هل سبق لك وأن سمعت بـ«مصباح كهربائي» دخل التاريخ...؟ ، تخيل عزيزي القارئ أن هذا الأمر ليس مزحة، فهناك في الضفة الغربية للعالم، وتحديداً في مدينة «ليفرمور» في ولاية «كاليفورنيا» الأمريكية، يوجد مصباح لا يزال مشتعلاً منذ 118 عاماً حتى الآن. ليكون أكثر مصباح ظل يعمل فترة متواصلة في التاريخ. وأصبح أيضاً «فـخـر» المدينة ورمزاً مهماً وبارزاً فيها.
المرة الأولى التي تم إشعاله فيها..
منذ أن تم إشعاله للمرة الأولى خلال العام 1901، لا يزال مصابح مدينة «ليفرمور»؛ مُشتعلاً حتى الآن على مدار 24 ساعة في اليوم طوال الـ118 عاماً الماضية. باستنثاء إطفائه لـ22 دقيقة فقط خلال نقله بالعام 1976 من مكان إلى مكان آخر، عندما غيرت محطة الإطفاء مقرها. وخلال السنوات القليلة الماضية، أطل عليه لقب «المصباح المئوي».
ونقلاً عن موقع «إيه تي آي ati» الأمريكي، كانت شركة «شيبلي» الكهربائية، هي من صنعت هذا المصباح الفريد في مدينة «شيبلي» في ولاية «أوهايو» الأمريكية، وكان ذلك في العقد الأخير من القرن التاسع عشر. واشتراه رجل يُدعى «دينيس برنال»، مالك شركة «ليفرمور للطاقة والمياه»، وتم نقله حينها إلى مدينة «ليفرمور» خلال العام 1901؛ حيث تم استخدامه للمرة الأولى وتشغيله هناك في ذلك الوقت. إلا أن «برنال» كان قد باع شركته خلال العام نفسه، وتحول مقرها إلى محطة إطفاء. ومن بين الأشياء التي ظلت بالمكان القديم –بطبيعة الحال- هذا المصباح.
رحلات عديدة حتى وصل لمكانه الأخير..
عندما باع «دينيس برنال» شركته قبل أن تتحول إلى محطة للإطفاء، تغير اسم المكان الذي هو فيه، ومر بمحطات عديدة، إذ كان في غرفة عربات الخراطيم في محطة الإطفاء، ثم إلى مستودع لإدارة الحرائق، وبعدها إلى دار بلدية المدينة قبل أن يصبح في مقره الأخير والموجود فيه الآن، وهو في «محطة الإطفاء رقم 6» في المدينة الأمريكية. ومنذ ذلك الوقت وحتى يومنا هذا لا يزال هذا المصباح مشتعلاً دون أن ينطفئ على الإطلاق طوال الأيام والأسابيع والأشهر والسنوات.
وكونه تحول إلى «مصباح تاريخي»، أصبح علامة مميزة ومَعلَماً محلياً بارزاً في مدينة «ليفرمور». رغم أن قوته خفتت وقلت من 30 واط كما كانت عليها في بداية تشغيله أول القرن العشرين الماضي، إلى 4 واط فقط. وربما يكون هذا أمراً طبيعياً بعد أكثر من مليون ساعة من الاستخدام.
عن هذا المصباح المئوي..
- دخل موسوعة «غينيس» بلقب المصباح ذو مدة التشغيل الأطول في التاريخ عام 1972.
- لم يتمكن أحد من معرفة سرّ تصميمه؛ لأن كل من اطلع عليه فعل ذلك وهو مضاء؛ حتى لا يقوم بتخريبه وإطفائه.
- بعشرينات القرن الماضي اجتمعت كبرى شركات الكهرباء وحددت عمر المصابيح بـ1000 ساعة فقط حتى تحافظ على استمرارية عملها ولا تتلقى خسائر مالية.