يوماً بعد يوم، وعاماً بعد عام، تتجه الدول والمجتمعات والأفراد، إلى إدراك حقيقة ظلت غائبة عن عقول البشر منذ قرون طويلة، وهي بأن الحيوانات على اختلافها ليست مجرد «أشـيـاء»، بل هي أرواح تحس وتتألم وتحزن وتفرح أيضاً. ومع مرور الوقت تتغير القوانين التي تتعلق بحماية الحيوانات ورعايتها، لاسيما تلك الأليفة التي تعيش معنا في بيوتنا. وآخرها القانون الذي أعلنت ولاية «نيويورك» الأمريكية خلال الأيام القليلة الماضية، بأنها عملت على تبنيه رسمياً.
ووفقاً ما نشره موقع «سكاي نيوز»، فقد أعلنت السلطات في «نيويورك»، عن تبنيها رسمياً لأحد القوانين التي تخص القطط الأليفة، بشأن ممارسة لطالما أثارت جدلاً واسعاً بمختلف دول العالم. وهي القيام بـ«قصّ وإزالة مخالب القطط». وذلك باعتبارها ممارسة غير إنسانية و«مؤلمة» لهذه المخلوقات الظريفة صديقة الإنسان. ورغم أن عدداً من الدول حظرت هذه الممارسة، إلا أنها لا تزال منتشرة بين الناس ومربي الحيوانات الأليفة.
وخلال العام 1987، كان 24 بلداً أوروبياً قد صادق على معاهدة الحقوق الأوروبية لحماية الحيوانات المنزلية، والتي اتفق عليها وأصدرها المجلس الأوروبي، والذي منع خلالها عدداً من الأشياء التي نقوم بها بحق الحيوانات، والتي تعتبر موجعة وغير إنسانية، مثل «انتزاع مخالبها أو أسنانها»، بقصد التخفيف من أذيتها لنا في حالات معينة.
وفي تصريح أدلى به «أندرو كوومو»، حاكم ولاية «نيويورك» لوسائل الإعلام الأمريكية، أشار خلاله إلى أنه صادق يوم الإثنين الماضي 22 تموز/يوليو، على القانون الذي كان قد أقره برلمان المدينة خلال الشهر الماضي يونيو، والذي يفيد بأن عملية نزع مخالب القطط الأليفة، تعتبر عملية «وحشية ومؤلمة»، وأنها أصبحت غير قانونية الآن، وأوضح أن هذه الممارسة من الممكن أن تتسبب بالعديد من المشاكل الجسدية للقطط، وحتى أنها قد تؤثر على سلوكياتها عموماً وتجعلها غير قادرة على الدفاع عن نفسها، في حال واجهت أي خطر داخل أو خارج المنزل.
ونقلاً عن وكالة «فرانس برس» الإخبارية الفرنسية، فقد تابع «كوومو» قائلاً: «أنه من خلال هذا القرار، تصبح ولاية نيويورك أول ولاية أمريكية تتبنى وتقر هذا القانون، وعليه، فنحن بمنع هذه الممارسات سوف نمنع تعرض الحيوانات الأليفة للعمليات الوحشية وغير الإنسانية، والتي هي بالأصل ليست ضرورية لها». وأردف حاكم الولاية بأن القانون الجديد سوف يسمح بهذه العملية، فقط في حال كان هنالك «ضرورة صحية»، وأن بقاء المخالب قد يشكل خطراً على حياة القطط.
المدافعون عن هذه الممارسة، والذين يرون أن إزالة مخالب القطط أمر ضروري، عارضوا هذا القانون منذ لحظاته الأولى، بحجة أن فعل ذلك قد يُجنب هذه الحيوانات الأليفة، تخلي أصحابها عنها أو تعرضها إلى القتل الرحيم، لأنه لن تكون قادرة على «خدش» أصحابها. ومن جانبها، عارضت جمعية الأطباء البيطريين في نيويورك هذا النصّ أيضاً، وأعتبرت أن نزع المخالب قد يكون مبرراً في بعض الحالات.
أما بالنسبة إلى المؤيدين لهذا القانون الجديد، ومن بينهم جمعية «بيتا» الناشطة في مجالات الرفق بالحيوانات والحفاظ على حقوقها. فقد رحبت بهذا القرار، حتى أنها غردت عبر صفحتها الرسمية على موقع «تويتر» قائلة: «لقد انتصرنا».