نسمع كثيراً عن الذكاء العاطفي، وكم أصبح مهماً في الوقت الحالي كأبرز المهارات التي نحتاجها في العمل وفي الحياة بشكل عام. فما هو الذكاء العاطفي؟ وما أهميته؟ وكيف يمكن أن يساعدني في العمل وفي الحياة؟
المستشار فهد محمود خان، كوتش متخصص في مجال تطوير الذات والمهارات القيادية ورئيس قسم الموارد البشرية لإحدى مجموعة شركات سعودية كبرى، وشريك مؤسس لشركة «كن» للاستشارات وخدمات الكوتشنج، يشرح لنا من خلال خبرته في هذا المجال أهمية الذكاء العاطفي، ودوره في مساعدة الفرد على النجاح في تطوير الذات وتطوير العلاقات، سواء في العمل أو الحياة الشخصية؛ من خلال تبسيط مفهومه، وشرح ركائزه الأربع:
• ما هو الذكاء العاطفي؟
هو القدرة على التعرف على شعورنا الشخصي وشعور الآخرين، وذلك لتحفيز أنفسنا، ولإدارة عاطفتنا بشكـل سلـيم في علاقتنا مع الآخرين.
أثبتت الدراسات أن الذكاء العاطفي (EQ) يعتبر أكثر أهمية، وله دور فعال أكثر من الذكاء العقلي (IQ)، حسب مصادر متعددة، ومن ضمنها جامعة هارفارد. والجدير بالذكر هنا أنه يمكن للفرد أن يستثمر في تحسين وزيادة ذكائه العاطفي. ولكن كيف؟
• توجد 4 ركائز أساسية للذكاء العاطفي، وهي:
- معرفة الذات.
- إدارة الذات.
- معرفة الآخرين.
- إدارة العلاقات.
يمكن زيادة وتحسين الذكاء العاطفي عن طريق الاستثمار في زيادة الوعي الذاتي وزيادة الوعي بالآخرين. المقصود بمعرفة الذات، الإجابة عن بعض الأسئلة البسيطة التي لا يدركها الكثير من الناس بوعي كامل، مثل معرفة نوع أو نمط الشخصية، معرفة القيم الداخلية والدوافع، معرفة نقاط القوة ونقاط الضعف.
• نصائح مهمة
1. ضرورة الاستثمار في تطوير الذات؛ وذلك عن طريق زيادة الوعي عن معرفة ذاتك أكثر وما يميزها. يمكنك تحقيق ذلك عن طريق بعض الاختبارات والتقييمات المتوفرة لتحديد الشخصية أو نقاط القوة والضعف.
2. اللجوء إلى تعيين «كوتش» متخصص.
3. القراءة والبحث في هذا المجال.
4. إذا تمكنتم من زيادة الوعي الذاتي والوعي عن الآخرين، سوف تصبح إدارتكم لذاتكم وعواطفكم تحت سيطرتكم وقيادتكم، وسوف تستطيعون التعامل مع مختلف الشخصيات التي حولكم؛ لتتمكنوا من إدارة مختلف العلاقات بشكل فعال، وتحصلوا على مرادكم من الآخرين.
5. باختصار، فإن بناء الذكاء العاطفي لأي شخص له أكبر الأثر عليه طيلة حياته، فالعديد من الآباء والتربويين عندما انزعجوا في الآونة الأخيرة من مستويات المشاكل التي يصادفها طلاب المدارس، من احترام الذات المنخفض، إلى سوء السلوك واستعمال المخدرات والكحول، إلى الإحباط والفشل، لجأوا بكل قوة إلى تعليم الطلاب المهارات الضرورية للذكاء العاطفي. وكذلك الأمر في الشركات الكبرى التي وضعت الذكاء العاطفي في برامج التدريب.. ساعدت الموظفين وجعلتهم يتعاونون بصورة أفضل من ذي قبل، وطورت حوافزهم، مما أدى إلى زيادة الإنتاج والأرباح.
6. ومن هنا يجب اعتبار الذكاء العاطفي، بمكوناته وعناصره، وسيلة ثالثة، بالإضافة إلى المهارات الفنية والقدرات العقلية (المعرفية) عند التوظيف أو التطوير أو الترقيات.