انشغلت الصحافة العالمية والعربية بخبر إلغاء حفل "مشروع ليلى" في مهرجانات بيبلوس في لبنان، بعد اتهامه بالإساءة لرموز دينية.
وكان الحفل مقرراً لليلة التاسع من أغسطس، إلا أنّ دعوات شعبية غاضبة، دفعت اللجنة إلى اتخاذ قرارها بإلغاء الحفل، تجنباً لما قد يحصل من عنف في الشارع في حال أصرّ أعضاء الفريق على القدوم إلى المهرجان.
إلغاء الحفل أثار جدلاً بين مرحّب، وبين من اعتبر أنّ الأمر يعتبر تعدياً على الحريات العامة، في حين تساءلت الصحافة العالمية عن وضع الحريات في لبنان، ورأت في إلغاء الحفل صفعة في وجه حريّة التعبير وقمعاً للفن.
فيديو.. كواليس تصوير أغنية "آه يا حنان" لمصطفى حجاج
-منع أغنية محمد اسكندر
ليست المرّة الأولى التي يمنع فيها عمل فنّي لأسباب رقابية، إذ بنتيجة الدعوى المقامة من مصرف الإسكان ضدّ الفنان محمد اسكندر وابنه فارس اسكندر، صدر قرار عن قاضي الأمور المستعجلة في بيروت الرئيسة هالة نجا، قضى بإلزام الفنان ونجله بحذف عبارة "مصرف الإسكان" من الفيديو كليب العائد لأغنية "من أين لك هذا" أينما وجدت فيه.
وتضمن القرار أيضاً وقف بث الأغنية على جميع وسائل الإعلام المرئية وشاشات التلفزة ومواقع التواصل قبل إجراء الحذف ولحين إجرائه، وذلك خلال مهلة أربعة وعشرين ساعة من تاريخ تبلغهما القرار الراهن تحت طائلة غرامة إكراهية قدرها خمسة ملايين ليرة لبنانية عن كل يوم تأخير في التنفيذ.
وكان مكتب مكافحة جرائم المعلوماتية وحماية الملكية الفكرية استمع الى إفادتي المطرب محمد إسكندر ونجله الملحن والشاعر فارس إسكندر، بناء لإشارة النائب العام الإستئنافي في جبل لبنان القاضية غادة عون، في دعوى مقامة ضدهما من مصرف الإسكان بجرم القدح والذم، بواسطة محامي المصرف مالك ارسلان.
مكتبة الإسكندرية تكرم عدداً من كبار الفنانين المصريين
وقد رفع فارس كاتب الأغنية الصوت، معتبراً أن الأغنية وضعت اليد على الجرح في بلد يعاني من الفساد وهدر الأموال، إلا أنّ القرار الملزم، دفعه إلى الالتزام بحجب الأغنية لحين حذف العبارة موضع الخلاف منها.
منع أغنية اسكندر، أعاد إلى الذاكرة منع فيديو كليب "ليش مغرب" للفنانة نجوى كرم، الذي صوّرته تحت إدارة المخرج سعيد الماروق قبل سنوات، وانتقدت فيه الوضع الاقتصادي في البلد الذي دفع بالشباب إلى الهجرة، واعتبرت الرقابة أن الكليب مسيء للدولة اللبنانية، ما دفع بالمخرج إلى إعادة منتجته وحذف بعض المشاهد منه.
مرّة وحيدة حاز منع أغنية على إجماع اللبنانيين، حيث منعت الرقابة بث أغنية "غول" التي جمعت عارضة الأزياء ميريام كلينك بالمطرب جاد خليفة لأسباب أخلاقية، تمثلت بكلمات الأغنية السوقية، وبمشاهد العري وباستخدام طفل في الأغنية بصورة غير لائقة، ووضعت الرقابة غرامة كبيرة على أي وسيلة إعلاميّة تقوم ببث الأغنية.
-السينما تخسر أمام مقصّ الرقيب
أفلام كثيرة عرضت عالمياً ومنعت في لبنان، غالباً لأسباب سياسيّة أو دينية، وغالباً كان يواجه المنع باعتراض النقاد والفنانين والمثقفين، وبترحيب شعبي خصوصاً عندما يمسّ الجانب الديني.
فقد منع فيلم (The Nun) الشهير في لبنان لأنّه "يمس بالشعائر الكنسية وخصوصيتها".
وأصدر يومها وزير الداخلية نهاد المشنوق قراراه بمنع عرض الفيلم في صالات العرض اللبنانية، إضافة إلى فيلمين آخرين: "Climax" الفائز بجائزة "أسبوعي المخرجين" في مهرجان كانّ للمخرج الفرنسي الأرجنتيني غاسبار نويه لما يحويه من مشاهد "تجمع بين تعاطي المخدرات والعلاقات غير السوية، بالاضافة إلى تشجيعه على المثلية الجنسية". ، والثاني الفيلم اللبناني القصير "Nocturnal Deconstruction" (طلعت الشمس) للمخرجة لورا العَلم لـ"تشجيعه على المثلية الجنسية".
المخرجة احتجت على منع الفيلم والأسباب التي سيقت لتبرير المنع، مؤكّدة أنّه "يتناول قصة فتاة تمرّ بحالة نفسية معينة فتلجأ إلى حبة دواء تدفعها إلى حبّ نفسها، لترى في مخيّلتها فتاة نسخة عنها وتقع في غرامها".
وكانت الرقابة اللبنانية قد منعت عرض فيلمي "ذي بوست" للمخرج الأمريكي ستيفن سبيليبرغ و"جنغل" للمخرج الأسترالي غريغ ماكلين، على خلفية دعوات حملة مقاطعة إسرائيل.
وتعود أسباب منع الفيلم الأول من العرض إلى أن مخرجه ستيفن سبيلبرغ، تبرع لإسرائيل بمبلغ مليون دولار أثناء حرب العام 2006 مع لبنان وهو "مدرج على اللائحة السوداء لمقاطعة إسرائيل التي يعدها مكتب المقاطعة التابع لجامعة الدول العربية ويلتزم بها لبنان".
أما فيلم "جنغل" فمنع بعد عرضه أسبوعين في الصالات اللبنانية، بعدما أصدرت "حملة مقاطعة داعمي إسرائيل في لبنان" بياناً طالبت فيه بمقاطعة "جنغل" لأنه "يتحدث عن رحالة إسرائيلي، ويستند إلى كتاب لمؤلف إسرائيلي، هو يوسي غينسبيرغ.
مقص الرقيب غالباً لا يحظى بتأييد الطبقات المثقّفة، التي تندّد بالمنع، خصوصاً أن الكثير من الأعمال التي منعت، تبيّن لاحقاً أنّ أسباب منعها اعتباطيّة.
ويبقى السؤال، في عصر الأنترنت المفتوح على مصراعيه هل يجدي المنع أم أنّه مجرّد تسجيل موقف؟
شاهدوا أيضاً:صالح الجسمي: كنت واثقاً من البراءة .. وادعاءات مريم حسين باطلة!