ما إن انتشرت الصورة على صفحات موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، حتى لقيت تداولاً وانتشاراً هائلاً بين مستخدمي الموقع الأزرق. وتناقلها عشرات آلاف الأشخاص بين مصدق ومكذب لها. كل هذه الضجة، أحدثتها صورة زُعم أنها لـ«كتاب مقدس» تم العثور عليها مؤخراً في قاع المحيط. وكان الكتاب محتفظاً بأوراقه وحالته بشكل جيد جداً، على الرغم من العمق الكبير الذي قيل أنه عُثر عليه فيه.. ولكن ما حقيقة هذا الـ«كتاب المقدس»؟
ووفقاً لموقع «سكاي نيوز»، فإنه على الرغم من الشكوك الكثيرة التي حامت حول الكتاب، إلا أن العديد من الأشخاص كانوا مصدقين بأنه «كتاب مقدس» تاريخي، وُجد على عمق كبير جداً في قاع المحيط. البعض منهم قال بأنه «معجزة حقيقية». وفريق آخر لم يصدق الأمر واعتبر بأنه مجرد «خـدعـة».
وتابع «سكاي نيوز»، أن الجدل الذي أثارته هذه الصورة، دفع وكالة «فرانس برس» الإخبارية، إلى بدء تحقيق بشأن الكتاب المقدس هذا. واكتشف فريقها الاستقصائي، أن الكتاب ليس «قرآناً أو إنجيلاً» على الإطلاق. وكانت الصدمة التي كشفت حقيقة الأمر، عندما أعلنت الوكالة الفرنسية، بأن الكتاب ما هو إلا «عـمـل فـنـيّ»، قامت بصنعه فنانة أمريكية تدعى «كاثرين ماكيفر».
وفي لقاء مع «ماكيفر»، أشارت إلى أن عملها الفني الذي أثار الجدل، هو عمل قديم، كانت قد أنجزته خلال العام 2014، وأنها صنعته باستخدام البلورات التي ألصقتها على قاموس «ألماني - إنجليزي». وأكدت الفنانة الأمريكية أن عملها الذي أنجزته قبل 5 سنوات من الآن، لم تكن تقصد فيه أي «بُعد ديني» على الإطلاق. مؤكدة أن رواد التواصل الإجتماعي حوّلوه إلى «كتاب مقدس» لجمع مشاهدات أكثر.
وأضافت «كاثرين ماكيفر» في حديثها لـ«فرانس برس» حول الأمر: «الكتاب عبارة عن قاموس ألماني إنجليزي مغلق بالجلد، كنت قد اشتريته من أحد المتاجر، وألصقت عليه البلورات حتى أصنع عملاً فنياً يبدو وكأنه كتاب كان في قاع البحر. والمضحك في كل هذا الأمر، أن البعض حاول أن يتداوله على أنه كتاب مقدس». وتابعت الفنانة قائلة: «ربما من فعل ذلك أراد أن يجمع مشاهدات عديدة عبر خداع الناس».