مهما كان الزوجان على توافق وانسجام، ويتشاطران كل أمور حياتهما معاً، ويتخذان القرارات معاً، إلا أنهما قد يواجهان بعض المشاكل، ويقعان في فخ الخلافات بين الحين والآخر، ولعل هذا يعد أمراً طبيعيّاً في الحياة الزوجية، شرط أن يدركا الخطأ، ويسعيا للتوصل إلى حلول تُرضي كل واحد منهما. ولا ضير من الأخذ ببعض نصائح خبراء العلاقات الزوجية ومستشاريها.
واليوم سنعرض للزوجين بعض النصائح التي تجنبهما الوقوع في الاختلاف والخصام فيما يخص الإجازة الصيفية، وكيفية تنسيقها، ووضع خطط لها ترضي كل الأطراف.
كيف يخطط الزوجان للإجازة الصيفية؟
توضح المستشارة الاجتماعية والأسرية وتحسين جودة الحياة «فوز بن عبود» أنّ لدى الزوجين اختيارات متعددة لقضاء إجازة سعيدة وممتعة، فإن لم يكن لديهما أبناء؛ فكل سفر في إجازتهما سيكون بمثابة تجديد لشهر عسل جديد، وضخ أكسجين الحب والألفة والمشاركة، وإحياء علاقتهما، كما يعد السفر فرصة لحصولهما على قليل من الاسترخاء، بعد عام طويل من الجهد والمشقة وتحمل المسؤوليات.
ويكون اختيار وجهة السفر بالمشاركة والاتفاق، ويعتمد اختيارهما لوجهة السفر على عدة معايير، منها: جمال الطقس، وتوفر جميع المقومات السياحية في المكان المقصود، وأنه يناسب نشاطاتهما واهتماماتهما المشتركة.
ولتجنب الوقوع في أي أخطاء أو مشاكل، على الزوجين تحديد موعد السفر، والحجز قبل الرحلة الصيفية بمدة لا تقل عن ستة أشهر، وذلك لتوفر أفضل وأنسب الأسعار.
الاتفاق على نشاطات وبرامج مشتركة
ولأنّ كلا الزوجين يكون لديهما العديد من الأفكار والنشاطات المختلفة في هذه الإجازة، فمن الأفضل أن يضعا جدولاً، ويدوّنا فيه ما يريدان القيام به؛ حتى يتجنبا حدوث أي خلافات أو تصادم.
وتبيّن المستشارة فوز أنّ الزوجين يمكنهما القيام ببعض الرياضات المختلفة، أو المغامرات المثيرة؛ كتسلق الجبال، والغوص في أعماق البحار، أو زيارة بعض الأماكن التاريخية، كما يمكنهما تخصيص وقت للعائلة؛ من خلال إقامة الولائم، ودعوة الأهل والأصحاب، وتلبية الدعوات وحضور المناسبات.
ومن الجميل أن يخصصا وقتاً للقراءة، وتعلم مهارات إدارية، أو حضور دورات لتطوير الذات، أو اكتشاف مواهب كانت دفينة لديهما؛ كالرسم، والتصوير، والكتابة، وغيرها من المواهب.
الإجازة فرصة للتقرب من الأبناء
وتوجّه الأستاذة فوز مجموعة من النصائح للزوجين، إن كان لديهما أبناء، حول طرق التقرب منهم في الإجازة:
1- الاجتماع بهم في أول أيام الإجازة الصيفية، وسؤالهم عن الأمور التي يريدون إنجازها خلال هذا الوقت، وتحفيزهم على كتابة خطة للإنجاز وتحديد مدة تنفيذية.
مثلاً: حفظ أجزاء من القرآن الكريم، أو الاشتراك في الفعاليات الصيفية، أو العمل مع مجموعات التطوع الخيرية.
2- مشاركة الأبوين لأبنائهما في اختيار البلد الذي يرغبون قصده للسياحة، وتكليف الأبناء بجمع معلومات عن هذا البلد، وأهم ما يميزه، ويجب أن يركز الوالدان على الأنشطة الحركية والترفيه؛ لبث السرور في قلوب الأطفال، وتجديد طاقتهم الإبداعية، وتنمية قدراتهم العقلية والبدنية، مما يجعلهم يستعدون لعام دراسي جديد بكامل النشاط والحيوية.
3- يجب أن يحاول الوالدان الجمع بين الترفيه والتعليم بالنسبة للأبناء؛ وذلك من خلال تسجيلهم في نوادٍ صيفية، أو إلحاقهم بمخيمات الكشافة الخارجية بما يناسب أعمارهم، والعمل على اكتشاف مواهبهم وتنميتها، ومن الجميل والممتع عمل مسابقات بين الأبناء في القراءة مثلاً، وجمع معلومات عن البلاد، وعالم النبات والحيوان، أو البحث في معلومات دينية، وبذلك يكون الأهل قد ربطوا التعليم بالترفيه.
طرق حل الأزمات المادية وتجنبها
تؤكد المستشارة الأسرية فوز بن عبود ضرورة وضع الزوجين لخطة مالية قبل السفر، بحيث يطلعان على إمكانياتهما المادية، والمبلغ الذي استطاعا توفيره للإجازة، وعمل دراسة تقديرية، والحجز قبل وقت الإجازة بمدة طويلة، حيث تكون العروض مناسبة للجميع.
كما عليهما تحديد هدفهما من السفر، وبناء عليه يتم اختيار البلد المقصود، ويتجنبان بذلك حدوث أي تصادم أو نزاع.
• نصيحة أخيرة:
نصيحة أخيرة، توجهها فوز بن عبود لكل من يريد السفر في فصل الصيف؛ حيث تنصح الراغبين بالسفر، وتحديداً أولئك الذي يعيشون في دول تشهد درجات حرارة مرتفعة اختيار الدول الواقعة في القسم الجنوبي من الكرة الأرضية، حيث يكون الجو فيها عكس القسم الشمالي، فالوقت لديهم بداية توقيت فصل الشتاء، حيث الأجواء ساحرة والطبيعة خلابة، مثل جنوب أفريقيا مثلاً.