في الوقت الذي يُفني فيه الكثيرون أعمارهم في محاولات لجمع ثرواتهم الخاصة، حتى يصبحوا من أثرياء العالم، فإن الملياردير الأمريكي الشهير «وارين بافيت»، يفعل العكس تماماً، فهو يحاول جاهداً التخلص من ثروته الهائلة، لكنه يفعل ذلك في «المكان الصحيح». إذ أنه قام مؤخراً بالتبرع بما يقارب الـ 3.6 مليار دولار أمريكية من أسهم مجموعته العملاقة «بيركشاير هاثاواي»، لخمس منظمات خيرية عالمية معروفة، من بينها مؤسسة «بيل وميندا»، التي أنشأها مؤسس مايكروسوفت «بيل غيتس» وزوجته.
ووفقاً لما نشره موقع «سكاي نيوز»، فإن هذا التبرع السخي يعتبر أكبر إسهام ضمن خطة «بافيت» للتنازل عن ثروته الطائلة. حيث أوضحت مجموعته «بيركشاير هاثاواي»، أن التبرع السنوي الرابع عشر للملياردير الأمريكي، شمل ما يقارب 16.81 مليون سهم من أسهمه. وأضافت المجموعة العملاقة أيضاً، بأن هذا التبرع الأخير يزيد من المبلغ الإجمالي الذي قدمه «بافيت» للمنظمات الخيرية منذ العام 2006، ليصل إلى أكثر من 34.5 مليار دولار أمريكي.
وكان «وارين بافيت»، البالغ من العمر 88 عاماً، قد تعهد خلال العام 2006، أن يقوم بالتبرع بكامل أسهمه في «بيركشاير هاثاواي». ويُشار إلى أن هذه التبرعات، تذهب لصالح مؤسسات خيرية مثل مؤسسة «جيتس»، والمؤسسة التي تحمل اسم زوجته الراحلة «سوزان تومسون بافيت». إلى جانب منظمات أخرى يديرها أبناؤه «هوارد» و«بيتر» و«سوزان» و«شريوود»، و«نوفو».
ومن الجدير بالذكر، أن آخر تبرع سنوي ضخم لـ«وارين بافيت»، كان خلال العام الماضي 2018، عندما تبرع بما يزيد عن الـ 3.4 مليار دولار أمريكي. ويُشار إلى أن الملياردير ورجل الأعمال الشهير كان قد تمكن خلال عقد الستينات من القرن الماضي، من تحويل شركته «ببركشاير»، إلى إحدى كبرى المجموعات التجارية على مستوى العالم، حيث وصلت قيمتها السوقية إلى ما يزيد عن 522 مليار دولار. وتمتلك المجموعة شركات عالمية مثل «بي. إن. إس. إف» للسكك الحديدية، و«جايكو» لتأمين السيارات، بالإضافة إلى أسهم في شركات أخرى منها «أبل» و«ويلز فارجو آند كو».