يثير الجدل دائماً أينما حل، تارةً بأعماله المتميزة، وتارةً أخرى بحياته الخاصة المليئة بالغموض، هو الفنان المصري أحمد عز، الذي حضر إلى مدينة دبي ليشهد العرض الخاص لأحدث أفلامه «الممر» في سينما «فوكس» في مول الإمارات، حيث يحقق الفيلم نجاحاً لافتاً في دور العرض السينمائية في مصر، ما دفع أحمد إلى أن يطير به في جولة عربية، أملاً في حصد النجاح ذاته خارج مصر.
أحمد فتح قلبه لـ«سيدتي» في حوار مليء بالصراحة والشغف، علّق خلاله على بعض المواضيع الشائكة مثل انزعاجه من لقب «نمبر وان»، كما أجاب عن السؤال الذي يشغل كثيرين حول وجود علاقة حب تجمعه بإحدى الفتيات المقيمات في لندن، وغيرها من الأمور الأخرى التي كشف عنها لـ«سيدتي» من خلال الحوار التالي.
بداية، نبارك لك نجاح فيلم «الممر»، ونريد أن نسألك: البعض يصنف فيلم «الممر» على أنه فيلم مصري خالص كونه يتناول فترة حرب عام 1967 وما تلاها من فترة دقيقة في التاريخ المصري، فهل تخشى ألا ينجذب المشاهد الخليجي للفيلم بالقدر ذاته الذي جذب المشاهد المصري؟
دعنا أولاً نقسم السؤال إلى جزأين، فمسألة انجذاب المشاهد للفيلم أو تعاطفه معه هي مسألة خاضعة للمشاهد نفسه ولذوقه الخاص، ولا يمكن التحكم فيها، ولكن بالنسبة إلى الفيلم ذاته، فهو مصنوع بدقة وحرفية كبيرتين، ويُعد تقنياً بمثابة النقلة الكبيرة في صناعة السينما في مصر، وبالنسبة إليّ أرى أنه لا يمكن فصل المشاهد المصري عن المشاهد الخليجي أو المشاهد العربي بشكل عام، لأننا في النهاية وطن واحد، يحمل هموماً مشتركة وقضايا واحدة، لذا أستطيع أن أقول إن فيلم «الممر» هو فيلم لكل العرب.
أصعب أعمالي السينمائية
ما هي الرسالة التي أردتم إيصالها للمشاهدين من خلال الفيلم؟
الانتماء والشعور بالوطنية، فنحن كممثلين مشاركين في الفيلم، ربما أغلبنا لم يعاصر تلك الحقبة التاريخية بشكل كامل، لكننا عرفناها من خلال تراثنا السينمائي الحافل، ومن خلال الأفلام والأغاني التي نمّت في داخلنا الشعور بالانتماء، وهو ما نحاول صنعه من خلال الفيلم، أن نترك للأجيال الجديدة أثراً فنياً يشعرهم بمدى عظمة الوطن الذي ينتمون إليه.
هل هذا الفيلم هو أصعب أعمالك السينمائية؟
بالطبع.
لماذا؟
لأن التصوير كان شاقاً ومرهقاً للغاية، فغالبية مشاهد الفيلم حتمت علينا الوجود معظم الوقت في أماكن صحراوية لا تتوفر فيها الخدمات بشكل كبير، لكن في الوقت ذاته، كان الحب الكبير من مجموعة العمل للفيلم هو العامل الذي تغلبنا به على تلك الصعوبات. لمست من فريق العمل حالة كبيرة من الحماس تجاه الفيلم، ولمست منهم حالة من الحزن عند انتهاء التصوير، رغبة منهم في استمرار الحالة الجميلة التي كانت موجودة عند التحضير له.
عندما تقدم عملاً ويحقق نجاحاً كبيراً، كيف تحافظ على شعلة الشغف الفني في داخلك من الانطفاء؟
بداية، أقول لك إن «الممر» من أنجح الأفلام التي قدمتها في حياتي، وعلى الرغم من ذلك، فالشغف في داخلي كبير لتقديم الأفضل والأنجح. الشغف هو العامل الذي يجعلك تستمر في هذه المهنة الصعبة، لأن التمثيل هو أحد أصعب المهن على وجه الأرض، فالناس يرون من الفنان الأضواء والنجاح والشهرة، لكنهم لا يرون كمّ الصعاب والمعاناة التي يعانيها خلال تصوير الفيلم والتحضير له وانتظار رد فعل الجمهور عليه، لذا فالشغف بالنسبة إليّ عادة ما يزيد ولا يقل، وما يعرفه الناس عني أنني ومنذ أول عمل قدمته وحتى الآن، ما زالت أحاسيس التوتر والقلق والخوف مجتمعة، تلازمني. هذا ما يجعلني متعطشاً دائماً لتقديم الأفضل.
تشغلني لغة الأرقام ولكن!
هل أنت من الفنانين المشغولين بلغة الأرقام وشباك التذاكر، وهل برأيك هي التي تصنف نجومية الفنان؟
نعم مشغول بها للغاية، لكنها ليست هي التي تصنف نجومية الفنان.
