مع اقتراب موسم الحج وتوافد الحجاج على بيت الله الحرام، خطفت الأنظار صورة حاج تونسي بإعجاب مواقع التواصل الاجتماعي، إذ كان ذلك الحاج يذرف دموع الفرح، بعد أن أنهى إجراءات سفره في مطار قرطاج الدولي، قبل أن يتوجه إلى الديار المقدسة دون الحاجة إلى أي إجراءات روتينية في مطار الملك عبد العزيز بجدة.
و«طريق مكة» هي مبادرة أطلقت بشكل جزئي وتجريبي قبل عامين، ضمن خطة طموحة تهدف إلى الارتقاء بالخدمات المقدمة إلى الحجيج، وصولاً إلى ما يُعرف بالحج الذكي.
وتشمل المبادرة إصدار التأشيرات، وإنهاء إجراءات الجوازات والجمارك، والتحقق من توفر الاشتراطات الصحية، وترميز وفرز الأمتعة وفق ترتيبات النقل والسكن بالمملكة، الأمر الذي سيمكن الحجاج المستفيدين من تجاوز تلك الإجراءات عند وصولهم إلى المملكة، ويتيح لهم فرصة الانتقال مباشرة إلى الحافلات التي تكون بانتظارهم؛ لتقلهم إلى أماكن إقامتهم بمكة المكرمة والمدينة المنورة، فيما تتولى الجهات الخدمية استلام أمتعة الحجاج المستفيدين من المبادرة، وتسليمها لهم في مكان إقامتهم بسلامة وإتقان.
وتعد تونس أول دولة عربية تطبق فيها هذه المبادرة، بعد أن جرى تطبيقها في دول إسلامية أخرى، مثل ماليزيا وإندونيسيا.
وحول مبادرة «طريق مكة»، وتنفيذها لأول مرة في تونس هذا العام، ثمّن عدد من الحجاج التونسيين هذه المبادرة القيمة، رافعين أسمى عبارات الشكر والامتنان للملك سلمان بن عبد العزيز وولي العهد الأمير محمد بن سلمان على هذه المبادرة الثمينة التي استفاد منها الحجاج التونسيون ولمسوا دورها الكبير.
وقال الحاج منذر العوني، في لقاء مع وكالة الأنباء السعودية: «إن من أكثر الأعباء التي تشغل بال الحاج في تونس، وخاصة المتقدمين في السن منهم، هي طول الإجراءات المعتمدة في التنقل وشحن الأمتعة وإتمام إجراءات الدخول إلى الأراضي المقدسة، إلى جانب الإجراءات الواجب إتمامها في المملكة العربية السعودية مع العديد من الوافدين إلى المملكة في موسم الحج».