من هم "الفانز" وكيف ينتظمون في مجموعات؟ من يديرهم ومن يقودهم؟ وكيف لشخص أن يترك اهتماماته وحياته الخاصّة ليلعب دور الجندي المجهول في معارك لا يستفيد منها شيئاً؟ وهل هم أشخاص حقيقيّون أم حسابات وهمية؟
أسئلة قد تصعب الإجابة عليها، خصوصاً أنّ كلّ فنان يعطي إجابات مختلفة، تناقض إجابات زميل له، في معركة يشترك فيها الجميع، ويستخدمون فيها الوسائل نفسها.
نادين نجيم تكشف المستور
قبل مدّة، أكّدت الفنانة نادين نجيم، أنّ فانز الفنانين يأتمرون بأمره، وأنّ أي معركة يخوضونها تكون بطلبٍ منه، وأنّ أي فنان بإمكانه أن ينهي حرباً افتراضيّة.
كلام نادين جاء في مقابلة تلفزيونية، اتّهمت فيها إحدى زميلاتها بأنّها هي من تحرّض جمهورها ضدّها، وتحثّهم على كتابة تعليقات مسيئة، وأكّدت أنّ هذه الحملة مبرمجة، وأنّ الفنان مسؤول عمّا يكتبه جمهوره على مواقع التواصل الاجتماعي، موحية بطريقة غير مباشرة أنّ أي حربٍ تشنّ باسمها، تكون هي قائدتها من خلف الكواليس.
زميلتها سيرين عبد النور لديها رأي آخر، إذ أنّها تؤكّد أنّ بعض الفانز يتصرّفون أحياناً بطريقة عاطفية وانفعاليّة، فيسيئون إلى فنانهم بالمقام الأوّل.
توضيح نادين يبدو أقرب إلى الحقيقة، إذ أنّ حملات على "تويتر" أوقفت بسرعة قياسيّة بطلب من فنان، كتب تغريدة طلب فيها من محبيه الكف عن مهاجمة زميل له أو صحافي، فكان له ما أراد في ثوانٍ معدودة.
معارك وهمية
يؤكد عامر حلال، الذي يعمل كمدير للتواصل الاجتماعي في أكثر من شركة في لبنان والخليج، والذي يمتلك برنامجاً ضخماً يدير من خلاله حملات إعلاميّة بطلب من مشاهير، أنّ معظم حروب الفانز التي نشهدها على "تويتر" مبرمجة من قبل الفنان نفسه.
ويضيف أنّ ثمّة حسابات حقيقيّة تغرّد بطريقة عفوية، لكن بالإجمال معظم الحملات تقوم بأن يطلب فناناً حسابات تهاجم زميلاً له أو أحد الصحافيين، وفي غضون دقائق يقوم أكثر من 200 حساب بخوض حربٍ افتراضية لصالحه وبتوجيه شخصي منه.
هل يورّط الفنّان نفسه ويظهر بالصورة كقائد معركة افتراضيّة؟
يقول حلال "الأمور لا تتمّ بهذه الطريقة، فالفنان لا يظهر في الصورة، بل يقود الحملة عن طريق وكيل".
ويشير حلال إلى أنّ التعليقات المسيئة التي تتضمّن إهانات وشتائم غير مبررة، ولا تدخل في صلب معركة ما، كتلك التي يكتبها البعض تحت صورة فنان، تكون بمعظمها خاضعة للفنانين وللحسابات الوهمية المدارة من جهة مختصّة.
من هو الفانز الأقوى؟
السؤال المضاد، هل ثمّة فانز أقوى في ظل شراء المتابعين، والحسابات الوهمية، والتعليقات المسيئة، والحملات المبرمجة، والهاشتاغات التي تتصدّر "تويتر"؟.
حلال يؤكّد أنّ أي فنان بإمكانه شراء هاشتاغ يحتل تراند في "تويتر" بحكم تغريد بعض الحسابات الوهمية عليه في وقت واحد، وغالبهم يقوم بهذا الأمر، لدعاية شخصيّة، أو بهدف الدعاية لعمل فنّي جديد، مع الأخذ في الاعتبار أنّ بعض الفنانين يملكون شعبية، ليتصدّروا "تويتر" دون أن يشتروا هاشتاغ وهمي.
