ضمن فعاليّات الدورة الحاليّة لمهرجان قرطاج أحيا الفنّان الشابّ أدهم نابلسي ليلة السبت 20 يوليو حفلاً فنياً ناجحاً من حيث الحضور الجماهيري. ورغم مسيرته القصيرة التي جعلت من اسمه يبدو مجهولاً لدى الكثير من التونسيين وخاصّة لدى عدد من الإعلاميين، نجح الفنّان أدهم النابلسي في تأمين حفل فنّي لا تختلف أجواؤه كثيراً عن حفلات فنّانين عرب أصحاب مسيرة طويلة ورصيد غنائيّ هامّ صعدوا على مسرح قرطاج. ومنذ بداية مهرجان قرطاج في 11 من الشهر الجاري يمكن وصف حفل أدهم النابلسي بأنّه الأكثر نجاحاً من حيث الإقبال الجماهيري وأنّه كان فعلاً أحد مفاجآت الدورة الحاليّة كما توقّع وصرّح بذلك المنظّمون قبل انطلاق المهرجان.
وبعد نهاية الحفل رابض عدد من المعجبات أمام مدخل كواليس المسرح على أمل الظفر بصورة أو توقيع من أدهم نابلسي وتعالت زغاريد بعض النسوة.
جمهور شبابي
أمّا جمهور أدهم نابلسي فكان في قسم كبير منه من الشباب المتابعين له على يوتيوب، ورغم أنّ الإعلام التونسي وصفه «بصاحب الأغنية الوحيدة» في إحالة على أغنيته الأكثر شهرة «هو الحب» فإنّ الجمهور بدا حافظا لكلّ أغانيه وقد شاركه الغناء كعادة جمهور قرطاج في مثل هذه السهرات وهو ما فاجأ ضيف قرطاج الذي خاطب الجمهور قائلاً: «نحبكم برشا... إنتو بتغنو أحسن مني».
صابر الرباعي... الحاضر بالغياب
لم تتجاوز مدّة سهرة الفنّان أدهم نابلسي الساعة والنصف غنّى فيها أشهر أغانيه التي راوح فيها بين الإيقاعي والرومانسي مثل«هو الحب» التي افتتح بها واختتم حفله وسط تفاعل كبير من معجبيه إلى «مشتاق» و«تقبلني» و«شدني واغمرني»» و«كيف بدي انساك وفل»....
كما غنّى أدهم نابلسي «ما وعدتك بنجوم الليل» لوائل كفوري مثلما كان متوقّعاً وهو الذي يشبّه جمهوره صوته بصوت وائل كفوري، وغنّى كذلك أربع أغان لصابر الرباعي وهي «سيدي منصور» ويا عسل يل كلك سحر» و«أنا بين إيديك» و«يهون الليل».
وفي إجابة عن سؤال سيدتي بعد نهاية الحفل عن سرّ اختياره لأغاني صابر الرباعي بهذا الشكل المكثّف قال أدهم نابلسي إنّ صابر الرباعي مدرسة كبيرة في الفنّ ويشرّفه أن يؤدي أغانيه. وغنّى أدهم نابلسي أيضاً للراحل ملحم بركات «على بابي واقف قمرين» وأثبت أنّه صاحب صوت قويّ يمتلك مساحات كبيرة تؤهّله لغناء أكثر من نمط موسيقي، إضافة إلى امتلاكه لكاريزما تشدّ الجمهور العاشق لنوعيّة الموسيقى التي يقدّمها.
حالة ارتباك قبل الحفل
وقبل أيّام من الحفل عقد أدهم نابلسي مؤتمراً صحفياً، لم يدم إلا دقائق قليلة، يبدو أنّه أربك الفنّان الشابّ الذي حاصرته أسئلة الإعلام التونسي حول مدى جاهزيّته وأحقيّته في الصعود على مسرح مثل قرطاج، وهو الحديث العهد بالمجال الفنّي، وحسب المعلومات التي حصلت عليها سيّدتي، يبدو أنّ الفنّان أدهم نابلسي شعر بإحباط كبير بسبب إحساسه بأنّه غير مرغوب فيه في تونس، وهو ما زاد من شعوره بالرهبة قبل اعتلاء المسرح، وقد كانت علامات الخوف بادية عليه ساعة ظهر على المسرح، وفي ردّه على سؤال سيّدتي بخصوص هذه النقطة قال أدهم نابلسي إنّه يتفهّم موقف الإعلام التونسي الذي يريد أن يظلّ مهرجان بلاده مهرجاناً عريقاً له رهبته، وأن ذلك الموقف زاد من شعوره بالخوف لأنّه «فعلاً لقرطاج رهبة كبيرة» على حدّ تعبيره.
واعتبر أدهم نابلسي حفله بقرطاج حفلاً ناجحاً سيشكّل نقطة مضيئة في مسيرته، أمّا بخصوص مقارنة نجاحه على قرطاج بنجاح الفنّان ناصيف زيتون، وهو الذي يتشابه معه في المسيرة، وسبق له أن صعد على قرطاج في ظروف مشابهة (رصيد غير كبير من الأغاني) قال أدهم نابلسي لسيدتي: «هو فنّان ناجح أكيد أنا لا أحسد أحداً على نجاحه وأتمنّى له كلّ التوفيق». وعلى صفحات الفايسبوك اختلفت ردود فعل المتابعين للحفل بين مشيد وناقد، وفي حين اعتبر البعض أنّ الفنان الشابّ استطاع تأثيث حفل ناجح، اعتبر البعض الآخر أنّه كان من المبكّر دعوته للمشاركة في قرطاج، وهو غير القادر على تأمين حفل كامل من أغانيه الخاصّة.