رغم مضي قرابة 15 عامًا على بدء تطبيق برنامج فحص ما قبل الزواج بالسعودية، فما زال هناك عدد من الأسر في محافظة الأحساء غير ملتزمين بالنتائج المخبرية التي يُظهرها مركزُ أمراض الدم الوراثية «فحص ما قبل الزواج» بالمحافظة، حتى في حال كان الزوجان غير متوافقين في النتائج؛ فما زال البعض منهم يصرُّ على إتمام مراسم الزواج، مما أدى إلى تزايُد أعداد الأطفال المصابين بهذه الأمراض.
وقد أشارت الدكتورة منال الشهري، أخصائية الأطفال مستشفى الملك فيصل التخصصي بالأحساء، في اتصال مع «سيدتي»، إلى أن الكثيبر من الأسر بالأحساء، خاصة في حال كان الزواج من الأقارب، لا يُعطون أيَّ أهمية للنتائج المخبرية التي يظهرها مركز أمراض الدم الوراثية. حيث قالت: «رغم التحذيرات الطبية بعدم إتمام الزواج في حال كانت النتائج غير مطابقة بين الزوجين، فإنهم يصرون على ذلك، وقد ينتج من هذا الزواج أطفالٌ مصابون بأمراض فقر الدم المنجلي والثلاسيميا، وهذا الشيء ساهم في أن تصبح محافظة الأحساء أكثر المحافظات التي يوجد فيها أطفال مصابون بالأمراض الوراثية بالمملكة».
وأشارت الشهري، إلى أن وزارة الصحة تعمل على الحدِّ من تزايُد نسب الأطفال المصابين، والناتجة عن زواج الأقارب، عبر مركز فحص ما قبل الزواج، حيث قالت: «الأهالي في الأحساء ما زالوا لا يتبعون النصائح والإرشادات الطبية بخصوص الآثار الجانبية التي قد تنتج من زواج شخصين غير متوافقين، مما قد يزيد من أعداد الأطفال المصابين خلال العشر سنوات القادمة».
وبينت الشهري، أنه لا توجد إحصائية محدَّدة بعدد الأطفال المصابين بأمراض وراثية بالأحساء، ولكن أكثر ما يعاني منه هؤلاء الأطفال هي تزايد مضاعفات المرض لديهم في فصل الشتاء؛ حيث قالت: «تزداد الأعراض الجانبية لدى هؤلاء بسبب برودة الطقس التي تشتهر بها منطقة الأحساء، مما يؤثِّر على حالتهم الصحية، بحيث يتمُّ التعامل مع هذه الحالات بالمستشفى من خلال التنويم لمدة قد تزيد عن 3 أيام».
وأشارت الشهري، إلى أن على الزوجين -في حال كانت النتائج غير متوافقة- عدمَ إتمام الزواج، مهما كانت المسببات، حيث قالت: «رغم هذه التحذيرات، فإن البعض لا يتقيَّد بهذه الأمور، حيث تجدهم يلجأون إلى مأذون أنكحة معروف لديهم من أجل إتمام عقد الزواج، وهذا التصرف قد ينتج عنه أطفالٌ مصابون، مما يثقلُ على كاهل الوزارة في تأمين علاج وأدوية مناسبة لديهم».