قد يعتبر الإنسان نفسه محظوظاً إذا نجح في تحقيق حلم عمره مبكراً في سن الشباب، لكن الحظ الأكبر حين يتقدم الإنسان بالعمر، ويحقق حلمه متحدياً كل الظروف التي حالت بينه وبين حلمه طوال عشرات السنوات، وأحياناً تكون سعادة تحقيق الحلم المتأخر أكبر وأجمل من تحقيق الحلم مبكراً، حيث تكون له قيمة أكبر له وللمحيطين فيه.
تمكنت مسنة بريطانية من تحقيق حلم راودها طوال حياتها، بعد انتظار استمر لنحو قرن من الزمن.
وذكرت صحيفة «ذي ميرور»، وموقع «روسيا اليوم»، أن المسنة المولودة عام 1924، غلاديس بلاكبورغ، كانت تحلم دائماً بالسفر على متن طائرة منذ ظهور أولى الرحلات الجوية التجارية في العالم.
ولم تتح للمرأة البريطانية فرصة الطيران على متن الرحلات الجوية، التي كانت تشهد إقلاعها وهبوطها أثناء مرورها بالقرب من المطار المحلي، بسبب تنقلها المستمر بالقطار أو السيارة خلال إجازاتها السنوية.
وعندما عرف موظفو دار «ميلتون كورت» لرعاية المسنين، حيث تقيم المسنة الآن، برغبة بلاكبورغ، أرادوا تحقيق حلمها بالتعاون مع شركة طيران EasyJet ومطار لندن لوتن.
وقرر موظفو دار الرعاية اصطحاب المسنة برحلة جوية إلى بحيرة جنيف الشهيرة، نظراً لأنها كانت تريد رؤيتها أيضاً.
وقدمت شركة الطيران لبلاكبورغ بطاقة وخدمة من الدرجة الأولى، تكريماً لها ولحلمها الذي تحققه لأول مرة في حياتها.
وصرخت البريطانية من الفرح، عندما أقلعت الطائرة، وقالت: «أنا أطير في الهواء. إن الطيران في السحب مع كأس من الشمبانيا ومشاهدة كل مايحدث في الأسفل، هو أجمل مما كنت أتخيل».
وشكرت البريطانية المسنة كل مرافقيها، عند رؤيتها لبحيرة جنيف، وأعربت عن إعجابها بكل ما رأته ولأنهم حققوا لها أمنية حياتها.
أما طاقم الطيران فقد استمتع مع غلاديس جداً، وقالوا: أن لديها طاقة إيجابية رائعة معدية، انتقلت منها إليهم في سرعة قياسية.
ولا تقل سعادة من حقق لها حلمها الأول بالطيران في السماء لأول مرة وهي بهذا العمر عن سعادتها الشخصية، فالسعادة الحقيقية الأمتع هي المستمدة من إسعاد الآخرين بدون مقابل.