اللعب والحركة مطلبان طبيعيان وعنصران أساسيان من عناصر النمو للأطفال، لكن عندما تكون حركة الطّفل زائدة وغير طبيعيّة تُسبب ضيقًا وإزعاجًا للمُحيطين به، فضلًا عن تعرُّض الطفل للخطر، كما أن الطفل مُفرط الحركة قد يصبح عدوانيًّا ويؤذي نفسه أو يُلحق الضرر بالآخرين.
أخصائية الأطفال رغد الأحمد، تتحدث حول الطريقة المُثلى للتعامل مع الطفل كثير الحركة، وتقبُّل حركاته وعدم توبيخه حتى لا ينعكس الأمر عليه بصورة سلبية تؤدي إلى اهتزاز ثقته وضعف شخصيته، وعدم الرغبة في الحركة واللعب مع الآخرين.
البيئة والروتين
الروتين وطبيعة البيئة الخارجية التي اعتاد الطفل عليها من الممكن أن تُشعره بالملل، لذلك يميل إلى الحركة التي قد تُسبب لك نوعًا من الإحراج أو الانزعاج، فحاولي دائمًا أن تراقبي البيئة والروتين الذي يعيش في وسطه طفلك، وتتغلبي على مقومات الكسل التي تعتري طفلك، وتُشعره بتتابع الأيام والأوقات بصورة مكررة، حتى يشعر بالتجديد الدائم.
العالم الخارجي
احرصي على أن تجعلي طفلك على اتصال دائم بالعالم الخارجي، ولا تحصريه في حدود المنزل والعائلة فقط؛ حتى لا يشعر بالاندفاعية في تجربة كل الأشياء عند رؤيته لما هو جديد، وخروجه للعالم الخارجي، إضافة إلى تقبُّلك لطفلك مهما صدر منه من حركات أو ألفاظ طفولية؛ فهو في مرحلة الاكتشاف وبناء الذات.
تقبُّل الطفل
إن من أكثر الأمور التي تؤدي إلى تدمير طفلك كثرة انتقاده، وعدم شعوره أنه مُتقبَّل من قِبَل والديه، وأنه مصدر حرج شديد لهما بسبب تصرفاته وحركاته، فالحركة أمر طبيعي لذا يجب أن تتقبلي طفلك بكل بساطة وتحاولي تجنُّب توبيخه؛ لأن تلك المرحلة العمرية هي التي تستدعي منه ذلك، فقط ضعيه تحت المراقبة كي لا يؤذي نفسه دون علمك.
استغلال نشاط الطفل
من الأمور المهمة لكل أم أن تستغل نشاط طفلها كثير الحركة في عدة أمور تعود عليها بالنفع، فمثلاً يمكنك أن تطلبي منه مساعدتك في نقل بعض الأشياء البسيطة كالأكياس الخفيفة والمخدات الصغيرة وألعابه من مكان لآخر، وسوف تجدينه رائعًا في أداء تلك المهمات ودون ضجر أو شعور بالمسئولية والملل، مع المحافظة على عبارات التشجيع التي تُشعره بالقوة.
الرياضة والأفكار
الطفل كثير الحركة -في المجمل العام- هو طفل ذكي؛ لأنه يسعى لاكتشاف كل الأمور من حوله، وتجربة جميع الأشياء التي يرى أن بمقدوره تجربتها وإتقانها، فلا تمانعي من ذلك واتركي طفلك ليخوض كل تجربة وسوف يختار ما إن كانت ملائمة له أم تفوق قدراته، كما أن الرياضة تقلل من الحركة المفرطة للطفل؛ لأنها تنعكس على الشحنات السالبة والموجبة، فهي خيار ومحاولة علمية جيدة يمكن تجربتها مع طفلك.