هناك، في العالم المظلم من أعماق المحيطات، لا يُمكن لأحد أن يتنبأ بما سوف يجده في الأسفل، فغطسة واحدة هناك كافية للشعور بالمتعة والرعب في الوقت نفسه، إثر المخلوقات الغريبة وغير المألوفة على الإطلاق التي من الممكن أن نلتقي بها. وحوش ضخمة، وأخرى تبدو بأشكالها وطبيعية حياتها وكأنها أتت من كواكب أخرى. ومن هذه الوحوش المدهشة، ما رصده عدد من الباحثين الأمريكيين وصوروه بالفيديو، عندما وجدوا «أخطبوطاً» عملاقاً يقارب طوله 3 أمتار ونصف المتر.
ووفقاً لما نقله موقع «روسيا اليوم»، عن صحيفة الـ«إنديبنديت» البريطانية، أن فريقاً علمياً تابعاً لـ«الإدارة للمحيطات والغلاف الجوي» الأمريكية، كان قد تمكن خلال إحدى رحلات الغوص التي قام بها في «خليج المكسيك». من تصوير أخطبوط ضخم للغاية ونادر يبلغ طوله 3.37 متر. وكان العلماء الذين رصدوا هذا الوحش العملاق، أكدوا أنه على الرغم من شكله المخيف وحجمه الضخم، إلا أن هذا النوع لا يُشكل أي خطر على الإنسان، فهو ليس «مفترساً» رغم هيئته المرعبة.
وفي تصريح للباحثين الأمريكيين في الأحياء البحرية، «سونك جونسون» و«إديث ويدير»، اللذين كانا ضمن الفريق العلمي، أشارا خلاله إلى أن الأخطبوط كان عملاقاً للغاية إلى الدرجة التي يُصعب على «الإدراك البشري استيعابها». كما أنه منظره الرهيب والمرعب، يخيف أي شخص يراه. لكن هذا النوع يعتبر من الأنواع المسالمة جداً. وتابعا أن سلوكه الذي ظهر في الفيديو يوضح أنه كان «متفاجئاً» بشيء اصطدم به عن طريق الخطأ، بعد إدراكه أن هذا الشيء «غير صالح للأكل».
وتابعت الصحيفة البريطانية، أن العلماء الأمريكيين، كانوا قد وجدوا الأخطبوط العملاق على عمق يقارب الـ 760 متراً تحت سطح المياه في خليج المكسيك. وتمكنوا من رصده بالاستعانة بتقنية جديدة أطلقوا عليها اسم الـ«ميدوزا»، وهي أداة مكونة من مجموعة كاميرات مخبئة بشكل لا تخيف الأحياء البحرية التي تقابلها من خلال صوتها أو ضوئها. كما أن هذه التقنية تشبه إلى حد كبير «قناديل البحر» الحقيقية.