تتباين التسمية التي تطلقها الشعوب على عيد الأضحى باختلاف الجغرافيا واللغات والبيئات، ففي نيجيريا يطلقون علية اسم (بابار صلاح)، وفي الفلبين (ساكريبيسي)، وفي الصومال (سيدا غاوراكا)، فيما يطلقون عليه في بريطانيا اسم Feast of the Sacrifice، وفي ألمانيا (Opferfest)، وفي هولندا (Offerfeest)، أما الأتراك فيسمونه (قربان بارجام)، فيما يحمل في إيران اسم (عيد قربان)، واسم (العيد الكبير) في سوريا واليمن والعراق وفي شمال إفريقيا، ويطلقون عليه اسم (لوي أختر) عند البشتو، و(بايد عيد) في كشمير، و(بارايلد) في باكستان والهند، و(بيرو نال) أي العيد الكبير في التاميل، و(بارجام) في ألبانيا.
اغفر لي أخطائي
وكما تختلف التسميات، فإن طريقة الاحتفال تتباين أيضاً، وإن كانوا جميعاً يشتركون في أداء صلاة العيد، وذبح الخراف والبقر والجمال، ولبس الثياب الجديدة وتوزيع الهدايا، والألعاب والعيديات على الأطفال.
ففي روسيا، يجتمع المسلمون في صباح أول أيام العيد، قرب المساجد والشوارع المحيطة بها لتأدية الصلاة، وتقوم القناة الأولى في التلفزيون الرسمي بنقل الصلاة مباشرة على الهواء، وكذلك الحال مع مسلمي أوزبكستان الذين يؤدون الصلاة، ثم يجوبون الشوارع في كرنفالات ملونة، أما مسلمو الصين فإنهم يجدون في عيد الأضحى فرصة مناسبة لإظهار هويتهم الإسلامية وإثبات وجودهم؛ حيث يرتدون الثياب الملونة ويخرجون إلى الشوارع؛ تعبيراً عن الفرح والبهجة بقدوم العيد.
فيما يرى الماليزيون أنها مناسبة مباركة يجب استثمارها؛ لكي تسود المحبة وتُغسل القلوب وتُنسى الإساءة، لذا يقول أحدهم إذا ما التقى بصديق أو قريب في أحد صباحات العيد: «اغفر لي أخطائي»، مع تلامس في الصدور، في إشارة إلى الاحترام والمحبة المتبادلة.
ثياب وطنية وبطاقات معايدة
مسلمو تايلاند، الذين يبلغ عددهم حوالي 10 ملايين، يعدون العدة مبكراً للاحتفال بالعيد؛ فهم يتطيبون بالعطور في أيام العيد، ويلبسون الثياب الوطنية الزاهية، وهي (السارونج والملاية) الخاصة بمسلمي هذا البلد، ثم يتوجهون صباحاً على شكل جماعات؛ لأداء صلاة العيد في المساجد والساحات، ومن العادات التي يلتزمون بها إرسال بطاقات التهنئة البريدية للأقرباء والمعارف، ويكثر هذا التقليد في المناطق الريفية، إلى درجة تدفع موظفي البريد إلى تأجيل إجازاتهم لما بعد العيد؛ للسيطرة على زخم العمل الكبير في هذه الفترة.
الاحتفالات في لندن وباريس وبرلين
أما مسلمو فرنسا، الذين يشكلون أكبر جالية مسلمة في أوروبا، فإنهم يحتفلون بطريقة تليق بهذه المناسبة الدينية، حيث تشهد بعض المناطق، ومنها ضاحية الـ«جيت دور» في العاصمة باريس، احتفالات كبيرة، ويكون أول أيام العيد فرصة لخروج مجاميع كبيرة من الصغار والكبار من أبناء الجالية لتأدية الصلاة في الجوامع، إلى الحد الذي يؤثر على حركة وانسيابية المرور، ويتسبب في غلق بعض الشوارع تماماً، كما يحدث قرب مسجد (Regent's Park) في العاصمة البريطانية لندن في أول أيام العيد.
في ألمانيا، التي توجد فيها ثاني أكبر جالية مسلمة في أوروبا، تتحول بعض الأحياء الشعبية إلى ما يشبه المدن الإسلامية، ويحرص أصحاب المتاجر المسلمون على تعليق الفوانيس والزينة على البوابات مع عبارات الترحيب بقدوم العيد بأكثر من لغة، وتشهد محلات بيع الحلويات والكعك زحاماً شديداً، وكذلك الحال مع المتاجر التي تبيع ملابس وألعاب الأطفال.