الفنانات أقوى على "تويتر"
يخوض الفانز حروبهم على مواقع التواصل الاجتماعي بمجملها، لكن لموقع "تويتر" مكانة خاصّة، فهو المكان المفضّل لخوض الحملات الدعائيّة والحروب العدائيّة.
والملاحظ أنّ فانز النجمات أقوى بكثير من فانز النجوم، رغم أنّ هؤلاء أيضاً يشترون المتابعين، والحسابات الوهمية، والهاشتاغات المخادعة.
ومن أكثر نوادي المعجبين نشاطاً، حتى قبل عصر "تويتر" والسوشال ميديا، فانز الفنانة نوال الزغبي، الذين يتابعون أعمالها بدقّة، يخبرون الصحافيين بجديدها الذي يعرفونه قبل الصحافيين أنفسهم، يخوضون عنها حروبها الافتراضيّة، ويقومون بالدعاية لأعمالها.
ويصل بنوال أحياناً أن تتذمّر من جمهورها، عندما يقوم بالإلحاح لمعرفة موعد صدور جديدها، وتكون هي لا تزال في طور التحضير له.
فانز الفنانة نجوى كرم أيضاً من الأقوى على السوشال ميديا، وقد خاض الكثير من الحروب مع فانز إليسا على وجه التحديد خلال الفترة الماضية، قبل أن تقوم النجمتان بخطوة لكسر الجليد بينهما، خطوة أسكتت الحرب لكنها لم تشع جواً من السلام.
فانز إليسا أيضاَ من الأنشط عبر مواقع التواصل الاجتماعي، يخوضون حروبها، ويدافعون عنها، إذ أنّ إليسا من دون منازع تستحق لقب الفنانة التي تتعرّض لأكبر هجوم على مواقع التواصل الاجتماعي، حتى عندما تقوم بنشر صورة، وقد طلبت مؤخراً من جمهورها تجاهل ما تتعرّض له من تنمّر ناتج عن عقليات وصفتها بالمريضة.
فانز الفنانة نانسي عجرم يعتبر من الأنشط أيضاً، يهاجم من ينتقدها بحدّة، ويقوم بالدعاية لأعمالها وبتناقل صورها ومتابعة أخبارها.
ومن الفانز الناشط أيضاً فانز الفنانة بلقيس، التي نادراً ما تغرد على "تويتر"، إلا أنّ لديها جيشاً من المتابعين يتفاعل معها باستمرار.
وفانز الفنانة أحلام أيضاً ناشط جداً، إلا أنّه وبتوصية ربما منها، لم يعد يخوض حروبها، منذ أن قرّرت إعلان الهدنة، والتغاضي عن الانتقادات.
الفنانة المصرية شيرين عبد الوهاب لديها أيضاً فانز يعتبر من الأقوى على "تويتر"، خاض عنها حرب دفاع في مشاكلها الأخيرة، وضد الشائعات التي تطاردها.
ورغم غيابها عن مواقع التواصل الاجتماعي، لا يزال فانز الفنانة هيفاء وهبي من الأنشط.
ويختلف فانز الممثلين عن فانز المطربين، إذ أنه يحضر في وقت عرض مسلسلاتهم فحسب، ويختفي باقي أيام السنة، ما يعزز فرضية المتابعين الوهميين.
من أقوى الفانز فانز الممثل السوري تيم حسن، وفانز نادين نجيم، وسيرين عبد النور.
واللافت أن كبار الأسماء الفنية، لا وجود حقيقي لها على "تويتر"، ولا معارك تخاض باسمها، ولا حسابات وهمية تهاجم من ينتقدها، منهم الفنان كاظم الساهر، والفنانة ماجدة الرومي والفنان محمد منير.
شاهدوا أيضاً:محمد رمضان: حاولت عرقلة عقدي مع روتانا والمبلغ الذي تقاضيته "كويس"