الاكتئاب مرض نفسي، يشمل تأثيره النفس والجسم؛ إذ يتحكَّم في طريقة التفكير، والتصرف، ما من شأنه التسبُّب في مشكلات عاطفية، وجسمية، تكون أحياناً خطيرة للغاية.
ويعد هذا المرض من الأمراض الأكثر انتشاراً في العالم؛ إذ يعاني منه عشرات الملايين من جميع الفئات العمرية والأجناس.
من هذا المنطلق، أطلقت «سيدتي» حملةً للتوعية بمرض الاكتئاب، ضمن هاشتاق بعنوان: #أنا_مكتئب_ادعمني؛ إذ بثَّت مقطعَ فيديو توعوي على إنستجرام، يعرِّف بالاكتئاب، ويدعو إلى عدم الخجل منه، واللجوء إلى طبيب، أو مختص، أو أي شخص يستطيع المساعدة على التخلص منه؛ لأن الاستسلام له، أو تجاهله، سيفاقم المشكلة، وهو ما يؤكد عليه المختصون في المجال.
تفاعل واسع وردود وتعليقات أثارها فيديو سيدتي
قد شهدت الحملة تفاعلاً واسعاً، وردود فعل قوية من قِبل مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي عامةً، وإنستجرام بشكل خاص، الذين أثنوا على اهتمام «سيدتي» بهذا الموضوع المهم، وتوعيتها الناس بـ خطورة الاكتئاب، وكشفها طرق التخلص منه.
حيث قالت soukainaouchen1: «الاكتئاب مجرد شعور تافه، عندما تتقبله وتحبه، ستعرف أنه لم يكن عليك تضييع وقتك في ذلك الشعور التافه، الاكتئاب مثل جميع المشاعر السلبية: الحزن، القلق، الخوف، التوتر، لن يدوم إلى الأبد، وبالتأكيد سيأتي يوم ويذهب فيه، وبالنسبة إلى المصابين بهذا الشعور، أنا لا أعدُّه مرضاً، هو فقط شعورٌ، أرجوكم لا تستمعوا إلى الناس الذين يجعلون منه شيئاً قوياً وصعباً، شيئاً يدمر الحياة، شيئاً لا يمكنك التخلص منه، بالعكس، صدقوني هو أسهل شعور يمكنك التخلص منه، فقط بالإرادة والعزيمة والقوة».
في حين، اكتفى بعضهم في التعليقات، بإرجاعه إلى الظروف المحيطة بالإنسان، وهو ما ذهب إليه nooramed8953، الذي قال: «الظروف الصعبة في الحياة، أو مع الشريك، أو مع الأهل، تولِّد هذا المرض، ويوجد كثيرون من حولنا يعانون منه».
بينما اقترح آخرون حلولاً بسيطة للشفاء من المرض، منها: التقرُّب من العائلة، وملء أوقات الفراغ بقراءة الكتب المفيدة، والعمل، وهذا ما أكدت عليه caty5001؛ إذ كتبت: «باختصار كلنا نمر بحالات صعبة، وما يزيدها سوءاً الاستسلام لها، والحل بسيط جداً، أولاً يجب الاختلاط بالآخرين، وثانياً قراءة كتب محفزة على الحياة، وثالثاً الانشغال بالعمل، وملء أوقات الفراغ، وعدم اتخاذ أية قرارات مصيرية؛ لأنها حتماً ستكون خاطئة».
الاكتئاب من عيب
أما sheesh22 فكان لها رأي مختلف؛ حيث فضَّلت عدم اللجوء إلى أي شخص غير مختص؛ فبحسب رأيها: «ليس كل الناس تعرف كيفية التعامل مع المكتئب، أحبذ زيارة الطبيب النفسي».
بينما قالت sahardiab39: «لو قلت لحد أنا عندي اكتئاب، هيقولي معلش كل الناس مكتئبة، فأسكت أحسن علشان ميبقاش اكتئاب وكمان وجع قلب، مبقاش حد بيسمع ويتفهم وجع حد، الله كريم».
وشجعت hoiydaak على الاعتراف بالإصابة بالاكتئاب؛ لأن المريض ليس له ذنب في ذلك، كاتبةً: «الاكتئاب أصعب مرض؛ لأنه نفسي، وليس جسدياً، ولا يجب أن تخجلوا منه، الاكتئاب على الرغم من صعوبته، إلا أنه يوصلك إلى طريق الصواب، أهم شيء أن يكون إلى جانبك أشخاص يساعدونك، ويرفعون من معنوياتك ولا يحطمونها، وبالتأكيد ستحتاج إلى استشارة الطبيب».
فيما وصف بعض المشاركين الاكتئاب بـ«رفيق السوء»، وهو ما قاله manalderawy: «الاكتئاب كأنه رفيق سوءٍ لاصق، زنَّان، يدخلنا في متاهة الحيرة، تحاول مد يد الاستنجاد، ولا تستطيع، داخلك نار ودمار، وخارجك هدوء أنيق بترقب غير طبيعي، كأن قواك ذهبت أدراج الرياح، ولا تستطيع اللحاق بها، تساؤلات من كل عتمة، لماذا أنا؟ وإلى متى؟ حتى تدرك في النهاية أن ما أراده الله سيتحقق بكلمة يا رب أنت معي، وأنا وكَّلتك أمري في كل شيء؛ فلا شيء يدوم، لا الغضب ولا الخوف ولا حتى حياتي، وأحاول أن أجد منفذاً ولو بابتسامة! فمازلت هنا وسأبقى».
ودعا بعضهم إلى التقرب من الله، والالتزام بالعبادات؛ لأنها من أقوى العلاجات، بحسب رأي hajar. abdi: «ألا بذكر الله تطمئن القلوب، حينما يتعلق قلبك بالله، ستعلم أن الدنيا لا تساوي شيئاً، كل مُرٍّ سيمر بإذنه تعالى».