هو بعمر الـ8 أعوام، لكنه يعيش بجسد رضيع لم يتجاوز عمره العام الواحد، وفي الوقت الذي يبلغ وزن الطفل الطبيعي بهذا العمر قرابة الـ23 كيلوغراماً، لا يتعدى وزنه الـ12 كيلوغراماً فقط، هذا جزء صغير من حكاية طفل أمريكي مصاب بمرض نادر، يجعله «يـمـوت» كل يوم، ولا يكبر على الإطلاق.. إليكم تالياً حكاية المقاتل الصغير المحب للحياة رغم كل شيء، الطفل الأمريكي «ديلان مايرز».
وسائل إعلام عديدة، نقلت عن صحيفة الـ«ديلي ميل» البريطانية قصة «ديلان»، الطفل الأمريكي الذي يعيش في ولاية «آيوا» الواقعة في الغرب الأوسط للولايات المتحدة الأمريكية، والمصاب بمرض نادر للغاية، لم يستطع الأطباء أنفسهم أن يعرفوا اسماً لهذا المرض؛ حيث إن الطفل الصغير ذا الـ8 أعوام، لا يكبر أبداً جسدياً أو عقلياً، وهو.. يموت كل يوم.
عمره 8 أعوام وجسده بعمر عام واحد
وتابعت الصحيفة البريطانية، أنه على الرغم من أن عمر «ديلان» 8 أعوام، إلا أنه يعيش في جسد طفل رضيع بعمر عام واحد فقط، وهو لا يكبر أو ينمو أبداً، إذ أن وزنه لا يتجاوز الـ 12 كيلوغراماً، رغم أن الوزن الطبيعي لطفل بعمره يقارب عادة الـ23 كيلوغراماً، أما طوله فلا يتعدى 89 سنتميتراً فقط، أقل بكثير من الأطفال في عمره؛ فهو لا ينمو سوى ميلليمتر واحد فقط كل عام.
«ديلان» لا يعيش فقط بجسد لا يُناسب عمره الحقيقي؛ بل ويعيش أيضاً بعقل أصغر كثيراً من العمر الافتراضي لعقله؛ حيث إنه لا يستطيع أن ينطق إلا كلمات قليلة فقط، من بينها «ماما وبابا» واسم شقيقته الكُبرى، وعلى الرغم من كل ذلك، لايزال هذا الطفل المناضل، يقاتل مرضه كل يوم، ويستيقظ مُبتسماً ليخفف عن عائلته وجع الحياة غير الطبيعية التي يعيشها.
«ديلان» يـمـوت كل يوم
من الأمور الغريبة في حالة الطفل الأمريكي الصحية هذه، أنه يموت في كل يوم، ويعود ليحيا مرة أخرى بين ذراعي والديه؛ إذ أنه يتعرض لنوبات تتسبب بانقطاع النفس عنه لمدة قد تزيد أحياناً عن الـ30 ثانية متواصلة، ولا تنتهي هذه النوبات اليومية إلا بعملية إنعاش، تحوّل قلق وخطر هذا الأمر إلى حالة روتينية بالنسبة لعائلة «ديلان».
وفي حديث لـ«دانييل مايرز»، والدة الطفل «ديلان»، البالغة من العمر 41 عاماً، لوسائل الإعلام الأمريكية، قالت إنها وزوجها «ريتشارد» والد الطفل، أدركا حجم المشكلة الصحية التي يعانيها طفلهما عندما كان لايزال في رحمها؛ حيث إن تصوير الـ«سونار»، أظهر لهما أن قلب «ديلان» موجود على الجهة المعاكسة، جهة اليمين، وعلى الرغم من أن الأطباء أخبروهما بأنه قد لا يعيش ليصل عامه الأول، لكن «ديلان» خالف كل هذه التوقعات وعاش لعمر الثامنة، وعلى الرغم أيضاً من أنه منذ أن بلغ عامه الخامس، لم ينمُ سوى أقل من سنتيمتر ونصف فقط، لكنها و«ريتشارد» يسميانه «الطفل المعجزة».
وتابعت «دانييل»، بأن حالة طفلها تطورت قليلاً في الفترات الأخيرة؛ إذ أنه الآن يستطيع «الحـبـو»؛ أي الزحف من مكان لآخر، وقالت: «لقد أنجبت ديلان من خلال ولادة قيصرية في الأسبوع السادس والثلاثين من الحمل، لكنه كان يبكي طوال الوقت ولا يأكل جيداً، ولقد مررنا بأوقات عصيبة وصادمة عندما أصابته أول نوبة انقطاع نفَس عندما كان بعمر الـ8 أسابيع؛ حيث إنه بعد ذلك أصيب بمشاكل في الأذن والتهابات في الحلق، وما لا يعرفه الكثيرون، أن ديلان منذ ذلك الوقت يموت كل يوم بين ذراعيّ».
وأوضحت «دانييل» أنهم منذ ولادة «ديلان» وحتى هذا اليوم، أجروا له أكثر من 50 عميلة جراحية مختلفة، وعليه أن يتناول 22 علاجاً مختلفاً بشكل يومي، إلى جانب حُقن العلاج الكيميائي، التي عليه أخذها بشكل منتظم، بالإضافة إلى المنشطات، وذلك لأنه لا يوجد حتى الآن تشخيص واضح لحالته، وأشارت إلى أن الأطباء كانوا قد شخصوه بـ21 مرضاً مختلفاً، ولم يتمكنوا من تسمية أي واحد منها، وأضافت أيضاً: «بكل صدق، نحن نبحث عن أية عائلة في العالم لديها طفل مصاب بحالة شبيهة بحالة طفلنا ديلان، نود التواصل مع هذه العائلات وتبادل قصصنا المشتركة».