الفساد لا يقتصر على المجرمين والمنحرفين، بل تسلل أيضاً على من يفترض بهم أن يكونوا الحراس والحماة للشعب، والباسطين لمظلة القانون والعدالة.
وسرقة الأموات معروفة منذ زمن بعيد، لكن أن يقدم رجل أمن على سرقة رجل ميت، فهذه ليست حادثة عادية، وبالتأكيد تقتضي العقاب، مهما كان المبلغ المسروق تافهاً.
15 شهراً سجناً: عقوبة شرطي سرق 83 دولاراً من محفظة رجل ميت
فقد حكم على شرطي إنجليزي سرق 65 جنيهاً إسترلينياً (نحو 83 دولاراً) من محفظة رجل ميت بالسجن 15 شهراً، بعد أن حاول التغطية على فعلته الشنيعة، بحسب ما ذكرت صحيفة «إندبندنت» البريطانية، وموقع «سكاي نيوز».
وقالت الصحيفة إن رجل الأمن، التابع لجهاز شرطة هامبرسايد، بول والاس (47 عاماً) سرق المبلغ النقدي بعد أن تم تعيينه كضابط اتصال مع أسرة الفقيد، بعدما توفي بول روتر بصورة مفاجئة في يونيو 2015.
غير أنه تم اكتشاف خدعة الشرطي والاس بعد أن تقدمت زوجة روتر بشكوى إلى قسم المعايير المهنية التابع لقسم الشرطة.
وبعد أن علم، بواسطة البريد الإلكتروني، أنه تم تقديم شكوى بحقه، حاول والاس إخفاء آثاره بوضع 65 جنيهاً في مستودع ممتلكات الشرطة، ثم قام بتعديل دفتر ملاحظاته وخداع ضابط آخر لاكتشاف المال.
وفي الجلسة التمهيدية في المحكمة، اعترف الشرطي والاس بذنبه، حيث أصدرت «محكمة غريمبسي» الحكم عليه بالسجن 15 شهراً أمس الاثنين.
ووفقاً لاعترافات والاس، فبينما كان ضابط الاتصال مع أسرة الرجل الميت، ساعد والاس رجال الشرطة الآخرين في البحث عن ممتلكات بول روتر، حيث قام بالاستيلاء على بعض ممتلكاته، بما فيها محفظته البنية التي كانت تحتوي على 65 جنيهاً، قبل أن يتم إيداعها كدليل في مستودع الشرطة.
وبعد أيام اشتكت زوجة الرجل الميت عندما اكتشفت أن محفظة زوجها فارغة، وفي الشهر التالي تم إبلاغ والاس بواسطة البريد الإلكتروني بالشكوى المقدمة ضده.
وسارع والاس إلى سحب مبلغ من جهاز صراف آلي قريب، ثم وضع الأموال في كيس يحتوي على الأدلة المتعلقة بوفاة روتر، وسجلها تحت الرقم نفسه الذي سجل للمحفظة، ثم وضع كيس الأدلة في مستودع الشرطة، قبل أن يستدعي ضابطاً آخر من أجل «مساعدته في البحث عن الأموال المفقودة»، التي تم العثور عليها بين الأدلة.
وقال الادعاء العام جوناثان سانديفورد إن والاس قام بعد ذلك بتعديل دفتر ملاحظاته بإضافة معلومات بشأن الأموال وأنه تم سحبها من «المحفظة»، مضيفاً أن ما فعله والاس أثر على زوجة روتر، وزعزع إيمانها بالشرطة. ولم يتعرض والاس لإدانة سابقاً، لكنه حصل على إنذار مكتوب عام 2010 بعد أن انتهك اللوائح السلوكية للشرطة بتزوير توقيع أحد الشهود على إفادة.