تتمنى كل أمٍّ أن ينشأ ابنها التنشئة الصحيحة، دينياً وتعليمياً، وأن يصبح حينما يكبر "ملتزماً"، وألَّا يخالف أمرها ووالده، ويبر بهما، وحتى يصل إلى هذه المرحلة، يجب على الوالدين، خاصةً الأم التي تكون معه أغلب الوقت، زرع الإيمان في قلب ابنهما، وتربيته على كتاب الله وسُنَّة رسوله، صلى الله عليه وسلم، وخير أمٍّ تلك التي تزرع في قلب ابنها محبة الله. وهذا ما أوضحته إيمان الغامدي، معلمة التربية الإسلامية في إحدى دور تحفيظ القرآن الكريم بالرياض، التي أكدت أن من أهم الأمور التي يجب تعليمها للطفل ألا يفتن، وألا يستخدم أسلوب النميمة السيئ مع أحد.
نصائح لتربية طفلك :
وقالت الغامدي: تربية الطفل، وتنشئته التنشئة الصالحة على نهج وأساس ديني، تتطلبان من الأسرة أن تسير على هذا النهج قبل تطبيقه على الطفل، فالأم والأب هما القدوة لابنهما، لذا عليهما ترك النميمة ونقل الكلام من شخص لآخر، لأن هذا الأمر يؤثر في الطفل، حيث ينشأ في بيئة تكثر فيها النميمة، فيقتدي بما يرى ويحاكيه! ولا يصح أن يُقنع الأب طفله بـ "الصح والخطأ"، ويرتكب في الوقت نفسه هذا الخطأ الذي يحذره منه، لذا أؤكد أن الأم والأب مرآة لتصرفات طفلهما، ويمكن أن نعدَّ سلوكيات أي طفل انعكاساً لسلوك أمه وأبيه.
كيفية التعامل مع الطفل النمام :
أخبري طفلك بأن النمَّام: هو الذي ينقل الحديث بين الناس على جهة الإفساد، وأن النميمة محرَّمة من الكتاب والسُّنة، لأنها توقع بين الناس العداوة والبغضاء، وتقطع الأرحام، وتوغر الصدور، وتعكر صفو النفوس.
أخبريه بأن الله لا يحب مَن ينقل ما دار في المجالس ليفسد العلاقات بين الناس، ويثير المشكلات عن طريق نقل الكلام عن الآخرين إلى الشخص المقصود، فقد قال الله عز وجل في كتابه الكريم: "هماز مشاء بنميم".
هناك آيات كثيرة تدل على عاقبة النمَّام، وأحاديث شريفة أيضاً، توضح مدى بغض الله عز وجل تلك الصفة، وأنه سبحانه وتعالى يحاسبنا على القول مثل الفعل، فقد قال تعالى: "ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد". فالله يسجل أقوالنا، لذا علِّمي طفلك ألَّا يقول إلا الكلام الطيب، لأن الله يكتب علينا كل ما نقوله ونفعله، ويحاسبنا على ذلك، كذلك أكدي له، أن من صفات المسلم، أن يكون أميناً وحريصاً على علاقته بإخوانه المسلمين، وألَّا ينقل ما يدور بين أصدقائه، أو أسرار المنزل.
التعامل الحسن مع الطفل النمَّام أفضل ردٍّ على أفعاله، مع إيجاد النقاط الجيدة فيه ومدحها من قِبل والديه، حيث يفتقر النمَّامون إلى الثقة في النفس، والتعامل الحسن لا يتنافى مع التعبير عن الانزعاج من تصرف الطفل بنقل الكلام.
ضرورة تعليمه مهارات التعامل مع الآخرين، وتقبُّل الجميع على اختلاف شخصياتهم ومظهرهم الخارجي.
اشرحي له ببساطة، أن النميمة ستجعل منه إنساناً منبوذاً فتتحاشاه الناس، لذا عليه ألَّا يقول إلا الكلام الطيب، وعندما يخرج من مكان ما عليه أن يحفظ أسراره، وألَّا يتداول ما سمعه بين الناس حتى لا يثير الفتن، ويصبح سبباً في اندلاع المشكلات.