تداول ناشطون في منصات التواصل الاجتماعي صورتين للفتاتين داريا وأولغا مع الدكتور عبدالله الربيعة بعد 15 عاماً من إجرائه عملية فصل التوأم السيامي البولندي "في 2005"، بأمر من الملك عبدالله بن عبدالعزيز، يرحمه الله.
ويظهر الدكتور الربيعة في الصورة الأولى يحمل التوأم على يديه بعد إجرائه العملية، وفي الثانية الفتاتان تقفان إلى جانبه بعد أن بلغتا من العمر 15 عاماً، وتبدوان في صحة جيدة.
وقد التقطت داريا وأولغا الصورتين مع الدكتور الربيعة في العاصمة البولندية خلال مشاركته في مؤتمر إنساني دولي.
وتعود قصة التوأم السيامي، من مدينة يانيكوفو البولندية، إلى العام 2005 حينما تحمَّل الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز تكاليف عملية فصلهما، وكانت الفحوصات الأولية التي أجراها الفريق الطبي قد كشفت اشتراك التوأم بالعمود الفقري، والحوض، والقولون، وفتحة الشرج، والجهاز البولي.
ويُعد ترتيب العملية التي أجريت للتوأم البولندي التاسعة في جدول عمليات التوائم السيامية التي أجراها الدكتور الربيعة في السعودية منذ عام 1990 حينما أجرى أولى عمليات الفصل، فبعد نجاحها، توالت عمليات فصل التوائم السيامية في السعودية.
وكانت الفتاتان تبلغان من العمر عاماً ونصف العام عندما توجَّهتا إلى الرياض برفقة والدتهما، وطبيبة بولندية مرافقة لإجراء عملية الفصل المعقدة التي تكللت بالنجاح.
ولقيت العملية تغطية إعلامية كبيرة على مستوى العالم، وتم بثها على الهواء مباشرة على التلفزيون السعودي.
وعام 2007، خلال زيارة الملك عبدالله، يرحمه الله، بولندا، التقت داريا وأولغا برفقة والدتهما الملك الراحل، وقامتا بتسليمه وسام الابتسامة، عرفاناً بأعماله الإنسانية.
جدير بالذكر، أن السعودية تعد الأولى عالمياً في إجراء عمليات من هذا النوع، والدكتور عبدالله الربيعة متخصص في حالات التصاق التوائم، حيث أشرف على حالة 79 توأماً ملتصقاً من 17 دولة، وأجرى بنجاح 37 عملية فصل معقدة لتوائم سيامية، ثلاثة منهم توائم طفيلية، وكانت هناك محاولة للفصل، أما البقية فكانت توائم سيامية كاملة، وفيما يخص بقية الحالات لم تكن قابلة للفصل من الناحيتين الطبية والإنسانية.
وألَّف الدكتور الربيعة أربعة كتب، تتعلق بالتوائم السيامية، وطب جراحة الأطفال، كما ألَّف وشارك في نشر أكثر من 72 بحثاً وورقة عمل في مجلات علمية مختصة ومحكَّمة.
يقول الربيعة في كتابه "تجربتي مع التوائم السيامية": "هذه الجراحات أُتِيحَت للمرضى من مختلف دول العالم، عربية كانت، أو إسلامية، أو غربية، بناءً على توجيهات الملك عبد الله، وكانت هذه أول خطوة في توسيع نطاق الخبرة ونشرها على المستوى العالمي".