في صنع ضغوطات كبيرة على الأجزاء الأقل استخداماً في جسم الإنسان. وهو الأمر الذي يؤدي فعلياً إلى تغيير أجزاء محددة من الجسم. وتابع «شاهار»، أن ما يسبب هذه الطفرات على وجه التحديد، هو الإفراط باستخدام العضلات التي تربط الرقبة مع الجزء الخلفي من الرأس. مشيراً إلى أن متوسط وزن رأس الإنسان يبلغ ما يقارب الـ 5 كيلوغرامات على الأقل.
وتابع كبير الباحثين في هذه الدراسة، أن العضلات مع مرور الوقت، تطور استجابة أكبر وأقوى. مما يؤدي إلى قيام الهيكل العظمي بالعمل على تنمية طبقات جديدة لتدعيم وتوسيع تلك المنطقة. وأوضح الدكتور «شاهار» أنه على الرغم من أن الكتل العظمية قد لا تسبب أي آثار ضارة، لكنها قد لا تزول على الإطلاق طوال حياتنا.
دراسة تثبت أن الهواتف الذكية تُحدث طفرات في أجسامنا
- أخبار
- سيدتي - محمد المعايطة
- 18 يونيو 2019