اعتمدت السعودية، رسمياً، تعديلات في نظام وثائق السفر، وقانون الأحوال المدنية بالنسبة للمرأة، والتي تسمح لها لأول مرة بالسفر من دون الولاية، فماذا قالت السعوديات عن هذه القرارات.
بناء الدولة الحديثة
سيدة الأعمال نوف الراكان، رأت أن هذه القرارات استمرارٌ لمسيرة الإصلاح والتمكين التي بدأتها الدولة قبل سنوات، وتدرَّجت في تنفيذها بما يتناسب مع حاجات وتطلعات المجتمع، وقالت: «المرأة إنسان مكتمل الأهلية، ولا حاجة إلى الاستمرار في ممارسة الوصاية عليها في عديد من الجوانب التشريعية والتنظيمية البحتة. لقد أسهمت هذه الإصلاحات في تعزيز مكانة المرأة، ومنحتها حقوقها الشرعية، فقد أصبح للمرأة اليوم الحق في توثيق معاملاتها لدى وزارة العدل بشخصها دون الحاجة إلى شخص يعرِّف عنها، وقريباً سنرى كاتبات عدل، يقمن بعملهن على أكمل وجه، يضاف إلى ذلك قرار قيادة المرأة السيارة الذي يعطي بُعداً آخر لتمكين المرأة بعيداً عن عملية القيادة نفسها، يرتبط بقدرتها على التنقل، وتسهيل أعمالها، وضمان قدرتها على الالتزام بعملها، فقد كان النقل عقبة حقيقية أمام كثير من النساء، ويحول دون استمرارهن في العمل، أو يؤدي إلى اقتطاع جزء كبير من راتبهن للسائق مع كل التكاليف المتصلة به. الآن، أكملت هذه الإصلاحات المهمة للغاية عقد أهلية المرأة، وصادقت على حقوقها التي من الخطأ تعطيلها، أو الاعتداء عليها بمحاولة تشويه نتائجها. كثير منا يعيش في أسر متكاتفة متحابة، ولن تغيِّر فيها مسألة تنظيمية، تعطي المرأة القدرة على استخراج أوراقها الثبوتية، والتنقل بسلاسة، والمصادقة على كونها أيضاً ربة أسرة، خاصة أن كثيراً من النساء يمارسن فعلاً هذا الدور كاملاً بكل ما فيه من مسؤوليات مادية ومعنوية وتربوية دون زوج، أو أب، أو حتى بوجودهما، فكيف تُنزع الأهلية من امرأة راشدة عاقلة، حملت وولدت أبناءها، ثم تمنح الوصاية عليها إلى ولدها مثلاً في حال عدم وجود الزوج، أو الأب؟! وأرى أن التنظيم أساس كل شيء، ولكل مرحلة مقتضياتها، ربما كان مناسباً في فترة زمنية بعيدة ما كان مطبقاً قبل هذا القرار، لكننا الآن في مرحلة تقتضي النظر بواقعية لكل نظام وتشريع لدينا، ومدى توافقه مع الشرع والمنطق، وواقع ما نعيشه اليوم، لتكون أنظمتنا ممكنة، ومعاونة في عملية بناء الدولة الحديثة، وما تقتضيه من تضافر جهود الرجال والنساء دون تعطيل لا مسوغ له».
انتهى عهد التعسف.
المرأة تتساوى مع الرجل
وأكدت فدوى الطيار، الإعلامية ورئيس اتحاد التسويق الرياضي، أن عهد الولاية التعسفية، والرجل المتسلط انتهى إلى غير رجعة، وقالت: «بعض الرجال المتسلطين حرموا المرأة من حريتها التي أعطاها لها الدين الإسلامي، في الزواج والسفر والدراسة، لذا أرى أن المرأة أصبحت تتساوى مع الرجل في الحقوق والواجبات في هذا العهد الجديد بقيادة الملك سلمان، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان. لقد أسهمت التعديلات الجديدة في تعزيز تمكين المرأة، وتخليصها مما لحق بها من ظلم، وهذه الفرحة لم تقتصر على النساء فقط، بل وشملت جميع أفراد المجتمع الواعين، كونها سترفع من شأن المرأة، وأتمنى أن تكون هناك قرارات أخرى، تصب في صالحها في مقبل الأيام».
ليس تمرداً
قرارات حكيمة
ونفت فاطمة الزهراء الأنصاري، الدكتورة في إدارة الأزمات، أن يكون هذا الأمر تمرداً نسائياً، قائلة: «كنت متأكدة أن وطني سيتطور يوماً، وسيصبح في مصاف الدول المتقدمة في جميع المجالات، وأرى أن الأنظمة الجديدة ما هي إلا نتاج قرارات حكيمة، أصدرتها القيادة الرشيدة لمنح المرأة حقوقها، وتوفير متطلباتها. لقد جاهدنا نحن النساء، وناضلنا بالكلمة والرأي لنيل هذه الحقوق، والحمد لله وصلنا إلى ما نريد، خاصة أن المساواة الحقيقية بين الرجل والمرأة ما تهدف إليه رؤية 2030. وعلى الجميع أن يعلم أن هذا الأمر لم ولن يكون تمرداً من الفتيات على أولياء أمورهن، إنه ببساطة حقنا بأن نتساوى مع الرجل في الحقوق والواجبات، وعاشت بلادنا وقيادتنا».