لطالما كانت الجُزر، هذه المساحات اليابسة التي تحيط بها المياه من كل مكان، من أكثر المناطق الجغرافية المثيرة للاهتمام لدى الجميع، سواء العلماء بسبب تنوعها واختلافها الطبيعي والجغرافية، أو الناس العاديون الذين يرون فيها مناطق ساحرة بمناظرها الخلابة. وربما من الأشياء التي يعرفها القليل من الناس عن الجُزر، أن بعضها كبير للغاية فوق ما يتصورونه، وبعضها الآخر يعتبر دولاً مُستقلة تمتلك حُكماً ذاتياً. وإليكم في هذا التحقيق، أكبر 5 جُزر في العالم.
أولاً: جزيرة «غرينلاند».. الأكبر على الإطلاق
بين القطب الشمالي المتجمد والمحيط الأطلسي شمال شرق كندا، نجد أكبر جزيرة في العالم على الإطلاق، بمساحة تصل حتى 2 مليون و166 ألفاً و86 كيلومتراً مربعاً. إنها جزيرة «غرينلاند»، أو «الأرض الخضراء» باللغة الدنماركية. التي على الرغم من أنها «عرقياً» تُحسب على القطب الشمالي المتجمد، و«جغرافياً» تعتبر جزءاً من قارة أميركا الشمالية، فإنها تاريخياً وسياسياً ترتبط بالقارة الأوروبية، خاصة بكل من «أيسلندا والنرويج والدنمارك».
وتمكنت جزيرة «غرينلاند»، التي كانت تابعة لمملكة الدنمارك، أن تنال حكمها الذاتي خلال العام 1979، إلا أنها انتظرت حتى العام 2008 لتُمنح حق «تقرير المصير»، ونقل المزيد من الصلاحيات إلى الحكومة المحلية في الجزيرة، بعد أن صوّت معظم سكانها على هذا القرار. وخلال العام 2009، أصبحت اللغة الـ«غرينلاندية» هي اللغة الرسمية الوحيدة في البلاد.
ثانياً: جزيرة «غينيا الجديدة».. بغربها وشرقها
ثاني أكبر جُزر العالم، هي جزيرة «غينيا الجديدة»، الواقعة جنوب غرب المحيط الهادئ شمال أستراليا، وتبلغ مساحتها 785 ألفاً و753 كيلومتراً مربعاً، إلا أنها على العكس من «غرينلاند»، لا تتمتع بحكم ذاتي؛ إذ إن النصف الغربي منها يتبع سياسياً لإندونيسيا. أما بقية الجزيرة فهي تمثل دولة «بابوا غينيا الجديدة»، التي تمكنت خلال العام 1975 من الاستقلال بشكل كامل عن أستراليا. ومن الجدير بالذكر، أن غالبية سكان جزيرة «غينيا الجديدة» البالغ عددهم قرابة الـ6.9 مليون نسمة، هم من الـ«بابوانيون» والـ«نغريتو» والـ«ميلانيسيانيين».
ثالثاً: جزيرة «بورنيو».. مقسمة بين 3 دول
وتعتبر جزيرة «بورنيو»، بمساحتها التي تُقدر بـ748 ألفاً و168 كيلومتراً مربعاً، ثالث أكبر الجزر في العالم، كما أنها تعد أكبر جزيرة في قارة آسيا. وهي تقع في أرخبيل الـ«ملايو» في مجموعة جزر «سوندا الكبرى» التي تتكون من جزر «سومطرة، وجاوا، وسولاوسي». وحالها كحال «غينيا الجديدة»، لا تتمتع جزيرة «بورنيو» بحكم ذاتي مستقل.
ويتوزع الحكم في جزيرة «بورنيو» بين 3 دولة آسيوية مختلفة هي:
إندونيسيا: التي تحكم المنطقة الجنوبية والجنوب شرقية من الجزيرة، وتسمى بـ«كليمنتان». وماليزيا: التي تحكم المنطقة الشمالية والشمال غربية، وتسمى «ماليزيا الشرقية» أو «بورنيو الماليزية». وما تبقى من الجزيرة تتبع سياسياً لدولة بروناي. وعلى جانب آخر، يعتقد المؤرخون بأن أول من سكن هذه الجزيرة، هم شعب الـ«داياك»، وذلك قبل 3 آلاف عام.
رابعاً: جزيرة «مدغشقر».. التنوع الطبيعي الهائل
هي دولة جزرية تتمتع باستقلالية وحكم ذاتي، وتُسمى «جمهورية مدغشقر». وبمساحة تقدر بـ587 ألفاً و713 كيلومتراً مربعاً، تعتبر جزيرة «مدعشقر» رابع أكبر جزيرة في العالم. وتقع في المحيط الهندي قبالة الساحل الجنوب شرقي للقارة الأفريقية. وتتميز بتنوع طبيعي كبير وغني للغاية، تحديداً بما يخص الكائنات الحية؛ إذ إن 5% من أنواع النباتات والحيوانات في العالم تعيش فيها، و80% من هذه الأنواع تعتبر «مدغشقر» موطنها الأصلي.
خامساً: جزيرة «بافين».. أكبر جزر كندا
في الضفة الأخرى من الأرض ضمن محيط الدائرة القطبية الشمالية، وتحديداً شمال كندا، تقع جزيرة «بافين»، وهي خامس أكبر جزيرة في العالم على الإطلاق، بمساحة تقدر بـ507 آلاف و451 كيلومتراً مربعاً. وعلى الرغم من تنوعها الجغرافي فإنها تعتبر ذات كثافة سكانية قليلة، حيث يعيش فيها 11 ألف نسمة فقط. وتتميز الجزرة التي سُميت باسم مكتشفها البريطاني «وليام بافين» خلال العام 1616، بأنها موطن رئيسي للحيتان السوداء وحيوانات الفقمة والفظ.