في كثير من مجتمعات العالم، يوجد ما يسميه علماء النفس بـ«القمع الذهني» ضد المرأة، وهو قمع يمارسه الرجل عليها لغايات كثيرة، منها إظهار تفوقه عليها والتحكم بها، وجعلها تشعر بالضعف؛ لكي تلجأ إليه طالبة مساعدته، وفي هذه الحالة يظهر عضلاته؛ لكي يتفلسف عليها، ويظهر نفسه بأنه قادر على مواجهة كل شيء كرجل، وبأن المرأة تبقى دائمًا وأبدًا تتطلع لقوة الرجل وشجاعته وحنكته وذكائه؛ لكي تستطيع البقاء على قيد الحياة. هذا كان موجودًا بقوة في الماضي، ولكنه ضعف في وقتنا الحاضر.
الصراع بين الجنسين
قالت دراسة لمركز «كاريوكا» البرازيلي، للدراسات الاجتماعية والنفسية والإنسانية في مدينة «ريو دي جانيرو»، إن القمع الذهني ضد المرأة على يد الرجل، والعكس، هو نتاج صراع أبدي بين الجنسين؛ لإظهار من هو الأقوى في الحياة، ومن الذي يملك دورًا أكبر وأكثر حيوية في كل الشؤون، كما أنه ناجم عن عدم اعتراف كل جنس بمؤهلات وقدرات الجنس الآخر، فيأتي القمع الذهني كوسيلة لانتزاع هذا الاعتراف. وإذا أردنا حقيقة أخرى؛ فيمكن القول إن الرجل أيضًا يمكن أن يكون عرضة للقمع الذهني على يد المرأة. ولكن المرأة تعتبر الضحية الأكبر في هذا الأمر.
القمع الذهني ممارسة خفية
إن القمع الذهني للمرأة على يد الرجل قد يتم بشكل خفي من قبله، وفي هذه الحالة ربما يصعب اكتشاف هذا السلاح الممنوع، ولكن على المرأة اكتشاف ذلك؛ لأن علاماته نفسية، وحتى بدنية، فممارسة القمع الذهني ضدها بشكل خفي لا يعلم به سوى الرجل الذي يمارسه يجب أن يتوقف، وهو كما وصفه العلماء بأنها «جريمة بحق المرأة».
ممارسات القمع الذهني
أوردت الدراسة الممارسات التي تدخل ضمن إطار القمع الذهني ضد المرأة، وكذلك رد فعل المرأة لمواجهة ذلك، وإظهار بأنها على علم بما يدور في رأس الرجل:
أولًا: جعل المرأة تشعر بأنها إنسانة خالية من المبادئ
وذلك عن طريق اتهامها بأمور غير أخلاقية، وممارستها لسلوكيات منافية للقواعد الحياتية والاجتماعية.
• كيف تكسرين هذا الاتهام؟
تمسكي أكثر بالمبادئ الحياتية الجيدة، وأظهري له بأنه خاطئ في أحكامه، ويمكنه إذا أحب اللجوء إلى معرفة آراء الآخرين بها.
ثانيًا: منعها من إسماع صوتها وإظهار أفكارها للآخرين
هناك رجال كثيرون يحرصون على ذلك؛ لخوفهم من أن تكون المرأة مقنعة أكثر، وأفكارها أفضل من أفكاره.
• كيف تكسرين هذه الممارسة؟
اجعلي صوتك مسموعًا وأفكارك محترمة؛ عن طريق معرفة كيف ومتى تتحدثين، وكيف تجعلين أفكارك مقنعة، من دون اعتبار لما يقوله الرجل عنك.
ثالثًا: جعلها تفقد الثقة في النفس
لأن ذلك يضعف المرأة، ويجعلها تقع ضحية للرجل بسهولة.
• كيف تكسرين هذا القمع؟
تعلمي أن غالبية الرجال يسعون إلى السيطرة عليكِ عبر قاعدة فقدان الثقة في النفس، ويجب أن تكوني دائمًا مستعدة لمواجهة مثل هذا الموقف.
رابعًا: جعلها مجرد أداة لإعطاء المتعة
خاصة متعة العلاقة الحميمة، من دون أي احترام لها.
• كيف تكسرين ذلك؟
المرأة التي تشعر بأنها تتحول تدريجيًا إلى مجرد أداة لإعطاء المتعة للرجل؛ ينبغي أن تدرك السلوك الذي يؤدي إلى ذلك وتتوقف عن ممارسته؛ أي مساءلة الرجل عن الحقوق الجنسية للمرأة أيضًا.
خامسًا: جعلها تشعر بأنها لا تستطيع التعامل مع المواقف الصعبة
يتدخل في كل المواقف، بالرغم من قدرتها على التعامل مع هذا الموقف، أو ذاك.
• كيف توقفين ذلك؟
أظهري مهارة في التعامل مع المواقف التي تقدرين على مواجهتها، ولا تسمحي له بالتدخل، طالما كان بمقدورك التصرف.
سادسًا: جعلها تشعر بأن قيمة المرأة أقل بكثير من قيمة الرجل في الحياة.
يحاول دائمًا إثبات أنه أقدر في إدارة الأمور، والتصرف الصحيح والقوي.
• كيف تكسرين ذلك؟
واجهي مثل هذا الادعاء؛ عن طريق عدم الخوف من إثارة المواضيع الحساسة مع الرجل، وإظهار مستوى عالٍ من الإدراك بأمور الحياة بشكل عام.
سابعًا: استخدام قوته البدنية في القمع الذهني ضد المرأة
الرجل يعتبر أكثر قوة من المرأة من الناحية البدنية، ولكن ذلك لا يعطيه الحق في قمعها ذهنيًا وبدنيًا ونفسيًا. فالقوة البدنية تعتبر سلاحه الفاشل في تعامله مع الجنس الناعم.
• كيف تكسرين هذه القاعدة؟
يمكن لكِ أن توضحي له بأن العقل أقوى من القوة البدنية، ومن أجل ذلك ينبغي عليكِ أن توضحي له الدور الكبير للمرأة، وهو دور يمكن أن يواجه تباهي الرجل بقوته البدنية.