إلى أي درجة أنت مشغول بها؟
لدرجة كبيرة، ومن يقول غير ذلك فهو كاذب، فمن الطبيعي أنني أتمنى أن تنجح أفلامي، وأن يشاهدها أكبر عدد من الجمهور، لكنني وكما قلت سابقاً، لا أعتبرها مقياس النجاح الوحيد، لأنه ربما عليك في بعض الأحيان أن تقدم أعمالاً لا تهم رواد السينما بشكل كبير، لكنها ترضي شغفاً كبيراً في داخلك وتقدم من خلالها أداءً ربما يجذب النقاد ولا يجذب الجمهور، فالنجومية مسألة معقدة جداً، ونسبية، ولا تخضع فقط لشباك التذاكر.
إذاً ما هي النجومية من وجهة نظر أحمد عز؟
النجومية في رأيي هي الأستاذ عادل إمام ومحمود عبد العزيز ونور الشريف وأحمد زكي وغيرهم، فهي أن تبقى أعمالك ناجحة وخالدة لما يقرب من 30 عاماً أو أكثر، حينها نستطيع أن نقول إنك قد حققت معادلة النجاح المثالية وأنك بالفعل تستحق لقب نجم.
حينما يقول فنان عن نفسه إنه «نمبر وان»، هل يزعج ذلك أحمد عز؟
(يبتسم) سأخبرك بشيء، في الفترة التي بدأت ألعب فيها أدوار البطولة في الأفلام، كنا نسهر سوياً في منزل صديقي الفنان أحمد رزق، أنا ونخبة من النجوم مثل محمد هنيدي وأحمد السقا وكريم عبد العزيز وصلاح عبد الله وغيرهم، وكانت أفلامنا تتنافس في دور السينما، وكنا ننتظر حتى تأتينا التقارير من دور السينما بإيرادات الأفلام، وكنا نبارك لمن حقق أعلى الإيرادات ونتصافح ونكمل مشوارنا سوياً، لم يقل أحدنا عن نفسه يوماً إنه «نمبر وان» أو «نمبر تو» أو شيء من هذا القبيل، كلنا كنا نعمل بروح الفريق ولا نلتفت لمثل هذه الأمور، فهذه الحالة دخيلة على الوسط الفني. لذا، أقول لمن يصرّح بذلك، فقط عليك أن تقدم فنك، وتترك الناس يتحدثون عنه وليس أنت.
تستعد خلال موسم عيد الأضحى المقبل لطرح الجزء الثاني من فيلم «أولاد رزق»، فإلى أين وصلت تحضيرات الفيلم، وما هو الجديد الذي تقدمه فيه؟
نحن الآن في مرحلة المونتاج وتصوير المشاهد الأخيرة من الفيلم، وأتمنى أن يلحق الفيلم بموسم عيد الأضحى، أما بالنسبة إلى الجديد في الفيلم فهو استكمال لـ«فورمات» الجزء الأول منه، لكن بشكل مليء بالمفاجآت التي لا يمكنني أن أتحدث عنها حالياً، لكن كل ما يمكنني قوله إن الفيلم سيكون مختلفاً، وأتمنى أن ينال إعجاب المشاهدين.
هل تعارض تصوير «الممر» مع تصوير «أولاد رزق» في بعض الأوقات؟
كلا، فأنا لم أبدأ تصوير «أولاد رزق» إلا عندما انتهيت تماماً من تصوير «الممر»، لأنني لست من هواة تصوير عملين في الوقت ذاته.
حياتي الشخصية
أنت من الفنانين الذين يكتنف الغموض حياتهم الشخصية بشكل كبير، هل تتعمد ذلك؟
كل ما هنالك أنني لست من هواة الحديث عن حياتي الشخصية على الملأ.
قيل إن هناك قصة حب تجمع بينك وبين إحدى الفتيات المقيمات في لندن، وإنها كانت زميلة دراسة قديمة لك والتقيتما مؤخراً، فهل هذا الكلام صحيح؟
غير صحيح، وأنا أسمع هذا الكلام مثلكم تماماً، (ثم تساءل ضاحكاً): ثم لماذا لندن؟ لماذا لا تكون دبي مثلاً؟
هل نعتبر هذه الإجابة تلميح بشيء؟
(يضحك): لا بالطبع، فأنا أمزح فحسب.
ختاماً، أنت من الفنانين الذين عملوا مع الفنان الراحل عزت أبو عوف، فهل يمكن أن تصفه لنا في كلمات مختصرة؟
الفنان عزت أبو عوف رجل لا يمكن أن يتكرر، كان رجلاً متصالحاً مع نفسه ومتسامحاً إلى أبعد الحدود، ولسانه لم يكن ينطق إلا بالكلمات الطيبة والمجاملات اللطيفة، عملنا سوياً ولم أجد منه إلا كل شيء جميل، وأدعو الله أن يرحمه رحمة واسعة.
تابعوا على tv.sayidaty.net
sayidaty tv
أحمد عز يعلق على لقب «نمبر وان»، ويكشف هل يعيش قصة حب؟