هل سبق لكم وأنتم بين اليقظة والنوم، أن «شعرتم» بأنكم تتحكمون في أحلامكم؟ وأنكم قادرون على فعل كل تلك الأشياء التي لم تستطيعوا القيام بها في الواقع؟ كأن يصبح الضعيف قوياً، وأن يستطيع من يعيش على كرسي متحرك؛ أن يركض لمسافات طويلة في خياله حتى يكاد يستيقظ صباحاً وهو متعب ومتعرق؟ أن نُحلّق عالياً ونتخلص من جميع مخاوفنا؟ وأن نكون الأشخاص الذين لطالما حلمنا بأن نكونهم؟ صدق أن دراسة جديدة تثبت أنه يمكننا «اختيار أحلامنا» والتحكم بها أيضاً. وقد يكون لذلك تأثير حقيقي على الواقع، وهذا ما يُسمى علمياً... «الحُلم الواعي».
تنقل لكم «سيدتي» تفاصيل هذه الدراسة التي نشرتها صحيفة الـ«ديلي ميل» البريطانية، والتي عرّفت «الحُلم الواعي» بأنه فن تشكيل الأحلام والتحكم بها؛ وذلك من خلال ممارسة أساليب تدريب حديثة للدماغ. وتشير الصحيفة إلى أنه رغم غرابة الأمر، فإنه يدعم «علم الأعصاب» في أحد جوانبه، كما أن لدى «الحلم الواعي» قدرة على تحسين صحتنا النفسية والجسدية، وتجاوز الصدمات والمخاوف المختلفة، بالإضافة إلى الحدّ من سلوكيات الإدمان وتحسين مهارات الحياة عموماً.
الخروج من قيود الجسد..
«تشارلي مورلي»، خبير الحلم الواعي، أوضح في حديثه لـ«الديلي ميل» أن الحلم الواعي هو الحلم الذي تكون قادراً خلاله –وأنت نائم- على التفكير وإدراك أنك تحلم، بعكس «الحلم العميق». فعلى الرغم من أن الشخص يكون غير واعٍ حينها، فإن جزءاً من الدماغ كان قد تم تنشيطه فعلاً، ويكون كافياً لجعل النائم قادراً على اختيار الحلم والتحكم به.
ويتابع «مورلي»: ولأن الدماغ البشري يعتبر أهم وأقوى «مولد افتراضي» للخيال في الوجود، لذلك قد يبدو كل ما نفعله في «الحلم الواعي» حقيقياً، تماماً كما لو كنا مستيقظين. وأضاف: «أنت لا تعود مُقيداً بحدود الجسد مرة أخرى».
الحلم الواعي.. ظاهرة صادق عليها العلم
ووفقاً للصحيفة البريطانية، فإن «الحلم الواعي» يعتبر ظاهرة تمت المصادقة عليها علمياً منذ أكثر من 40 عاماً. وتابعت أنه في العام 2012، أجرى عدد من الباحثين في معهد «ماكس بلانك» الألماني، فحوصات من خلال التصوير بـ«الرنين المغناطيسي» على عدة أشخاص خلال نومهم. ووجدوا أنهم في الحلم الواعي، فإن الجزء المختص بالتفكير الواعي خلال فترات استيقاظنا؛ يكون نشطاً تماماً.
تأثير الظاهرة على الواقع..
وبحسب دراسة أجريت في العام 1981، كشفت أن الأشخاص الذين مارسوا رياضات مختلفة في أحلامهم، أتقنوها بشكل أفضل في الواقع. وكذلك الأمر في دراسة حديثة أجرتها جامعة «هايدلبيرغ» الألمانية، التي أشارت إلى أن الحلم الواعي لديه قدرة عجيبة على الرياضيين الذين يستخدمونه كأسلوب تدريب، باعتباره محاكاة مثالية للعالم الواقعي.
وأوضحت الدراسة أن هذه الإمكانات سببها أن نظامنا العصبي لا يفرق بين خبرات الوعي، وخبرات الحلم الواضح أو الواعي. ويعلّق «مورلي» على الدراسة قائلاً: «تداعيات هذا الأمر هائلة للغاية، بإمكاننا أن نغيّر حياتنا أثناء نومنا».
هكذا بإمكاننا القيام بالحلم الواعي..
وحتى نستطيع تجربة «الحلم الواعي»، يقول «مورلي» إن هناك طرقاً عديدة، من بينها أن نبدأ بكتابة أحلامنا، موضحاً أنه كلما كنا أكثر معرفة بها؛ يصبح من الأسهل علينا أن نكون واعين خلالها. وينصح الخبير بهذا المجال، أن نقضي بضع دقائق عقب استيقاظنا من النوم مباشرة لكتابة ملاحظات على أحلامنا، وأن نركز على الأفكار والمشاعر أكثر.
الحلم الواعي.. بإمكانه جعلنا نفقد الوزن
«جين غاكينباخ»، الباحثة في عالم الأحلام، أشارت إلى أنه بالإمكان أن نستخدم ظاهرة «الحلم الواعي» بهدف فقدان الوزن. وأوضحت ذلك بقولها: «البعض يمتنعون عن تناول الأطعمة الدهنية في يقظتهم؛ حتى لا يحلموا –في الحلم الواعي- بأنهم يتناولون الأطعمة نفسها». وأضافت «غاكينباخ» أن تناول الطعام في الحلم الواعي واقعيٌ، إلى درجة أن الدماغ البشري يرسل إشارات بالشبع إلى المعدة، وبذلك نقلل من تناول الأطعمة، الأمر الذي يساعدنا على فقدان الوزن.