دائماً ما نبحث عن أمور غرائبية مثل أكبر محيط، أو بحر، أو بحيرة، أو جزيرة. ولكن هل خطر لكم أن تعرفوا ما هو أكبر «خليج» في العالم؟. ربما قلائل من فكروا بهذا الأمر، إلا أنه دون أدنى شك موضوع مثير للاهتمام، خاصة عندما نعرف بعض أسراره. ورغم أن كوكبنا الأرضي الأزرق مليء بالخِلجان المنتشرة في كل أرجائه، لكن واحداً منها فقط يعتبر لافتاً ومثيراً للاهتمام بكل هذا القدر. إنه خليج «البنغال»، أكبر خليج في العالم على الإطلاق، والذي يحمل فوق مياهه العديد من الأسرار غير المكتشفة.
ما هو الخليج..؟!
الخليج –وجمعها خِلجان- هو عبارة عن مسطحات مائية كبيرة، مفتوحة من جهة واحدة فقط على المحيط أو البحر، وعلى الجهات الثلاثة المتبقية محاطة باليابسة. تشكل معظمها في الفترات الأخيرة لـ«العصر الجليدي» قبل ما يقارب الـ20 ألف عام. وبعضها قبل ذلك بملايين السنين، وذلك جراء عدد من عمليات التصدع الهابط للقشرة الأرضية، التي أدت بدورها إلى انخفاض أجزاء من الخط الساحلي إلى ما تحت مستوى سطح البحر.
البنغال.. الخليج الأكبر على كوكبنا
ووفقاً للعديد من المصادر العلمية المختلفة، فإن خليج «البنغال»، يعتبر الخليج الأكبر في العالم، وذلك بمساحة تقدر بمليونين و173 ألف كيلومتراً مربعاً، وبعمق يبلغ قرابة الـ2600 متر، ويقدر العلماء أن أكبر عمق له يصل حتى 4 آلاف و694 متراً حتى قاعه، أما عرضه فيصل لما يقارب الـ1600 كيلومتر. وكان قد تشكل قبل ملايين السنوات إثر حركة الصفائح التكتونية، التي حدثت خلال تحطّم «شبة القارة الهنديّة».
خليج «البنغال»، يعتبر بمثابة امتداد لشمال المحيط الهندي؛ حيث يقع بين كل من الهند وسيريلانكا من جهة الغرب، وبنغلادش من جهة الشمال، وبورما والجزء الشمالي من شبه جزيرة الـ«ملايو» شرقاً. ولأن هذه المنطقة تعرف بأنها صفائحها التكتونية لا تزال نشطة للغاية حتى يومنا هذا، فهي تتعرض للكثير من الزلازل، وموجات الـ«تسونامي» التي تحدث تحت الماء بين فترة وأخرى.
أكثر قبائل العالم بدائية و«انعزالاً»
قبيلة الـ«سينتينليس»..
ووفقاً لتقرير نشره موقع «عرب 48»، فإنه في شرق خليج «البنغال»، توجد مجموعة جزر «أندمان» و«نيكوبار» الشهيرة، ومن الغرب من جزر «أندمان» تحديداً، توجد أكثر قبيلة معزولة وبدائية في العالم، يعيشون طوال حياتهم على جزيرة «سينتينليس». وتُنسب هذه القبيلة للجزيرة نفسها، فيسمون «شعب السينتينليس»، والذين منذ مئات السنين وربما الآلاف أيضاً –لا يزال العلماء غير متأكدين لعدم قدرتهم على دراسة هذا الشعب- لم يكن لهم أي اتصال مع العالم الخارجي، سوى مرتين فقط. الأولى خلال القرن التاسع عشر، عندما حاول حاكم الهند البريطاني القيام بذلك، وفشل.
ظلت القبيلة عدائية تجاه الأشخاص الآخرين ممن هم ليسوا منهم، وترفض أي اتصال خارجي حتى جاءت المحاولة الرسمية الثانية خلال العام 1996 من القرن العشرين الماضي، وكانت هذه المحاولة أيضاً قد باءت بالفشل، وكان أفراد قبيلة الـ«سينتينليس»، يلقون السهام والرماح على أي شخص يحاول الاقتراب من جزيرتهم. وحتى يومنا هذا لا يزالون يعيشون على الصيد، ولا يعرفون الزراعة أو أي تطور آخر بعد ذلك، ورغم أنه لا معلومات واضحة بشأنهم، إلا أن عددهم يقدر بـ250 شخصاً.
قبيلة الـ«جاراواز»..
أيضاً في خليج «البنغال»، وفي إحدى جزر الـ«أندامان»، توجد قبيلة أخرى تعد من بين الأكثر انعزالاً وبدائية في العالم. إنهم قبيلة الـ«جاراواز»، التي يعيش أفرادها على الصيد فقط، رافضين أي اتصال خارجي مع العالم. واستمر هذا الحال على ما هو عليه، حتى العام 1998، عندما بدأ أفراد هذه القبيلة البدائية، بالتواصل مع أشخاص آخرين خارج جزيرتهم، وبدأوا يخرجون من الجزيرة إلى أماكن أخرى. وبسبب انتشار وازدياد البقع السكانية قريباً من جزيرتهم، بدأ تواصلهم يزداد أيضاً.
هذا التواصل، لم يجلب الخير على الإطلاق؛ إذ إنهم أصيبوا بالعديد من الأمراض مثل الحصبة، جراء عدم اعتياد أجسادهم على هذه المشاكل الصحية. ورغم أن تواصلهم مع الآخرين قلّ كثيراً، إلا أن الحكومة الهندية لا تزال تشجعهم على تكييف أنفسهم مع نمط الحياة الحديث، وتلقي الرعاية الصحية اللازمة، ويقدر عدد أفراد قبيلة الـ«جاراواز» بالوقت الحالي قرابة الـ 400 شخص.