الفشل لا يعني عدم المحاولة مرة أخرى، فطالما أنّ الإرادة والتصميم على إنجاز ما تمنى المرء تحقيقه موجودان فإنه يستطيع أن يجعل من حلمه واقعًا، وهذا تحديدًا ما ينطبق على المخترع الفرنسي "فرانكي زاباتا"؛ حيث نجح في عبور القنال الإنجليزي يوم أمس الأحد مستقلاً لوحًا طائرًا نفاثًا من تصميمه ليحلق فوق مضيق دوفر خلال نحو 20 دقيقة.
فبعد محاولة مماثلة فاشلة في يوليو الماضي انتهت بسقوطه في البحر انطلق "فرانكي" من سانجات التي تقع خارج كاليه في فرنسا، مستقلاً لوحه المزود بخمسة محركات صغيرة، فيما حمل الكيروسين في حقيبته التي وضعها على ظهره.
ورافقت المخترع الذي يطلق عليه اسم «الرجل الطائر» ثلاث طائرات هليكوبتر، ووصل إلى بريطانيا بعدما هبط على سطح قارب بمنتصف الطريق الذي يمتد لـ 35 كيلومترًا، لإعادة التزود بالوقود. ولوَّح المخترع لجمهور تابع الحدث قبل أن يهبط بسلام في خليج سانت مارجريت، بالقرب من دوفر على الساحل الجنوبي لبريطانيا.
بدوره قال "زاباتا" للصحافيين لدى وصوله:" في الكيلومترات الأخيرة كنت أستمتع بالأمر.. ولست أنا من يحدد إن كان هذا حدثًا تاريخيًّا، بل الزمن".
وأضاف قائلًا قبل أن تتساقط دموع نجاحه:" صممنا آلة قبل ثلاثة أعوام، والآن عبرنا القنال، إنه ضرب من الجنون".
مشيرًا إلى أنّ الاستخدامات الممكنة للوح لم تتضح بعد، مضيفًا أنّ المركبة معقدة، لدرجة تجعل من غير المرجح أن يتمكن الرجل العادي من قيادتها.
مؤكدًا بقوله:" ليست بالآلة التي يمكن أن تستقلها للذهاب إلى المخبز صباح يوم الأحد".
تجدر الإشارة إلى أنّ "فرانكي" كان قد حصل على منحة قيمتها 1.3 مليون يورو من الجيش الفرنسي في أواخر عام 2018؛ للمساهمة في تمويل تطوير اللوح الطائر، كما اهتمت البحرية الملكية البريطانية باختراعات مشابهة، وقالت بأنها في 30 يوليو الماضي أجرت اختبارًا ناجحًا فوق الماء بالتعاون مع المخترع البريطاني ريتشارد براوننج، الذي حلق بين سفينتين مرتديًّا سترة نفاثة.