في السابق، ومع تطورات وسائل المواصلات والاتصالات، ظهرت مقولة إن «العالم تحوّل إلى قرية صغيرة»، حينها لم تكن هناك شبكة إنترنت ولا وسائل تواصل اجتماعي ولا هواتف ذكية، فكيف هو الحال اليوم، بعد أن أصبح بين أيدينا كل ما ذكرناه سابقاً؟ لا بدّ أن العالم «قد تحول إلى غرفة صغيرة واحدة» وليس قرية وأصبح التواصل أقرب مما نتخيل بكثير، تماماً كما حدث في جنوب إفريقيا، حيث إنه خلال أقل من 24 ساعة، «تغريدة» تجمع فتاة بأخيها الذي لم تره طوال حياتها.
ووفقاً لما نشره موقع «روسيا اليوم»، نقلاً عن صحيفة «مترو» البريطانية، أن فتاة تعيش في جنوب أفريقيا، قررت أن تبدأ البحث عن أخيها الذي لم تره طوال حياتها، وأول ما خطر في بالها من أفكار، هو أن تقوم بنشر «تغريدة» عبر حسابها على موقع «تويتر»، والمفاجأة التي لم تكن متوقعة على الإطلاق، هي أنها تمكنت فعلاً من العثور عليه، وبأقل من 24 ساعة فقط.
قصة لمّ الشمل المذهلة
وبحسب صحيفة «مترو»، فإن شابة من جنوب أفريقيا، تُدعى «سانليسيفا»، تبلغ من العمر 27 عاماً، قررت أن تبدأ البحث عن أخيها الذي لم يسبق لها رؤيته، أو التواصل معه على الإطلاق، بعد أن سمعت الكثير عنه من والدتها، منذ أن كانت لا تزال طفلة صغيرة، لكنها لم تكن مدركة أبداً بأن هذه الرحلة ستكون قصيرة بهذا الشكل.
مع وجود وسائل التواصل الاجتماعي في كل مكان، كان من البديهي أن تبدأ «سانليسيفا» رحلة بحثها من على هذه الصفحات، وقامت بنشر «تغريدة» عبر حسابها على موقع «تويتر»، يوم الإثنين 24 حزيران/يونيو الماضي، كتبت فيها: «إذا كان اسمك «موسافينكوسي دوبي- ماتيبو»، وكنت قد وُلدت في محافظة «غاوتينغ» في العام 1984، أرجوك أن تتصل بي.. فأنا أختك، أجب على تغريدتي من فضلك». وتابعت الفتاة تغريدتها: «من فضلكم ساعدوني في العثور على أخي.. إنني بحاجة إليه».
بعد أقل من 24 ساعة فقط
الفتاة الجنوب أفريقية التي كانت قد صرّحت لصحيفة «مترو» بأنها لطالما أحست بالفقد والنقصان دون وجود أخيها إلى جانبها، حيث كانت تتساءل دائماً إن كان بخير، وأنها أرادت حقاً أن تلتقيه، لأنها بحاجة إليه، أصيبت بحالة كبيرة من الصدمة والدهشة صباح اليوم التالي من نشرها للتغريدة، حيث وجدت رداً بالفعل عليها من أخيها «موسافينكوسي دوبي- ماتيبو»، البالغ من العمر 35 عاماً الآن والذي كان مفقوداً منذ عقود عديدة. وعادت «سانليسيفا»، بإعادة نشر تغريدتها في اليوم التالي، وعلّقت عليها قائلة: «لقد وجدت أخي. أريد أن أشكر كل من قام بإعادة التغريد. لم يكن لديّ سوى بعض الحقائق ولكنها ساعدتني».
أما المفاجأة الأخرى، وبحسب الصحيفة البريطانية، هي عندما اكتشف الأخوان أنهما يعيشان على بعد أقل من 30 دقيقة سيراً على الأقدام عن بعضهما البعض، وأنهما كانا «بعيدين قريبين» طوال هذه السنوات. من جانبها، شكرت والدة الفتاة ابنتها كثيراً، لأنها منحتها الفرصة حتى ترى ابنها مرة أخرى، وتمكنت من لمّ شمل العائلة من جديد.