عندما نذكر مكة والمدينة فإن أول ما يتبادر إلى أذهاننا العمرة والحج، فمكة تعيش هذه الفريضة منذ الأزل وعلى مر العصور وكان لأهلها عادات وتقاليد بعضها مازال يُمارس حتى يومنا هذا.
"سيدتي" تسلط الضوء على أبرز عادات "الجدات" في موسم الحج بمكة المكرمة والمدينة المنورة:
الخُليف والقيس
"القيس" وهي عادة أشتهرت بها نساء مكة المكرمة قديماً وكُن يُمارِسنها في يوم عرفة، وفيها كانت تتولى كل سيدة مهمة حاكم مكة المكرمة، وبعضَهُن يُكلفن بمهمات الضبط وشيوخ الحارات، ومن ثمّ يخرجن بعد منتصف ليلة عرفة على إيقاع الدفوف للتغني بمواويل حجازية تعبر عن فرحة قدوم العيد، ويسِرن في أزقة مكة لحراستها من اللصوص، حاملات في أيديهن سلاح "الشوبة" وهي عصا سميكة وطويلة يرهبن بها من يعترض طريقهن.
ويرجع السبب في شيوع هذه العادة أنه وفي يوم عرفة كان يخرج جميع الرجال من مكة إما للحج أو لخدمة الحجيج، فتصبح مكة صباح يوم عرفة خالية من الرجال، إلاّ المتخلفون عن الحج وهم من يطلق عليهم لقب "الخليف".
يا قيسنا يا قيس
ولا يسلم الرجل "المتخلف" عن الحج من لسان نساء مكة حيث كن يرددن بعض الأهازيج يقلن فيها: "ياقيسنا ياقيس، الناس حجوا، وأنت قاعد ليش؟ الليلة نفرة، قوم أذبحلك تيس، قوم روح لبيتك.. قوم أخبز عيش".
واليوم أصبحت تقتصر هذه العادة على توزيع الملابس والمساعدات للفقراء.
السرارة
وتكون فقط لمن بلغ الحُلم من الصبيان أو من البنات، حيث كانوا يحتفلون بالفتاة التي تذهب للحج للمرة الأولى، فتتزين الفتاة وتلبس حجابها الأبيض، أما الصبي فيرتدي الإحرام الأبيض، ثم يركب على حصان مسرّج وتدق أمامهم الطبول احتفالاً بذهابهم لأهم رحلة في العمر وهي رحلة الحج وقد أنفرد أهل المدينة المنورة بهذه العادة.
أما اليوم فقد اقتصرت زفة الفتاة أو الصبي داخل المنزل بين الأهل والأصدقاء ولم يصبح من المهم أن يذهب الصبي أو الفتاة في السنة الأولى من البلوغ.
النثيرة
وهي من العادات المعروفة بمدينة جدة في الحج منذ القدم، كما تُعرف لدى سكان مدينة جدة بالإضافة إلى مكة المكرمة والطائف والمدينة المنورة، وتتمثل في استقبال الحجاج العائدين إلى منازلهم برش "النثيرة" عليهم احتفالاً بقدومهم مع ترديد الأناشيد والزغاريد. وتتكون "النثيرة" من الحمص والملبس، والحلوى، الحمص السوداني بالإضافة إلى الخروم، والحلوى الملونة وذات النكهات المختلفة والتي يتم خلطها ووضعها في إناء تمهيداً لاستقبال الحجاج.